أكثر ما أزعجنى هذه الايام ما تتناقله مجالس المدينة عن ظاهرة خطيرة بدأت تسري في أوصال المجتمع السودانى كما تسرى النار فى الهشيم ، هى ظاهرة التشيُع او نشر الفكر الشيعى فى السودان ، وأخطر ما فى الامر ان هؤلاء يستهدفون الشباب وطلاب الجامعات وهى الشريحة الاكثر تأثيرا فى المجتمع ، والخطورة الأكبر أن هؤلاء أصبح لديهم مراكز ومنظمات يقيمون الندوات (على عينك يا تاجر) يستقطبون بها كل الفئات حتى صار الكثير من الشباب من دعاة المذهب الشيعي!!! فيما يبدو أن الظاهرة بدأت منذ وقت بعيد دون أن تشعر بها الجهات المعنية برقابة تزكية المجتمع أو ربما شعرت بها وغضت الطرف عنها أو ربما تجاهلت خطورتها، وهذا من أكبر عيوبنا أننا نتجاهل الأمر عند بدايته حتى يستشرى فيصعب احتواؤه ، والآن نحن أمام أمر جلل يحاصر عقيدتنا وديننا الذى جُبلنا عليه وسعت هذه الحكومة ان ترسخه اكثر وتكللت مساعيها بالنجاح ، ظهر ذلك جليا فى انضباط الشارع السودانى بارتداء الزى الاسلامي وتخلق الشباب بأخلاق الاسلام ، وبان ذلك في حركتهم الدؤوبة نحو المساجد واداء الصلوات الجماعية على الطرقات حينما يتعذر الذهاب الى المساجد التى انتشرت بشكل ملفت ، بجانب الاقبال الشديد على اداء مناسك العمرة والحج بينما كان ذلك يُقتصر فقط على الشيوخ . ولكن الجهود فيما يبدو ستنهزم فى مواجهة المد (التسنامى) الشيعي الذى بدأ يتغلغل في أوصال شريحة الشباب ،وهم ربما لا يدرون ماذا يعنى التشيُع او الانضمام الى المذهب الشيعى ، فالتشيُع يعنى انكار القرآن الكريم وسب الرسول (ص) وأصحابه ويعني الطعن فى عرض السيدة عائشة رضي الله عنها ، بل ان هؤلاء يمكن ان يرتكبوا جرائم بحق المسلمين من اجل الدفاع عن مذهبهم هذا ، وليس بعيدا عن الاذهان الجرائم التى ارتكبتها حركة أمل الشيعية فى مخيمى صبرا وشاتيلا التى راح ضحيتها المئات من المسلمين ولا زال يمارس هؤلاء الشيعة مجازهم بسوريا.. هذه الحقائق ربما لا يعرفها من انخرط فى المذهب الشيعى او ربما كان مدخل اقناعهم معاداة الشيعة لإسرائيل وهو مدخل خبيث لانهم يعلمون ان الشعب السودانى يبغض اسرائيل حد الكره ،وهذا ما جعل الكثير من الشباب ينجرف وراء هذا التيار الذي ينتهى بهم الى التهلكة ، والحقيقة ان المذهب الشيعى ليس معاديا لإسرائيل انما يتفق معها بانه معاد للدين الاسلامي وللرسول وأصحابه بل لا يعترفون بالقرآن ، ويعتبرون ان القرآن الحقيقى هو قرآن فاطمة الزهراء .. المؤسف ان هذه الافكار (الخبيثة) التى ينشرها الشيعيون عبر وسائل عديدة بدأ يقتنع بها عدد (هائل) من الشباب ، والاخطر من ذلك ان هؤلاء استهدفوا اولا حفظة القرآن وهم بذلك سيحققون هدفين الاول إضعاف المد الاسلامى وتقليل نسبة حفظة القرآن بالسودان بعد انضمامهم الى المذهب الشيعي، ثانيا استخدامهم فى