مروي.. رصد مسيرات فوق ارتكازات الجيش السوداني    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    السيسي: قصة كفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة وفداء وتضحية    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    تشكيل وزاري جديد في السودان ومشاورات لاختيار رئيس وزراء مدني    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    دبابيس ودالشريف    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    عن ظاهرة الترامبية    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما السبيل لدرء الخطر الإيراني الداهم ؟(3-5) السودان وكارثة التَشَيُّع
نشر في سودانيزاونلاين يوم 23 - 05 - 2013


أبو البشر أبكر حسب النبي
السودان وكارثة التَشَيُّع !....
باتت ظاهرة التشيع ، بمثابة كارثة جديدة تضاف إلى قائمة الكوارث والمصائب العديدة التي حلت بالسودان وأهله في العقود الأخيرة ، وهي تبدو فريدة في بابها – كحال كثير من قضايا السودانية - ففي الوقت الذي تنهض – في الغالب الأعم - نشاطات التبشير بالتشيع في كثير من البلدان ؛ على الممارسات المغلفة بالحُجب و العمل من وراء الكيانات المزيفة - كما التبشير بالتنصير تماما - تجري في السودان عيانا وبيانا ، وبعلم تام من السلطات الحكومية وتحت حمايتها ..حتى قفز عدد الشيعة في السودان من 8أشخاص في عام 1987 م إلى 130 ألفا في عام 2013 م ، وعدد الحسينيات من حسينية واحدة يتيمة في الخرطوم شرق ( حسينية المرتضى) في عام 1990 إلى 114 حسينية اليوم تتوزع في جميع أرجاء السودان. وقد أجمع المراقبون – في المصادر التي اطلعنا عليها على الأقل – بأن "السودان من أكثر البلدان... التي تشهد تمددًا للمذهب الشيعي " وبحسب الإحصائيات - وإن كانت غير رسمية - فقد وصلت نسبة الشيعة في السودان إلى (5%) من جملة السكان ، كأعلى نسبة نمو مذ أن أطلت موجة التشيع الجديدة بوجهها الكالح مع انتصار الثورة الخمينية عام 1979م .. وهي قابلة للزيادة خلال الأعوام المقبلة أذا استمرت وتيرة الحركة الشيعية بشكلها وإيقاعها الحالي .
تتفق جميع المصادر على أن الوجود الشيعي في السودان برز اعتبارا من عام 1987، عندما ظهرت مجموعة من الطلاب في جامعة القاهرة فرع الخرطوم ( جامعة النيلين حالياً ) " محسوبين على تنظيم "الاتجاه الإسلامي " الذي هو الجناح الطلابي "للجبهة الإسلامية القومية" آنذاك بزعامة الدكتور حسن الترابي، كانوا يعقدون جلسات حوار وحلقات نقاش داخل الجامعة، وضمن تلك الحوارات عقدوا جلسة حوار مع الدكتور الترابي، وكان الحوار حول الخلافات بين المسلمين، ومن هناك انطلقوا في أنشطتهم.. ولكن جرى فصلهم، فيما بعد، من قبل تنظيم الاتجاه الإسلامي الطلابي، وواصلوا من بعد ذلك كأفراد في موجة التشيع". على الرغم من أن أغلب هؤلاء (الأفراد) يروون قصصا درامية عن وقائع تحولهم إلى المذهب الشيعي فإن جلهم يكتمون عمدا دور إيران في جهود التشييع والدافع الأساسي للتحول المتمثل في "الأموال الإيرانية" ويعيدون الفضل لأفراد أو كتب أو رسائل اطلعوا عليها .
يقول المحامي السوداني المتشيع متوكل محمد علي ( سماحة الشيخ المستبصر السوداني - هكذا تسميه إحدى القنوات الفضائية الشيعية التي تستضيفه – ومصطلح "المستبصر " القريب من "المتنصِّر" في اللفظ والدلالة يعني المتشيع )! - في كتابه ( ودخلنا الباب سجدا)! "عندئذ قرر الشيخ الرحيل - يقصد المبشر الإيراني/ العراقي (!) (عبد) الحسين الكربلائي -، تاركاً خلفه خمسة مستبصرين وآخرين على طريق الاستبصار، ليكونوا فيما بعد نواة للتشيع في السودان، وبداية لحركة الاستبصار واسعة النطاق التي غطت في غضون عشرة أعوام، كافة أنحاء السودان، وتؤسس العديد من المؤسسات الثقافية التي تضطلع حتى الآن بدور مشهود في تصحيح المسار الفكري والعقائدي الذي تعرض عبر القرون لمؤامرات الطمس والتحريف". وما لم يقله المستبصر الحصيف هو بأموال من تم تأسيس تلك (المؤسسات الثقافية )؟ ومن ينفق على هؤلاء المبشرين حتى أن الكربلائي أقام في الفندق الذي يعمل فيه المستبصر ثلاثين يوما !.. فقد تولت إيران وزر بذر هذه البذرة الخبيثة ولم تظل تتعهدها بالعناية والرعاية حتى كبرت النبتة ومددت فروعها وأغصانها في كل الأركان .. فأعطت الإشارة لإعلان وجودها .
