وصف ب"الخطير"..معارضة في السودان للقرار المثير    منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفث: قتل عمال الإغاثة أمرا غير معقول    عثمان ميرغني يكتب: معركة خطرة وشيكة في السودان    والى الخرطوم ينعى نجل رئيس مجلس السيادة "محمد عبدالفتاح البرهان"    قبل قمة الأحد.. كلوب يتحدث عن تطورات مشكلته مع صلاح    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    وفاة "محمد" عبدالفتاح البرهان في تركيا    شاهد بالصورة والفيديو.. فنانة سودانية تحيي حفل غنائي ساهر ب(البجامة) وتعرض نفسها لسخرية الجمهور: (النوعية دي ثقتهم في نفسهم عالية جداً.. ياربي يكونوا هم الصاح ونحنا الغلط؟)    شاهد بالفيديو.. الفنانة شهد أزهري تعود لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي بنيولوك جديد وتقدم وصلة رقص مثيرة خلال حفل خاص بالسعودية على أنغام (دقستي ليه يا بليدة)    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تسخر من الشباب الذين يتعاطون "التمباك" وأصحاب "الكيف" يردون عليها بسخرية أقوى بقطع صورتها وهي تحاول تقليدهم في طريقة وضع "السفة"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    شاهد بالصورة والفيديو.. (فضحتونا مع المصريين).. رجل سوداني يتعرض لسخرية واسعة داخل مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهوره داخل ركشة "توك توك" بمصر وهو يقلد نباح الكلاب    قائد السلام    واصل تحضيراته في الطائف..منتخبنا يؤدي حصة تدريبية مسائية ويرتاح اليوم    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    دعم القوات المسلحة عبر المقاومة الشعبية وزيادة معسكرات تدريب المستنفرين.. البرهان يلتقى والى سنار المكلف    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكايات حارتنا
نشر في الرأي العام يوم 22 - 06 - 2013

هذه حكايات تنفتح على كل الوطن، ربما تأتي من الماضي، أو ربما الآن. ولكنها في كل الأحوال هي رؤيا للمستقبل. يسردها ضمير غائب ولكنه حاضر يشهد على كل الأزمنة.. وهي في نفس الوقت تصوير للخاص والعام معاً.. هي خيال خلاق، يجمع بين المحلي والكوني وينبض براهنية عصرنا الحديث. إذاً هي قراءة للحياة، في نقطة التماس بين القومي والكوني.. لذا تصلح لأن تكون مفتاحاً لتفسير الراهن!
«المحرر»
البحث عن عبد الله الطيب في ذكراه
? الدكتور عبد الله الطيب عالم ومبدع على مستوى العالم قاطبة.. يعرفه عن قرب زملاؤه وتلاميذه والآخرون الذين اطلعوا على آثاره بعمق.. أما نحن الأجيال التي أتت بعد زمانه بفترة، فقد منعها ضوؤه الباهر من التطلع إلى ملامحه الدقيقة ومعرفة أدبه وعلمه عن قرب.. فبمثلما المعاصرة حجاب كذلك تكون الشهرة ذات الضوء الساطع.. ولهذا عرفنا العالم عبد الله الطيب بشكل شامل أقرب ما يكون إلى الغموض منها إلى المعرفة المتيقنة المدققة.. ونهضت اسئلة كثيرة تطالب بالإجابة.. لقد شارك عبد الله الطيب عندما كان في بخت الرضا في تأسيس المسرح السوداني الحديث من خلال ترجماته لمسرح شكسبير .. بذات القدر الذي قام فيه بتأسيس مناهج التربية في دار المعارف السودانية وفي عمادة جامعة الخرطوم..
? جاء عبد الله الطيب للمشهد الثقافي القومي في زمن البحث عن الهوية السودانية.. فكان مع الاسلام والعروبة ضد الاستعمار.. وكان مع أصالة الثقافة القومية.. وكانت كتاباته تتبع هذا الخط «المرشد إلى فهم أشعار العرب» و«الاحاجي السودانية.» ..
? والآن تتقدم كتابات كثيرة في ذاكره العاشرة.. ولكن السؤال أي المناهج التي تصلح هنا لقراءة الرجل؟.. وهنا نرى ان المناهج الحديثة لا تصلح لتحديد موقع العالم الكبير الدكتور عبد الله الطيب!!