عملية الاستقطاب باعتبار انهم هم الاكثر اقناعا للآخرين ، وهم يعلمون مدى تأثير حفظة القرآن على الشعب السودانى .. وسيلة اخرى استخدم هؤلاء انهم استهدفوا الصوفية وهذه الفئة ايضا لديها مؤثراتها (السحرية) على الآخرين ولديهم من (الحيران) والتابعين الذين هم رهن اشارتهم وتوجيههم كيفما شاءوا ، وطريقة اخرى استخدمها الشيعيون لا تقل خطورة عن الأخريات انهم ركزوا على اطراف الخرطوم والولايات وهذه الفئة الاقل علما بمخاطر التشيُع والأكثر بعدا عن ما يجرى فى كثير من الدول الاسلامية والعربية من فتن دينية سببها هؤلاء الشيعة .. وفى الخرطوم استخدموا وسائل اخرى تناسب ثقافة ووعي انسان العاصمة وذلك عبر ندوات المستشاريات الشيعية فى مناسباتها الخاصة و التى تدعو لها المثقفين وطلاب الجامعات وتقيم مسابقات فى مجالات مختلفة لجذب الشباب ، كما تستخدم معاهد تعليم اللغات ويتم تدريسهم مجانا كاللغة الفرنسية بجانب توزيع الكتب والمطبقات الشيعية بالتركيز على المناطق النائية، وبالطبع ان المركز الثقافى الايراني الأكثر نشاطا فى هذا الاتجاه .. هذه الأنشطة المستشرية فى مجتمعنا تقف أمامها الكثير من الاسئلة.. هل الجهات المعنية على علم بها وأين علماء السودان من هذه الظاهرة.. لماذا يلوذون بالصمت ، لماذا لم تحرك ساكنهم .. ام ان الامر لايعنيهم فى شيء ، أين دور الأئمة وهيئات تزكية المجتمع ؟؟ يدور همس جهير بمجالس المدينة ان السودان اصبح نهشا بل مكبا للظواهر الدينية (غير اللائقة) والتى لا تشبهنا.. فمن قبل طفحت الى السطح ظاهرة التنصير وارتد على اثرها عن الدين الاسلامى الكثيرون بعد ان نفذ هؤلاء حملات تنصيرية سرية وعلنية ، وها هي ظاهرة التشيُع بدأت تنتشر وربما تحدث فتنة كبرى كما حدثت بالعراق ولبنان وسوريا .. من واجب المجتمع والدولة ان يتصدوا لهذا الخطر الذى يحيط بنا بدءا بالاسرة التى يجب ان تتابع الأبناء خاصة اولئك الذين يدرسون بالجامعات او الذين تخرجوا وعاطلين عن العمل فربما يستخدمهم هؤلاء واستغلال ظرفهم الآني لأغراضهم وأهدافهم الدنيئة .. وعلى أئمة المساجد دور مهم وكبير في تحجيم هذا المد الشيعي بالتركيز على مخاطره عبر خطب الجمعة وإن شاءوا في كل الصلوات ، يجب ان يقوم علماء الدين (هيئة علماء السودان ومجمع الفقه الاسلامي ) بدور أساسى تجاه هذه القضية وان يصدروا فتاوى تبين خطورة الأمر وتحرم الانخراط فيه حتى نتقي الفتن الدينية التي حدثت بمصر حينما اُغتيل أحد قيادات الشيعة بمصر .. مهمة الدولة ان توفر كل الوسائل التى تحجم تمدد هذه الظاهرة ، وأن تبين ان العلاقة المتطورة بين دولتي السودان وإيران لا يعني استغلالها فيما يضر ديننا الاسلامي او الإساءة للقرآن وأصحاب الرسول (ص) وان تضع شروطا (قاسية) بين التطبيع ونشر الفكر الشيعي ..فبينهما خيط رفيع .