الظهور العلني
يوم الجمعة السابع من أغسطس 2009م لم يكن يوما عادياً في السودان ، إذ به أعلن الشيعة السودانيون وجودهم ، ودشَّنوا أول احتفال ديني كبير وعلني لهم ، وذلك بإقامة الشعائر الشيعية في الهواء الطلق ، انطلاقاً من استراحة كائنة في منطقة (جبل الأولياء ) جنوب الخرطوم ، وكانت المناسبة هي الاحتفاء والاحتفال بمولد (الإمام المهدي "صاحب الزمان ")... وقد شارك في ذلك الاحتفال حوالي (700) شخص ينتمون جغرافياً إلى الولايات : الخرطوم ونهر النيل والنيل الأبيض وكردفان ،وقد اهتمت الأجهزة الإعلام المحلية والعالمية بهذا الحدث غير المسبوق ... وقد صنفت إحدى الصحف فئات التي حضرت الاحتفال فوجدتها تتكون من طلاب جامعيين وآخرين من المرحلة الثانوية وأساتذة جامعات، وسياسيين، وكتابا وصحفيين وطلاباً يدرسون في الحوزات الدينية بمدينة (قم) الإيرانية. .. وقد سخر أحد المصادر الشيعية السودانية من الذهول الذي طوى الناس وأفاد بأن هذا ليس هو الاحتفال العلني الأول للشيعة ، وإنما أقام المتشيعون أول احتفال لهم عام 1987 بحدائق فندق هيلتون عند ملتقى النيلين الأزرق والأبيض بمناسبة ذكرى (عاشوراء) وكان عدد الحضور في حدود عشرة أشخاص أغلبهم طلاب جامعيون في مراحل مختلفة من الدراسة الجامعية . السؤال : ما هي "الميزة" الإضافية التي يتميز يها السودان حتى يكون " من أكثر البلدان... التي تشهد تمددًا للمذهب الشيعي " ؟
تواطؤ السلطة
منذ أمد بعيد والسلطة على علم بهذا النشاط، بل وهي متواطئة مع ممارسي هذا النشاط المدمر، مقابل مراهنات وحسابات سياسية خاسرة.. ومن الآيات الدالة على هذا التواطؤ ، ما تتبدى من سلوك الأجهزة الرسمية التي لا تتحدث أبدا عن كارثة التشيع ،فإن تحدثت مضطرا أما قللت من شأنها أو قلَّبت الحقائق رأساً على عقب ، ونقلت المعارك إلى ساحات أخرى .. فمثلا قرأت في مجلة الدوحة- العدد رقم (64) - تبريراً غريبا للقيادي في المؤتمر الوطني الحاكم (السمؤل خلف الله ) لقرار غلق بعض مراكز البحوث والدراسات في السودان حيث قال :" بعض المنظمات الثقافية السودانية تعمل لنشر الفكر الشيعي " ! .. فعين الغرابة في هذا التصريح تمكن في أن المراكز التي تم إغلاقها هي " مركز بيت الفنون " و"مركز الخاتم عدلان للاستنارة" و" مركز الدراسات السودانية " وهي مراكز من سمت أسمائها أبعد ما تكون عن "نشر الفكر الشيعي " حتى أنني ظننت أن ثمة لبس ما أو خطأ مطبعي في النص وربما كان المقصود " الفكر الشيوعي "! .. وقد ذكرني هذا "الظن " بما قاله متوكل محمد على بأن السيدة الفاضلة والدته عندما علمت بتشيع ابنه " بدت منزعجة جداً بعد أن سمعت بعض ما تناقلته النسوة من حديث حول ابنها، وكان أكثرهن لا يميز بين شيعي وشيوعي" !! .. هل يمكن أن يكون (القيادي ) يجهل المراكز التي أغلقت ؟ على كل حال ، لو أغلقت الحكومة "المركز الثقافي الإيراني " و" منظمة جهاد البناء" و" مركز/مراكز فاطمة الزهراء" لاستقام ذلك التصريح.. ولكن من المعلوم بداهة أن الحكومة السودانية لا يمكنها أن تشير مجرد إشارة إلى تلك المؤسسات أو قل لا تستطيع أن تمس تلك المؤسسات لذلك نجد أن هذا المسئول يرى الفيل ويطعن في ظله ، ويبحث عن (الحيطة الواطية ) ليعلق عليها عدم قدرته على قول الحقيقة !.