قناع محمد نعيم سعد
? محمد نعيم سعد نجم المسرح الكوميدي في السودان.. ممثل صاحب حضور طاغٍ على خشبة المسرح.. وهو يكاد يكون الممثل السوداني الوحيد الذي لا تظهر شخصيته الواقعية على الشخصية التي يقوم بادائها على المسرح.. ولهذا فإن طريقة أداء هذا الممثل الكبير تنفصل عن شخصيته وتلتحم بالشخصية الفنية المراد التعبير عنها في النص.. ومن مميزات مهاراته التعبيرية الادائية ان جسده يتحرك بدون جمود أو أسراف.. فهو جسد مرن يعبر عن الموقف الدرامي المراد كما هو مطلوب.. وشخصية محمد نعيم الواقعية لا تتماهى مع الشخصية الروائية ولكنها تأخذ من خبرة محمد نعيم الذاتية والواقعية، كما تأخذ من عناصر الشخصية الدرامية المكتوبة على الورق.. وبين هذه المسافات تتلون الشخصية الدرامية على خشبة المسرح وتضيف اضافات فكرية وجمالية للنص مجسداً فوق الخشبة..
القصة السودانية بين الريف والمدينة
? أغلب القصص القصيرة، التي كانت تنشر في الاربعينيات في مجلتي الفجر والنهضة، والتي كان يكتبها سودانيون، كانت تدور أحداثها في قرى السودان المختلفة.. وهي تتناول أحداثاً اجتماعية تصور التعقيدات الحضارية في صدام الواقع مع القيم الاخلاقية والأعراف والتقاليد.. وهي قصص بسيطة التركيب تغلب عليها الموعظة والخطابية.. ومع مطلع الخمسينيات ظهرت قصة الأحداث التي تدور في المدينة، مصورة المشكلات الحضارية الجديدة، التي ظهرت مع ظهور التعقيدات الاجتماعية وظهور الطبقة الوسطى حيث جدت مشكلات ذات طابع خاص يسببها الصراع الاجتماعي داخل هذه الطبقة..
ومن أشهر كتاب التيار الأول ملكة الدار محمد ومعاوية نور وسيد الفيل..
ومن كتاب التيار الثاني في الخمسينيات ومطلع الستينيات ابوبكر خالد وخوجلي شكر الله والزبير علي وعلي المك وصلاح أحمد إبراهيم وجمال عبد الملك (ابن خلدون) وعبد الله علي إبراهيم وبشير الطيب و أحمد الأمين البشير..
منى الخير والهروب من الفن
? الفنانة المطربة الراحلة منى الخير، ظهرت في اوائل الستينيات.. وتألقت في سماء الطرب والغناء، واصبحت نجمة كبيرة تنافس كبار مطربات ذاك الزمان.. عائشة الفلاتية وفاطمة الحاج وأم بلينة السنوسي.. وكانت منى تغني في حفلات المسرح القومي الغنائية مع كبار المطربين وردي وإبراهيم عوض وعثمان حسين وابو داؤود..
وقد كسبت جماهير عريضة.. ولكن منى الخير فجأة شعرت بالسأم والضجر من الحياة الفنية، وذلك لان شهرتها أصبحت قيداً يقيد حركتها وتحد من حريتها الاجتماعية، إذ كانت تريد ان تمارس حياتها اليومية بوصفها انسانة عادية..
وامام قيود الشهرة هذه اعتزلت منى الخير الفن قبل رحيلها عن الدنيا بسنوات عديدة.. وقد دفنت بعد موتها في مقابر بري اللاماب حيث كانت تسكن..
