حوار: حسام ميرغني _عبد الرؤوف عوض: الثانية من ظهر السبت الماضي،تحول الطالب احمد منصور الى مصاف النجومية الاكاديمية والمجتمعية اذ صار وجهاً مألوفاً في وسائل الاعلام بعد تحقيقه المرتبة الاولى في امتحانات الشهادة السودانية للعام الحالي،التميز لم يكن وليد صدفة ولكن اسرته وقفت تهيئ له سبل النجاح،الرأي العام جلست مع والد المتفوق الاستاذ منصور محمد حسن المعلم السابق الذي يمارس المحاسبة الآن كوظيفة بعد تركه التعليم في شركة ألفا للتصنيع الغذائي للوقوف على اولى خطوات ابنه في سلم التميز الاكاديمي. استاذ منصور،احمد ابنك،الاول على أكثر من 400 ألف طالب وطالبة هذا العام،تحول منذ السبت الماضي الى مراتب النجومية؟ كون انه احرز المرتبة الاولى على اكثر من 400 الف طالب وطالبة فهذا يعني انه يملك ميزة مختلفة كغيره من الذين احرزوا المرتبة الاولى في امتحانات الشهادة في الاعوام الماضية،واود ان اشير الى ان الدولة يجب ان تهتم بالنوابغ وترعاهم وتصنع منهم مبتكرين وعلماء في المستقبل،كثيرا ما يتوقف تفكيري في اين هم اوائل السودان في السنوات الماضية وكيف سارت بهم الحياة،الموهبة الفكرية والنبوغ والذكاء عملة نادرة في العالم الالتفات الى استثمار العقول يجب ان يكون اولوية للقائمين على الامر،فنجاح ابني احمد لا يمثل الاسرة وحدها بل هو امتداد للنبوغ السوداني والتفرد. عنك،ما النسبة التي احرزتها في امتحان الشهادة،والمسار الاكاديمي لك؟ احرزت نسبة 65% ووقتها كانت درجة رفيعة التحقت بها في جامعة الخرطوم كلية التربية تخصصت في اللغة الانجليزية وعلم النفس وفي نفس الوقت درست المحاسبة بفرع القاهرة،مارست التدريس في الفترة من 87 الى 90 بمدارس كسلا،ووجهت عملي بعدها الى المحاسبة تخصصي الاخر.خذ في الاعتبار ان زمننا فرص الالتحاق بالجامعة كان ضئيلا ومحدودا. كمعلم سابق،التعليم الان وزمان؟ الدخول الى المدرسة كان يتم في سن السابعة والسلم التعليمي مناسب يجعلك تتوافق مع المراحل التي تم بها وتستوعبها،ابني احمد مثلا دخل الى المدرسة وهو لم يكمل سن السادسة وهو الان في الخامسة عشرة من عمره وفي طريقه الى الجامعة ،وما زلت اعتبره طفلا.اما بالنسبة للمواد الاكاديمية التي يتم تدرسيها فهي كانت مشبعة ومكتملة غير الان بجانب انتشار المدارس الخاصة واغفال دور التعليم الحكومي وتراجع التقييم الاقتصادي والاجتماعي للمعلم. هل تعني ان ابنك لم يلتحق بكورسات ودروس خاصة؟ ابدا. كمعلم سابق،هل كنت تعينه في المراجعة؟ نعم،ووالدته ايضا هي خريجة جامعة الخرطوم محاسبة وتقوم بجانبي بمراجعة الدروس لاحمد،ثم ان له ميزة انتبهت لها هي انه يحرص على حل الصعوبات الاكاديمية التي تواجهه باصرار ويحاول ان يتوصل للسبب الذي جعله لا يفهم المسألة ان كانت في الرياضيات او الكيمياء . هل هو محب للمادتين؟ نعم بجانب اللغة العربية والتربية الاسلامية. وهل له مادة لا يفضلها؟ الفيزياء، رغم تفوقه فيها لكنه صرح لي بانه لا يحبها. المستوى الاكاديمي لابنك قبل احرازه للمركز الاول بنسبة ستة وتسعين فاصل تسعة من عشرة بالمائة (96.9% )؟ متفوق،ومرتب. هل يكرس وقته كله للقراءة؟ لا ،فهو يمارس كرة القدم ويهتم بالتواجد في المسجد لفترة طويلة وملتزم باداء صلواته الخمس به. و بيترسل الدكان وكدا؟ عادي جدا ?نسبة نجاحه في الاساس؟ 275درجة من مدرسة الرياض الحديثة والتحق بعدها بمدرسة الشيخ مصطفى الامين النموذجية. قبل الامتحان ما ملاحظتك عليه؟ هادئ ومرتب نفسيا،وخضع لامتحانات تجريبية في المدرسة اسهمت في نجاحه الكبير. وقبل اعلان النتيجة بساعة؟ كنت معاه في البيت وفاتحين التلفزيون نترقب اعلان النتيجة في الثانية من ظهر السبت الماضي،و .. هل كنتم تتوقعون ال..؟ دقائق..اكمل حديثي..احمد كان يتوقع ان تتم اذاعة صديقيه عبد الله ووليد ضمن المائة الاوائل وكان مستبعد ان يكون ضمن الاوائل..كان يرى انه سيحقق مجموعا كبيرا ولكنه لم يتخيل ان يكون ضمن المائة الاوائل،فالممتحنون اكثر من 400 الف طالب وطالبة . وبعد؟ بعد ان بدأت الوزيرة في اعلان التفاصيل ،وذكرت ان 77 طالبة ضمن المائة الاوائل قال لي :كدا وليد وعبد الله طلعوا..وبدأت لحظة اعلان الاول. ووقتها؟ اغلق باب الغرفة حتى يسمع اسما من اصدقائه او يسمع اسمه ضمن المائة وحتى لا يشوش عليه ابنائي، وما ان اعلن اسمه كاول للشهادة السودانية حتى قمت واحتضنته وكان وقتها من شدة الفرح يردد( دا ما أنا..) وليد وعبد الله اصدقاء ابنك ما مرتبتهما؟ عبد الله احرز المركز التاسع عشر ووليد ال32 على مستوى السودان. هل هو النجاح الاول على مستوى الاسرة؟ في قريتنا (تبج) التي تقع على بعد 2 كيلو متر من منطقة عبري سبق ان احرز الدكتور يسري محمد حاج المركز الاول في امتحان الشهادة عام 70. اختيار احمد للهندسة الكهربائية؟ قراره لوحده،فهو منذ نشأته يحب الرسم وما يتعلق باعمال الهندسة ومحب لمتابعة البرامج العملية ويهوى مشاهدة قناة ناشيونال جغرافيك بتكرار لا يمله. النقلة التي حدثت في حياته من طالب محدود المعارف ، الى اهم طالب في السودان منذ السبت الماضي؟ استوعب ذلك سريعا ، اليوم الاول كان في ربكة بسيطة بسبب تدافع وسائل الاعلام عليه ولكن بعد ذلك عادي.هو يخطط لعامه الدراسي الاول بالجامعة الان. استاذ منصور..كوالد لاول الشهادة..بما توصي اولياء الامور حتى يحقق ابناؤهم تفوقا مثل احمد منصور؟ النجاح لاي طالب اساسه عدم الضغط وتوفير الثقة لديه،كونك تأتي اول السودان او متقدما في المراكز لا تجعله همك لكن المطلوب الاجتهاد وترتيب الوقت والمراجعة والاحساس بالمسؤولية وتحديد وجهة المستقبل والعمل لتحقيقها، بالاضافة الى متابعة من حول ابنك ،الشلة وخلاف ذلك حتى لا تؤثر على مسيرته سلبا.