كشفت مصادر قانونية مطلعة بالقضارف، عن تقدم محامين بفتح بلاغات جنائية ضد حكومة الولاية ووزير الرعاية والإرشاد محمد عبد الفضيل السني بدعاوى التقصير في المسؤولية لجهة عدم توفيرهم الحماية الكاملة لحجاج القضارف المتقدمين لنيل فرصة الحج ما أدى لوفاة (12) حاجاً ووقوع جرحى أثناء تدافعهم أمام بوابة صغيرة انهارت على رؤوس نساء مسنات فارقن الحياة بسببها فجر السبت. دعوة قضائية في الأثناء، حمّل مجلس تشريعي القضارف، حكومة الولاية ووزارة الرعاية مسؤولية الحادث، واتهم عضو المجلس أبو القاسم قدم صغير ل (الرأي العام)، حكومة القضارف بالتقصير الكامل تجاه توفير كل السبل الآمنة لهذا العدد الكبير من حجاج الولاية الذين تدافعوا بكثافة قبل يوم كامل من بدء إجراءات التقديم، وأوضح أن الحادث يعبر عن أخطاء جسيمة ارتكبتها إدارة الحج والعمرة ويكشف عن إخفاق واضح لحكومة الولاية ووزارة الرعاية في إدارة الملف، وقال أبو القاسم إنّ المجلس دعا لجلسة طارئة اليوم استدعى فيها وزير الرعاية لبحث تداعيات وفيات الحجاج، وتوقع أن يصدر المجلس قراراً حاسماً في الجلسة ربما يطيح بالوزير. وقوبلت حادثة حجاج القضارف الذي راح ضحيته اثني عشر حاجاً بحالة من السخط والاستياء في الشارع بالولاية، حيث طالب عدد من مواطني الولاية بإقالة وزير الرعاية الاجتماعية ومدير إدارة الحج والعمرة بالولاية ومحاسبتهما، ودعوا مجلس الولاية التشريعي لاتخاذ إجراءات تحفظ استحقاقات المواطنين ومحاسبة المقصرين، وأن يكون أكثر جرأةً بالانحياز لقضايا الجماهير التي انتخبته لا الوقوف في صف الحكومة. فيما قال شهود عيان للحادثة، إنّ حالة الهرج والمرج التي سادت موقع التقديم لإجراءات الحج في مدرسة القضارف الثانوية القديمة فقد فيها عدد من الحجيج أموالاً في لحظة عمت فيها الفوضى. وأوضح مصدر شرطي رفيع إنّ الحجاج تقدموا بطلبات للقسم الأوسط لفتح بلاغات فقدان مبالغ مالية عقب الأحداث، وقال إن اثنين طلبا فتح بلاغ لفقدهما (7) آلاف جنيه، في وقت راجت فيه معلومات عن ضياع أموال كبيرة من حجاج فضّلوا عدم التبليغ عنها بعد أن سلمت أرواحهم من الموت. نصيحة لله وفي السياق، أعلنت وزارة الرعاية الاجتماعية بولاية القضارف عن ترتيبات جديدة للتقديم للحج، وأوقفت الإجراءات السابقة في أعقاب وفاة اثني عشر شخصاً من المتقدمين. استئناف التقديم وقال وزير الرعاية والإرشاد بالقضارف محمد عبد الفضيل السني ل (الرأي العام) إنه قرر وقف عمليات التقديم، وأضاف أن اللجنة العليا للحج بالولاية عقدت اجتماعاً أمس برئاسته، حيث قررت أن يستأنف العمل فوراً للتقديم من المحليات حتى الخميس على أن يتم فرز المتقدمين بالقرعة يوم الاثنين برئاسة القطاعات (الرهد الكبرى والقلابات الكبرى وبلدية القصارف ومحلية وسط والفشقة والصباغ والفاو)، على أن تبدأ عملية التقديم النهائية يومي الأربعاء والخميس برئاسة هيئة الحج والعمرة بمدينة القضارف. الوزارة بريئة إلى ذلك، أوضح مبارك الشفيع مدير الحج والعمرة، إن الإدارة تحسبت جيداً هذه المرة وعمدت التقسيمات لتفادي أي طارئ، وبرأ مبارك وزارة الرعاية والإرشاد بالولاية من مسؤولية الحادثة التي وقعت بمركز التقديم فجر السبت الماضي، وقال إنّ السلطات اتخذت التحوطات اللازمة لعملية التقديم من تأمين وتهيئة للموقع، وأضاف أنّ المتقدمين ومرافقيهم حضروا للمكان قبل الموعد المحدد بساعات وتدافعوا للداخل قبل فتح أبواب التقديم وسحب الاستمارات، وأن المتوفين ماتوا تحت الأقدام وليس بسبب انهيار الجدار. المكتب القيادي وكان المكتب القيادي للمؤتمر الوطني بالقضارف عقد جلسة طارئة عصر أمس برئاسة الضو الماحي رئيس الحزب لبحث تداعيات حادث الحجيج. خلفية المأساة وتشير (الرأي العام) إلى أن جموعاً من المواطنين كانوا يعتزمون أداء فريضة الحج احتشدوا منذ أمس الأول بمدرسة القضارف الثانوية القديمة التي اتخذتها إدارة الحج والعمرة بالقضارف مقراً لاستئناف بداية الإجراءات للتقديم للحج ومنهم من بات ليلته أمام المركز بعد أن أصرّت السلطات على عدم فتح باب المركز لهم، وعند الفجر تدافع الحشد الذي أدى إلى انهيار حائط وبوابة المدرسة الذي كان سبباً في سقوط الضحايا، وحمّلوا السلطات مسؤولية ما جرى بسبب عدم وضع التدابير التنظيمية اللازمة.