في جل الحوارات التي أجريت مع المتشيعين السودانيين يؤكدون على أنه لم يحدث أن مستهم السلطة بسوء ، فعندما يُسأل أحدهم : هل تجدون أي مضايقات من الأجهزة المختصة والأمنية ؟ يرد قائلا :«أبدا.. أصلا لم نحس حتى بوجود رغبة من أية جهة رسمية بمنع نشاطنا.. بل نحظى باحترام كامل من الأجهزة المختصة والأمنية والمسؤولين.. و نجد الحماية لدعوتنا مثلنا مثل غيرنا من الناس في البلاد، ولم ندخل في أية مشكلة مع أية جهة من الجهات»،دفع هذا الجزم الصحفي بأن يردفه بسؤال آخر هو : هل لديك علم بأسماء شخصيات كبيرة أو مسؤولين «شيعة»، ولكن في الخفاء ؟ نفى الشيعي علمه بوجود مثل هذه الأسماء. ولكن( "سماحة "المستبصر السوداني ) يشير من طرف خفي بأن المؤسسات الإيرانية قد أقامت " اتصالات مع بعض الضباط في الجيش وزودهم بالكتب الثقافية ذات الطابع الثوري لمؤلفين شيعة، وكانت مؤلفات السيدين محمد تقي وهادي المدرسي أبرز تلك الكتب، وفيما بعد عرفنا أن الفريق عمر البشير رئيس السودان الحالي، كان من أولئك الضباط الذين اتصل بهم أصدقاؤنا."! ..
وهناك من يؤكد على وجود قيادات في الحركات الاسلامية ينظر إليها على أنها تعمل لحساب المذهب الشيعي، أو على الأقل تتعاطف معه وتنحاز للسياسات الإيرانية المدمرة .. في البدء لازمت السرية نشاط المجموعات الشيعية في السودان ، ولكن في السنوات الأخيرة اصبح يشار إلى أسماء سياسية وصحافية بعينها في السودان على أنها فعلاً تنتمي للطائفة الشيعية.
هذا الخيط المتين -ولكن خفي - الذي يربط الطبقة الحاكمة بالمؤسسات الإيرانية ، هو الذي جعل المتشيعين مطمئنين لآخر درجة ".. على مدار التاريخ الصراع بين الشيعة وآخرين مستمر ، والشيعة على اختلاف مدارسهم ، في الكثير من الدول ظلوا محل ملاحقات ومطاردات باستثناء الشيعة في السودان" يقول أحدهم .حتى حادثة إغلاق بعض أجنحة معرض الخرطوم الدولي للكتاب التي عرضت كتبا شيعية مسيئة عام 2006 يفسرها الشيعة السودانيون على أنها محض "... سوء فهم، و ليس موقفا رسميا مدروسا مسبقا ، وإنما هو انفعال لحظي من المشرفين على معرض الكتاب ، ربما لمنع حدوث أية احتكاكات قد تحدث مع زوار ينتمون إلى مذاهب أخرى، ربما بتلك التقديرات جمعوا تلك الكتب من المعرض."
هذا الارتباط السياسي هو أحد أهم مجالات التي تفتح الأبواب والنوافذ لإيران بأن تستدرج الدولة السودانية كما تستدرج الأفراد ، والمحصلة أن "مساندة إيران لحكومة الإنقاذ السودانية وتعمق العلاقات بين البلدين كان له دور كبير في انتشار المذهب الشيعي في السودان". وصدق من قال (أن الشيعة دخلوا للسودان عبر العلاقات السياسية بين حكومة "الإنقاذ"وإيران) .
وعلى المستوي الثاني تأتي العلاقات الاقتصادية ، وهو الباب الذي تمر منه الأموال الإيرانية لتمويل مشروع التشييع تحت غطاء مشروعات وهمية . فقد أوردت الصحف السودانية بأن ولاية الخرطوم وقعت عقوداً مع شركات إيرانية " بقيمة 84 مليون يورو و50 مليون دولار لتصميم وتنفيذ جسر (توتي - بحري) ودراسات كبري أم دوم، مع مجموعة الفجر الصادق الإيرانية بتمويل من بنك صادرات إيران لتنفيذ مشروعات مياه وجسور ونقل ومواصلات.وشملت العقود عقد تمويل محطة مياه أبو سعد بتمويل قدره 54 مليون يورو و30 مليون دولار لتوريد بصات ضمن مشروع النقل الدائري الذي تتبناه الولاية و50 مليون يورو لإنشاء كباري (توتي – بحري) وكبري أم دوم وكباري طائرة عند لفة الجريف بشارع المطار وكبري طائر عند مدخل جسر الدباسين كما تم تخصيص جزء من التمويل لإنشاء السكن الاقتصادي لمحدودي الدخل."
