بتنسيق مع الولاياتالمتحدةالأمريكية دفع الاتحاد الإفريقي بمقترحات لفض النزاع بين السودان ودولة جنوب السودان في مقدمتها الالتزام بعدم دعم وإيواء الحركات المسلحة المناوئة للبلدين ثم إطلاق سراح البترول المتدفق من الجنوب إلى الشمال عبر أنابيب النفط الناقلة له إلى ميناء التصدير في ولاية البحر الأحمر مع وقف العدائيات والتوتر الذي ساد العلاقة في الأيام الماضية بعد أن ثبت بالأدلة القاطعة تورط حكومة جنوب السودان في دعم الجبهة الثورية المعتدية على مدينة أم روابة وقرية أبوكرشولا» وما جاورها ،مما أدى إلى توقف تصدير نفط الجنوب بقرار من الحكومة السودانية وتبادل للاتهامات هنا وهناك قامت على إثره مجموعة العدل والمساواة الدارفورية المسلحة بتفجير أنبوب النفط الذي يمر عبر أراضي «أبيي» إلى مصفاة التكرير بالخرطوم وحسب إفادات الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة بأن المجموعات المعتدية التابعة لحركة العدل والمساواة كانت قد تحركت من داخل ولاية الوحدة بدولة جنوب السودان إلى داخل الأراضي السودانية التي يقع تأمينها المباشر على مسئولية قوات حفظ السلام الدولية والتي قامت بمطاردتهم بعد التفجير على حد قوله.. نحن من جانبنا دهشنا كثيراً لتطورات الصراع الذي قد يؤدي في نهاية الأمر إلى العودة لمربعات الاحتراب القديمة التي نمقتها ونكره الحديث عنها بعد أن أقعدت السودان كثيراً منذ سنوات ما قبل الاستقلال إلى ان تحقق السلام الشامل في نيفاشا عام 2005م والذي دفعنا ثمنه قبولاً للإستفتاء الذي أدى إلى فصل جنوب السودان عن شماله بعد ضغوط دولية وجنوبية جعلت كل القوى السياسية السودانية في الحكومة والمعارضة توافق وتبصم على حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان الذي توقعنا منه الشكر عبر حكومته بعد أن نال استقلاله وإن تصبح العلاقة الثنائية أكثر إستقراراً بما يخدم المصالح المشتركة وما كنت أرى في مخيلتي أقرب لدولة الجنوب من السودان وبالعكس ولكن «تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن» حيث ما زالت هناك أيادي خفية لا تريد استقراراً للدولتين الشقيقتين حتى بعد المصفوفة اللتين صادق عليها الرئيسان مؤخراً بأديس أبابا ووجدت التأييد والقبول من كل دول العالم ومنظماته الإقليمية والدولية وبرغم الذي حدث فإننا نمد أيادي بيضاء لاستعادة الثقة والسلام مع اشقائنا في الجنوب ،ولن نرفض وساطات التفاهم الإفريقية والأمريكية لعودة المياه إلى مجاريها شريطة ان نتعامل مع المصفوفة كحزمة واحدة لا تتجزأ حيث لن يتدفق النفط الجنوبي عبر الشمال طالما هناك من يفجرون الأنبوب يقيمون في «جوبا» فالترتيبات الأمنية لها الأولية القصوى وعدم إيواء ودعم الحركات المسلحة خطوط حمراء لا تساعد على الاستقرار والتعاون المشترك فسلامة الأراضي السودانية من مخططات التقسيم إلى دويلات هي مسئولية تضامنية في هذا الوطن وعلينا في الشمال وفي الجنوب أن ندرك ذلك جيداً فالاستقرار في الجنوب مرتبط تماماً بالاستقرار في السودان..