التجارب الكبيرة وتأثيراتها على الكتابة
? الكتابة لا ترتفع قيمتها الفكرية والجمالية، إذا لم تأت من خلال تجربة حياتية كبيرة وعميقة.. ولهذا تجد ان معظم النصوص الابداعية العالية القيمة في تأريخ الأدب الانساني هي تلك الكتابات التي تكون ثمرة لألم عظيم، أو لتجربة انسانية شاملة تكشف كل نواحي الحياة.. وتظهر هذه التجارب في الكتابات الكبيرة لتخفف من الآلام التي تصيب الناس من خلال مسيرتهم في هذه الدنيا.. ومن الكتب التي لاقت رواجاً بين القراء رواية الألماني توماس مان التي تحمل عنوان «الموت في ڤينيسا» .. وهي تصور تفشي وباء الكوليرا في مدينة «ڤينيسيا» حيث هرب الناس من أمام الوباء.. ما عدا عجوز فضل ان يظل إلى جانب صديقه المصاب بالكوليرا.. فالرواية تصور المشاعر الإنسانية وهي موضوعة أمام الموت.. وذات الفكرة تصورها رواية اليوناني «كزنتازاكس» «زوربا اليوناني» هذا اليوناني البسيط الذي يواجه أخطار الحياة بالشجاعة اللازمة.. وهي كلها كتابات عميقة تكشف لنا عن جوانب من الحياة السرية التي لا يمكن رؤيتها إلا عبر بصيرة انسانية عميقة.. وهذا بالضبط ما أفلح همنجواي في تصويره في أعماله كلها «العجوز والبحر» و«الشمس تشرق ثانية».. وذلك لان قدرة همنجواي على تحمل الألم عظيمة كانت تفوق كل تقدير..
بروفايل للصويم
? الروائي والقاص منصور الصويم.. كاتب فنان.. استطاع في مدة وجيزة ان يكتشف ذاته الابداية وان يكشف عنها.. وهو في كل عمل يتجاوز نفسه ويتفوق.. وهو ليس مشغولاً بالتفوق على الآخرين.. ولهذا فهو يعمل في مشروعه الروائي في هدوء وثبات.. والآن يقدم الصويم رواية جديدة بعنوان «أشباح الفرنساوي» ولعلها تتجاوز روايته الجميلة التي فازت في مسابقة الطيب صالح «مركز عبد الكريم ميرغني» والتي تحمل عنوان «ذاكرة شريرة».. وقد ترجمت للصويم هذه الرواية «إلى الفرنسية» ولاقت عرضاً ونقداً في أكبر الصحف الفرنسية.. لعلها «الفيجارو.. » .. ومن المتوقع ان تقوم «دار مدارك» بالخرطوم بطباعة هذه الرواية، كما صرح لنا بذلك الشاعر الناشر الياس فتح الرحمن..
مباراة في الأداء التمثيلي
? من الأفلام السينمائية الكلاسيكية فيلم «الطفلة دول» الذي انتج أبان الخمسينيات، واشتركت كل من الممثلتين الكبيرتين «بيتي ديفز وجوان كرافورد» في أداء الدورين الرئيسيين فيه.. حيث تجمع الحياة بين أختين لا أسرة لهما.. فكل منهما تمثل الأمان والحماية للأخرى.. ولكن هناك شيئاً خبيئاً ومدسوساً داخل نسيج حياة الطفلتين يهدد بالخوف والرعب والدمار.. وهكذا تؤدي الممثلتان العملاقتان هذا الدور المعقد في اداء تمثيلي يصل حد الإعجاز الفني المثير.. وما زال هذا الفيلم من أهم كلاسيكيات السينما العالمية..
العواطف ليست انفعالاً بسيطاً، ولكنها مركبة
? معظمنا يظن ان العواطف، هي انفعالات بسيطة، تنحصر في عنصر واحد فقط.. فعاطفة الحب ليست كلها حباً.. بل هي تمتزج بعواطف أخرى.. فالعواطف هي أكثر من انفعال واحد.. فالحب يختلط بالكراهية.. وهو الحب الكاره.. فداخل كل حب هناك كراهية ما.. وهو ما يسمى باستواء الأضداد.. حيث يجتمع الشئ وضده معاً في تركيب واحد.. وإذا تأملنا قصص الحب الكبيرة نجد ان الحب يقوم على الضدين.. فهناك قصة تاجوج والمحلق «سودانيا».
? وفي قصص الحب العربية نجد قصة قيس وليلى.. حينما فضح قيس حبه لليلى وقضاءها ليلة كاملة معه.. وكان قيس يعلم ان بعد نشر هذا السر على الملأ سوف تمنع ليلى من الاتصال به.. وان أهلها سيرفضونه زواجاً لها..
? إذن.. كان قيس يريد ان يكون هذا الحب مستحيلاً.. يصعب تحققه لكي يدوم ويستمر.. وان تحقق الحب يقتله.. وهو لا يشتعل إلا بنيران الاستحالة.. هذا هو تمازج الممكن والمستحيل.. الحب المريد والحب الكاره..