في الحقيقة هذه كلها عقود وهمية ، وإلا هل رأي أحدا منكم أيا من هذه المشاريع قائمة على أرض الواقع ؟ ألا تذكرون قصة طريق (ربك -الجبلين ) عندما أشرت إليها في إحدى مقالاتي أوعزت السفارة الإيرانية بالخرطوم لعميلها الجرمندي ( شوقي عثمان) بأن يقوم بالرد ولكنه أتى بعذر أقبح من الذنب عندما قال أن سبب تخلي إيران عن تنفيذ المشروع هو أن قيامه سوف ييسر سبل الاتصال بين الشمال والجنوب وبالتالي يعين الحكومة على حربها ضد الشعب الجنوبي .!. والمفارقة إن إحدى الأواصر التي تقرن الحكومة السودانية بإيران هي العلاقات العسكرية ، خاصة صناعة الأسلحة وتوريدها ، بعد أن توقف الجميع عن تزويد السودان بالسلاح ما عدا إيران .. رغم أن الأسلحة الإيرانية نفسها رديئة وقليلة الكفاءة أذكر في دارفور كان أرخص أنواع السلاح هو "الجيم الإيراني " لكثرة أعطاله وسوء أدائه .
كل هذا مقابل أن تطلق الحكومة السودانية يد المنظمات الإيرانية لتعيث فسادا في الأرض السودانية .. يقول الدكتور عبد الله النفيسي بأن أخطر منظمة إيرانية على الإطلاق واسمها ( 15 خوردات ) تمارس نشاطها الرئيسي انطلاقا من الخرطوم ، وهي منظمة المسئولة عن تصفية ( أعداء الثورة ) أينما وجدوا في جميع بقاع الأرض ( خذوا حذركم )! وتتبع مكتب مرشد الجمهورية مباشرة ولها ميزانية مفتوحة ، والعهدة للدكتور النفيسي ، الذي هو رائد لا يكذب أهله . عندما سأله المحاور وكان مندهشا - مثلنا تماما – هل لديها مكتب معروف في الخرطوم ؟: رد قائلا: أجل لديها أكثر من مكتب ولكن دون أن تجد لافتة كتبت عليها( 15 خوردات )! وإنما أسماء تمويهية أخرى مثل " الفجر الصادق" و "صادرات إيران " و"جهاد البناء " ..الخ.
غفلة الأمة
إن الأغلبية الساحقة من الشعب السوداني غافلة عما يجري وغير واعية بخطورة التسرب الشيعي .. وقد عهد مهمة معالجة المشكلة للجماعات السلفية التي هي نفسها مشكلة !.. فمن علامات هذه الغفلة ما نقرأه من تعليقات ومداخلات بعض السودانيين حول موضوعة (التشيع في السودان ) والتي تأتي على صيغة (مالهم الشيعة ما كل (زول) حر في اعتقاده)!! ..هذا التبسيط المخل نابع من بساطة الثقافة السودانية التي نجد كل ركن من أركانها الثلاثة ( التصوف / البداوة /التقاليد الأفريقية ) أبسط من الثاني وهو أحد المسارب التي يتسرب منها المبشرون الشيعة و يتوغلون .. " فيما هم يعملون بصمت ويتمترسون في كثير من الأحيان ب (التقية)، بينما جوانحهم تغلي كالمراجل." هكذا يكتب أحد الصحفيين فالعبرة في عبارته الأخيرة "جوانحهم تغلي كالمراجل "! غل على من ؟ أجل ، عليّ أنا وأنت وكل من لم يتشيع ! .. نتعارك على خلافات سياسية وقبلية وطرائقية أما هم "شباب نشط وفاعل ومثقف ومنظمين بشكل جيد وهم قوم مقبلون على القراءة وعلى الحياة وبإمكانهم أن يموتوا من اجل أهدافهم وهذا ما لم المسه عند المذاهب الأخرى" اقتباس مما سطره نفس الصحفي .
فأغلب المحللين بمن فيهم المتشيعين أنفسهم يعيدون سرعة وتائر التشيع في السودان إلى " التسامح والمرونة والانفتاح واحترام الرأي الآخر، التي هي أهم خصائص المجتمع السوداني وقد تجلَّى ذلك بوضوح في الحياة الدينية والعمل السياسي ومختلف مناحي الحياة" كما قال متوكل المار ذكره .. ولكن هذا "التسامح " ينقلب أحيانا إلى غفلة ينفذ عبرها الشر ويتسرب منها السُّم.
الاحتياط في الاعتقاد
عند أول التحاقي بخدمة حكومة السودان في بداية التسعينات من القرن الماضى ، انضممت للسكن مع مجموعة من الشباب بعضهم طلاب وآخرون موظفون جُدد مثلي يقيمون في أحد الأحياء جنوب الخرطوم .. فلاحظت كلما يحين موعد الصلاة الجمعة يذهبون إلى مسجد أبعد متجاوزين المسجد الأقرب ، فعندما استفسرت عن السبب قال لي أحدهم هذا "معبد" وليس بمسجد !.وإذا لم تصدق استكشف الأمر بنفسك الجمعة القادمة ، بالفعل في الجمعة التالية ذهبت إليه فإذا بتصميم البناء لا يشبه المسجد إطلاقا وقد كتبت على الواجهة الرئيسية فيه و بالنبط العريض عبارة " الدينُ حُسن المقصد " ! والرواد متجمعون في الباحة الخارجية في شكل ثلل من الرجال على محياهم آثار النعمة والثراء .. وكان منهم من بيده السيجارة ومنهم من يضم " السفَّة " تحت شفته السفلى ، يضحكون ويمازحون كأنهم في ناد من الأندية وليس في بيت من بيوت الله ، وثمة نساء غربيات سافرات الرؤوس وعاريات السيقان يطفن بالضريح الملحق بالمسجد/المعبد ، وعرب خليجيون بعقالهم يلعبون بمسابحهم .. عندما حان وقت الصلاة واعتلى الإمام المنبر لم يقرأ غير أشعار مبهمة لم أفهم منها شيئا وهي نفس الأشعار التي تزين الجدران الداخلية للمسجد /المعبد .. فعدت إلى المنزل وأنا أردد "أنه معبد .. إنه معبد " ! وما أن وصلت حتى أمطرت أكثر رفاق السكن ثقافة وإطلاعا (وكان طالباً يدرس القانون في جامعة القاهرة فرع الخرطوم وقد عمل قاضيا فيما بعد ) بسيل من الأسئلة : ما بال النسوة الكاسيات العاريات ؟ قال : أغلبهن طليانيات وألمانيات ، فإذا سألت إحداهن متى أسلمتِ؟ مثلا سوف ترد عليك قائلة :"No, I am not Muslim , I am just a Dervish " أي " أنا لست مسلمة وإنما أنا درويشة فقط " !! ومن هم أولئك الرجال الذين يقطر النعماء من جباهم ؟ قال : أكثرهم ملحدون و شيوعيون وبعثيون سابقون من طبقة كبار التجار والرتب العليا في السلكين المدني والعسكري.. ولأن الإنسان كلما يتقدم به العمر أصبح أكثر نرجسية وقلقا وتهتز بعض مسلماته مثل انكاره الجنة والنار والبعث والحساب و يرتاب على مآله فلذلك يحاول أن يحتاط لكنه يخشى الناس و لا يخشى الله لذلك يحاول أن يجد لنفسه مخرجا بأن يلوذ إلى مثل هذه الطرق التي تخرج عن دائرة الإسلام بالكلية (لاحظت في جنازة الراحل محمد إبراهيم نقد إن معظم الذين حضروا مراسم الدفن هم من اتباع هذه الطريقة ، واضح ذلك من زيهم وشاراتهم )
هذه القصة الطويلة ذات صلة بتصريح مسئول المؤتمر الوطني السابق إذ ثمة (بصيص ) من الاحتمال بأن ذلك المسئول كان يعني ما يقول أي أن المراكز التي تم إغلاقها كانت تقوم بتنفيذ مطلوبات نظرية ( الاحتياط في الاعتقاد ) ، لأن عددا من الذين يلوذون إلى التشيع هم ممن أضاعوا ثمرة شبابهم في اللعب واللهو هذا أحدهم يقول "..كانت النتيجة أن فقدنا الثقة بكثير من الطروحات الدينية السائدة، وأقبلنا على حياة الشباب بعيداً عن قيود الدين .. فكانت الحركات اليسارية أقرب إلى من غيرها من حيث الموقف السياسي " .. فكثير من الصحفيين والكتاب السودانيين من العلمانيين والليبراليين والشيوعيين يرون أن أفضل وسيلة لضرب عدوهم التقليدي (الإسلام السياسي) وأضيف إليه الآن ( الإسلام السلفي ) هي إسناد ودعم موجة التشيع وتأييدها بدعوى "حرية الرأي في الاعتقاد " ومحاربة ما يسمونه ب"الهوس الديني والإرهابيين والظلاميين" .. وإيران ( لا تقصر ) في رفدهم بالأموال ! .