التناص الحميد والتناص الخبيث
? هناك تناص حميد وآخر خبيث.. الحميد هو ان يستفيد النص الجديد من النص القديم ويضيف للمضمون أو الشكل القديم إضافات باهرة.. ولك ان تقول ان كل قصيدة جديدة جيدة هي تناص حميد مع قصيدة قديمة.. اما التناص الخبيث فهو أقرب ما يكون للسرقة الأدبية.. أي هو أخذ من النص القديم دونما مبرر مضموني أو جمالي يجعل هذا الاستلاف مبرراً..
? ومن التناص الحميد هو ما أخذه الكاتب الأرجنتيني «ماريو جارسيا كوسا» من مسرحية الكترا الاغريقية لسوفوكليس وإدخاله في روايته «في مديح زوجة الأب» حيث يشترك الأب والابن في حب امرأة واحدة.. وهو شئ ضد الأخلاق والشرائع.. إلا ان هناك في رواية «كوسا «مديح زوجة الأب» إضافة هي ان الرواية منقولة من خلال راوٍ ليس هو الأب ولا الابن بل هو راوٍ افتراضي يعرف أشياء وتغيب عنه أشياء.. وهذا ما جعل القارئ ينضاف للنص ويؤول النص بطريقته.. الشئ الذي جعل النص مفتوحاً على فضاءات احتمالات متعددة. .
الملفات الصحفية الثقافية
? السؤال المطروح الآن على الساحة الثقافية والصحافية في ذات الوقت، هو كيف يمكن ان تكون الملفات الثقافية الاسبوعية؟.. ان تطبع بطابع الصحافة اليومية السريعة وتلبي متطلبات هذه السرعة في نقل الخبر ومتابعة الحدث، وتصوير وقائع الأفعال الثقافية، في تناول سريع؟!! أم انها تقوم بمهمات المجلة الثقافية المحكمة؟ ذات الطابع الاكاديمي في اختيار المادة المنشورة وفي تقاليد هذا النوع من الثقافة؟
? ولكن قبل هذا وذاك.. يكون السؤال.. هو لمن تتوجه هذه الملفات الثقافية؟.. أهي للقارئ العادي.. أم هي للقارئ النخبوي الأكاديمي؟
? هذا ما تحدده كل صحيفة على حدة فيمن تريد ان تخاطبه من القراء؟ وهذا ما يحدد نوع الخدمة الثقافية المرادة هنا..
? ولكن.. هل يمكن التوسط بين الخطابين.. الخطاب العادي والخطاب النخبوي؟
فصيح المشاعر ودارجها
? هناك مشاعر فصيحة.. أي واضحة بالنسبة لصاحبها.. وهناك مشاعر شديدة الغموض، لا يستطيع صاحبها استبانة منابعها واسبابها.. وهذا النوع من المشاعر يستثار عندما يلتقي بالفنون والآداب الجميلة.. بل ان معين تحقق هذه الفنون يعتمد على هذه الانفعالات.. هناك أناس ينفعلون بالنص كلما كان نصاً فنياً على قيمة ثقافية عالية ولذلك فهم يطلبون نوعاً من الفن لا يعطي نفسه للمستهلك بسهولة ويسر.. فن يتطلب مستهلكاً ذكياً ومثقفاً.. وهناك من يريد نصاً دارجاً وواقعياً خشناً ويومياً ولا يتطلب تعمقاً ومماحكة ثقافية.. ولكن هناك نصوصاً دارجة شعبية لها قيمة تساوي هذه النصوص المثقفة..
الصورة الأخرى في المرآة
? هل يستطيع الانسان منا ان يلاحظ صورته الذاتية على مرآة الحياة في مراحلها المتحولة والمتعددة.. وفي أي مرحلة تكمن صورته الحقيقية «ذاته الحقيقية» وهل يستطيع الانسان التعرف على هذه الصورة ؟.. كأن يرى ذاته بوصفه آخر؟.. إنها فكرة تبدو مستحيلة وشديدة الصعوبة!!.. وفي هذا الصدد عرضت على الممثلة المصرية «فيروز» الطفلة المعجزة التي قدمها انور وجدي في كثير من الأفلام السينمائية.. عرضت عليها هذه الأفلام وهي في الستين من العمر.. فقالت إنها ليست هذه الطفلة ؟
انطفاء الظل
انطفأ الظل.. هي القصة التي كتبها القاص الشاب الطيب عبد السلام وفاز بها في مسابقة الطيب صالح للقصة القصيرة.. القصة تحت عنوان «انطفأ الظل» وهي ذات تركيب درامي قوي وذات مضمون عميق يتطلب تأملاً عميقاً.. هذه القصة لم تجد دراسة مستفيضة تنير النص وتكشف عن النواحي التقنية الجديرة بالدرس النقدي.. ربما هو نص ابداعي جديد ينتظر نقده الجديد.. ربما..