أحد زعماء الشيعة السودانيين الذين التقت بهم جريدة (الشرق الأوسط ) يقول "لدينا شيعة في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وشيعة في الحزب الشيوعي السوداني ، وشيعة في الحركة الشعبية لتحرير السودان، وشيعة في الحزب الاتحادي الديمقراطي " أي أن النظام الإيراني لم يترك أداة من الأدوات إلا واستغلها .أن السعي الإيراني دائما وراءه المصالح القومية .. فإذا كانت تلك المصالح تتحقق عبر غير المتشيعين بنثر الأموال عليهم فلا مانع لديها على الإطلاق . و قد كشف الشيخ الشيعي الكويتي ياسر الحبيب ( الذي طُرِد من الكويت لبذاءة لسانه وتطاوله على رموز الأمة بالسب واللعن ) الحقيقة في لحظة غضب ، عندما طلب منه ولي الفقيه الكف عن السب واللعن ( العلني ) حيث يقول : " النظام الإيراني يعاني من اضطرابات داخلية ومواجهات خارجية تقتضي منه أن يلعب لعبة التأثير على الرأي العام الإقليمي والعالمي لإنقاذ نفسه في الأزمات ، لذا فهو يعمد إلى دفع المبالغ الطائلة وإغداقها على بعض مشايخ الأزهر والمشايخ الصوفية والمقرئين والكتاب والإعلاميين لكسب هذا التأييد باسم التقريب والوحدة ، حتى إذا وقعت إيران في حرب أو اشتد عليها الحصار والتهديد .. وقفوا معها وأجبروا شعوبهم لهذا الموقف " .. شهد شاهد من أهلها ! ، هذا هو بالضبط منهج إيران ،وهو مسلك معلوم لدى عموم المشتغلين بالدور إيران التخريبي في المنطقة حيث تقوم بتجنيد عناصر وجماعات حتى من لا علاقة لها بالدين البتة خاصة في صفوف الكتاب والصحفيين لما لهم من تأثير على الرأي العام .
وزبدة القول إن بعضا من فرق اليسار ممن كانوا يلجئون إلى التصوف بحثا عن سكينة معدومة قد وجدوا ضالتهم الآن في التشيع لأنه يتمتع بميزة إضافية ألا وهي الحصول على الأموال الإيرانية .
التصوف والتشيع
الفرضية الأكثر وجاهة لتعليل سرعة معدل التشيع في السودان هي أن التصوف هو الحاضن الأساسي لهذه الموجة من التشيع ، هذا الصحيح ولكن يجب وضع الأمر على مستويين : المستوى الرأسي المتمثل في استقطاب النخب المثقفة وبعض الرموز الأكاديمية والطلبة الجامعيين والصحفيين والكتاب ، وهؤلاء هم من مثلوا الأرضية الأساسية للطبقة المتشيعة .. فالشيعة السودانيون الأوائل هم ممن " اتصلوا بالحوزات العلمية في (إيران) و(سوريا)، وأصبحت لهم مجموعة من المشايخ الذين وصلوا لمراحل متقدمة " بعد أن تمت تهيئتهم في السودان عن طريق المبشرين والكتب والرسائل التي ترد من مؤسسة البلاغ وغيرها من الهيئات الإيرانية ، حيث يقول أحد المتشيعين "وكان طابعها ثقافياً وتربوياً تعرّف بأهل البيت وتستشهد برواياتهم وكلماتهم ، ولقد نبهتنا إلى جهلنا بجانب كبير ومضيء من التاريخ الإسلامي يمثله رجال ونساء ولِدوا من رحم الرسالة وتفرعوا عن شجرة النبوة ونشأوا في مهبط الوحي، رجال طالما نشدناهم وبحثنا عنهم، يقيناً منا أن الرسالة لابد لها من أمثالهم، وعندما غيّبتهم عنا المؤامرة قمنا بإسقاط خصائصهم على غيرهم، وتوسمنا العصمة في من تعوزه العدالة، والعلم فيمن أعماه جهله، والشجاعة في كل فرّار و جبان. يا له من وهم نسجناه على منوال أسلافنا ورحنا نقدسه تديُّناً ووفاء." إذن هذه الطبقة ليست لها علاقة بالتصوف .
أما على المستوي الأفقي أي التمدد الشعبي فهو أحدث نسبيا حتى أن أحد الشيعة يعتبر هذا التأخر خطأً " ومن الأخطاء التي ارتكبها شيعة السودان أنهم لم يحاولوا إيصال فكرتهم إلى عامة الناس."
يمكن القول أن الفرضية صحيحة ، فطبقا لأسماء المناطق التي قدم منها المشاركون في احتفال (جبل الأولياء ) :الخرطوم ( حيث النُخب المتشيعة ) و شرق النيل ونهر النيل والنيل الأبيض وكردفان ..نجد أنها تمثل أهم البيئات الصوفية الشعبية في السودان .
لو قرأت كتاب المحامي متوكل محمد علي (ودخلنا البابا سجدا ) وكتاب زميله المحامي الآخر عبد المنعم حسن ( بنور فاطمة اهتديت ) - يعتبر الأخير من أبرز المتشيعين في السودان، وعمل هذا الرجل على نشر التشيع على نطاق واسع في البلاد - تجد أن معظم دفوعهما لتبرير تشيعهما قد تركزت على هذه الفرضية "التشيع هو نتاج طبيعي للبيئة الشعبية في بلادنا، فالسودانيون جذورهم الثقافية شيعية، ويظهر ذلك جلياً في أمثالهم وموروثاتهم الشعبية مثل قولهم (مظلوم ظلم الحسن والحسين )، وظلم الحسن هو من أدبيات الشيعة.. " و " يوجد في بعض البيوت الصوفية من لديهم تصور مشابه للشيعة بعقائدها " و " بشكل عام نحن موجودون في أرضية التصوف في السودان "..الخ اقتباسات من الكتابين دون حاجة إلى الإحالة. رغم "الوجاهة " إلا أن الأمر ليس بهذا الإطلاق .
قصة ( أبو قرون )
عقب سقوط سلطة الرئيس الراحل جعفر نميري عام 1985 م تسرب عدد كبير من الوثائق السرية من القصر إلى الصحافة ،وكان من بينها مذكرة بخط يد السيد ( النيل عبد القادر أبو قرون ) مستشار الرئيس الجمهورية للشئون القانونية حينها ، وكان موضوع المذكرة عن ضرورة تنفيذ حكم الإعدام على الراحل محمود محمد طه بتهمة الزندقة والتجديف في الدين ، لا أتذكر الحجج التي ساقها المستشار وسوغ بها ذلك الإعدام الجائر ، ولكن أتذكر أن المذكرة كانت مكتوبة بخط جميل للغاية و مختومة بقوله تعالي " ..وليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .. " أجل أي منقلب ينقلبون ؟! فقد انقلب كاتب المذكرة على جماعته الصوفية وتنكب جادة (القوم ) بمحض إرادته و نظير قليل من الأموال الإيرانية ، فقد أدان هذا الانقلاب رجال الحقيقة قبل علماء الشريعة ودحضوا (الزندقة) التي بثها في رسائله الموسومة ب( أحبابي ) لقد جعله كثير من أصحاب الغرض قنطرة للعبور ليقولوا للناس في الضفة الأخرى أم تروا ها هو ذا أحد كبراء الصوفية قد تشيع ! ، رغم أنها حالة فردية ، وقد وجد تحول أبو قرون إلى مذهب (الرفض ) كل الرفض والإدانة حتى من قومه وعشيرته الأقربين ها هو "عبد القادر أبوقرون" رئيس لجان تزكية المجتمع بالسودان يحذر مما أسماه "مداً شيعياً منظماً تُستخدم فيه الأموال، ويُغرر فيه بالشباب بوسائل فيها معصية لله، وبوسائل زواج المتعة والزواج العرفي، وبخاصة في الجامعات السودانية. ويضيف نحن في منطقتنا (أبو قرون) أكثر من اكتوينا بالنيران الشيعية، منذ فترة طويلة، فكنّا أول من نبه إلى خطره. والشيعة الآن يعملون على اختراق بيوت الصوفية، وشواهدنا على ذلك ما قام به احدهم وهو من بيت صوفي، إلا أنه تشيّع وذهب بعيداً، حيث قام بتأليف كتاب حمل أفكار الشيعة، حيث طعن في الصحابة وفي القرآن، وأنكر سورة (عبس)، كما زكى فيه المنافقين من أمثال "عبد الله بن أبي سلول"، وطعن في الصحابة العشرة المبشرين بالجنة. ويضيف: لقد تشيع عدد كبير من الشباب. " و ما (أحدهم )هنا إلا قريبه (النيل أبو قرون ) ..
أمام خطورة الموقف الناجمة عن انقلاب (أبو قرون ) اجتمعت طائفة من علماء السودان وأصدرت بيانا (فتوى ) نورده هنا بكامل نصه ونغفل قائمة أسماء الموقعين لطولها حيث ضمت جميع أسماء رجال الدين و فقهاء الشريعة الذين يمكن أن تخطر على بالك...
النص :"فقد ظهرت بين يدي العامة من المسلمين رسائل بعنوان( أحبابي ) للمدعو (النيل عبد القادر أبو قرون) ، و قد نظر في هذا الكتاب جماعة من علماء السودان فرأوا أنه يمثل جناية عظيمة على عقائد المسلمين ، و مسلكاً مذموماً في تناول النصوص الشرعية بالتحريف و التلبيس، وتطاولاً على صالحي هذه الأمة و ساداتها من الصحابة و العلماء الراسخين رضي الله عنهم أجمعين و يتمثل .ذلك فيما يلي:
أولاً : حكمه بتكفير الشيخين أبي بكر الصديق و عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما و اتهام أكابر الصحابة كأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها و طلحة بن عبيد الله ، و الحكم بفساد نياتهم ، والإصرار على سد باب الأعذار عنهم.
ثانياً : ضرب النصوص بعضها ببعض ، و رد أحاديث ثابتة في صحيحي البخاري و مسلم اللذين أجمعت الأمة سلفاً و خلفاً على تلقيهما بالقبول و التسليم بصحة ما جاء فيهما.
ثالثاً : الاعتماد على التدليس و التزوير بنسبة أباطيل مزعومة إلى الصديق و الفاروق رضي الله عنهما و افتراء الكذب عليهما بنسبة أقوال و مواقف هما بريئان منها.
رابعاً : محاولة تشويه التاريخ الإسلامي بادعاء نزاعات موهومة بين آل البيت و سائر الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين بما يوغر صدور المسلمين و يثير النعرات الجاهلية.