الامريكية توني ميرثون
? الكاتبة الامريكية السوداء، توني ميرثون نالت نوبل للآداب قبل سنوات عن روايتها «عيون أشد زرقة» وهي تصور حياة الزنوج الامريكان في قسوتها وبؤسها.. وتقارن بين صورة الزنجية وصورة نموذج المرأة الامريكية البيضاء من خلال صورة الممثلة الامريكية الشقراء ذات العيون الزرقاء «بيتي جريبل» وصورة الزنجية العادية في شوارع هارلم.. والرواية مليئة بالبؤس العظيم الذي يفوق الطاقة البشرية ..
اللوحة عند حسين جمعان
? الاستاذ الفنان التشكيلي حسين جمعان صاحب أسلوب تشكيلي مميز.. فشخصيات اللوحة عنده، هي عبارة عن كائنات تتشكل في بطء لتأخذ ملامحها الكلية فيما بعد.. وهي كائنات لم تتكون بعد بالاكتمال المطلوب..
بل هي كائنات قد أخذت من لحظات البدايات الأولى.. وهي تشبه كائنات الشاعر محمد عبد الحي المأخوذة من بدايات النمو والتكوين و لهذا فهي أقرب إلى الرموز منها للأشياء ذاتها.. هي الأشياء تبحث عن اسمائها..
الانفجار الروائي
? الناقد مجذوب عيدروس الذي يتابع المشهد الثقافي الراهن عن كثب.. قال ل «الرأي العام».. ملاحظات نقدية كثيرة جديرة بالتأمل والمناقشة .. فهو يقول إن المشهد الثقافي الآن يشهد انفجاراً روائياً.. حيث كثرت الروايات المطبوعة لدرجة طغت فيها على كل المنتوج في كل الأجناس الابداعية الأخرى.. وهذه الملاحظة تولد سؤالاً عن السبب في هذه الظاهرة.. ويمكن القول ان هذا هو عصر الرواية.. عصر تعقدت فيه الحياة فأفرزت الكثير من المشكلات التي تطالب بالحلول.. عكس الفترات والأزمنة السابقة التي كانت تتميز بالسكون وببطء الحراك الحياتي في جميع مظاهره.. فكان ذاك زمن الشعر والتأمل.. ضف إلى ذلك ان الشعر يحتاج لمواهب تظهر قدراتها من الوهلة الأولى.. فهذه هي قصيدة.. أو لا قصيدة.. أما الرواية في هذا العصر فلقد تعددت وكثرت طرائق كتابتها واصبح من الصعب على القارئ غير المتخصص ان يعرف الفرق بين هذا وذاك.. مما جعل هذا الانفجار يشمل العمل الحقيقي والعمل الزائف..
زمن التألق.. وزمن الانطفاء
? الفنانون يجدون ترحيباً على أعمالهم أحياناً.. وفي أحيان يجدون اهمالاً.. وتتفاوت حظوظهم في حماسة الجمهور واستقباله لأعمالهم.. وهي حالات يشوبها الكثير من الالتباس وسوء الفهم.. ولا يكمن سبب النجاح او الفشل دائماً في نجاح العمل الفني ذاته أو فشله.. ولكنه في كثير من الأحيان يكون السبب الحقيقي خفياً.. ومن الممكن ان يكون السبب الحقيقي الذي لا يرى بالعين المجردة.. هو المزاج الجمالي العام الذي يسود المجتمع الذي يستهلك هذا المنتوج.. فالمزاج الجمالي العام هو دائماً عرضة للتقلبات وعدم الثبات عند معطيات موضوعية حقيقية مأخوذة من مجريات الواقع.. والمزاج الجمالي العام هذا من الصعب الامساك به بشكل موضوعي.. إذ أن عوامل التبدل وعدم الثبات هذه قد تكون على درجة من عدم التعين.. ولهذا قد يطلع الفنان إلى فوق أو قد يهبط..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.