خامساً : اتخاذ منهج منحرف يفتقر إلى العلم بطرائق الاستنباط و معرفة دلالات الألفاظ مما أوقعه في تحريف النصوص و لي أعناقها توصلاً إلى نتائج باطلة و أحكام فاسدة لا يقرها نقل و لا يشهد لها عقل.
سادساً : إطلاق العبارات البذيئة في حق العلماء وإساءة الأدب معهم و تشبيههم بإبليس .
سابعاً : بناء الأحكام الجائرة على مقدمات باطلة و حمل حال الصحابة الكرام على أسوأ المحامل ، كما في ادعائه معارضة الفاروق رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه و سلم في شأن كتابة الوصية مع أنه كان يقوم بواجب النصح لله و رسوله و لأئمة المسلمين و عامتهم ويسد ذريعة تشكيك المنافقين ، و زعمه شك أبي بكر الصديق أو تكذيبه بشارة النبي صلى الله عليه و سلم له بدخول الجنة ، و كذلك الشأن مع أم المؤمنين عائشة حيث ادعى عداوتها لآل البيت رضي الله عنهم جميعاً إن ما جاء في هذه الرسائل المنكرة ليمثل دسائس من عقائد الروافض يراد لها أن تنتشر بين عامة المسلمين من أهل السودان الذين نشئوا على محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و آل بيته الكرام و توقير أهل العلم و الصالحين ، ليتوصلوا من وراء ذلك إلى نشر سائر أباطيلهم و ضلالاتهم كقولهم بتحريف القرآن الكريم ، و تدينهم بلعن الصحابة و تكفيرهم ، وشق صف المسلمين و إظهار المخالفة في سائر العقائد والشرائع .
و ختاما ًفإننا نحذر عامة المسلمين من هذا الفكر المنحرف الذي يدعو له هذا الكتاب مما يسبب البلبلة في العقائد و يثير الفتنة و الشقاق بين الناس ،و نفتي بحرمة طباعته و تداوله وبيعه . كما نذكر أولياء الأمر بواجبهم في حفظ الدين و حماية عقائد المسلمين و الأخذ على أيدي دعاة الضلالة و الفتن تعظيماً لله تعالى و غيرة على دينه وانتصاراً لصحابة رسوله صلى الله عليه و سلم ، رجاء أن يدخلوا في قول الله تعالى : ( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة و أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر و لله عاقبة الأمور ..أن تنتشر بين عامة المسلمين من أهل السودان الذين نشئوا على محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و آل بيته الكرام و توقير أهل العلم و الصالحين" .
" عامة المسلمين من أهل السودان الذين نشئوا على محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و آل بيته الكرام و توقير أهل العلم و الصالحين " وهذا إقرار من هيئة العلماء التي نظرت في الكتاب بأن دعاة التشيع يستغلون الأرضية الصوفية للانتشار الأفقي.
هل كان السودانيون شيعة ثم تسننوا ؟
فجميع الذين تشيعوا يجيبون على هذا التساؤل بالإيجاب ، أي أن أهل السودان كانوا شيعة ثم تسننوا ، وهنا تكمن عين الخطل والتدليس ، " إن الصوفية ثمرة التشيع أو هم فرعان لأصل واحد بل الصوفية هم الشيعة في ثوب سني فقلت له: إذا السودان بلد شيعي انحرف به التيار" هكذا يقول المحامي المتشيع عبد المنعم حسن ويستطرد في القول "بعد أن انتبهت من الغفلة وبدأ نور الحقيقة يكشف عن الواقع التفت إلى مجتمعي في السودان الذي يتميز بالبساطة والفطرية والأخلاق الدينية، فوجدت أن هنالك أشياء أخرى بدأت تظهر لي بعد استبصاري وهو أن الخلفية الثقافية التي بني عليها الشعب السوداني نمط سلوكه وطريقة تفكيره خلفية شيعية بلا أدنى شك، لاحظت ذلك في كل مفردة من مفردات الحياة العامة في الشارع السوداني بل إن معظم معتقداتهم تهتف بأن للتشيع جذورا عميقة في السودان "
ويضيف "وبإطلاعي على التاريخ وجدت إشارات تبين هذه الحقيقة، وأعتقد أن الدولة الفاطمية التي قامت في مصر لها الأثر في ذلك، إذ أن حوض النيل الذي يربط بين مصر والسودان كان من العوامل المساعدة لانتقال التشيع إلى السودان في عهد الدولة الفاطمية وهي دولة شيعية.. وحب أهل البيت (ع) وما يرتبط بهم من عقائد بصورة مجملة من الثوابت الفكرية المشتركة بين مصر والسودان ومقامات أهل البيت (ع) في مصر وتسيير القوافل من السودان لزيارتها شاهد على ذلك حتى قال أحد المشايخ في السودان ويدعى محمود البرعي (هكذا) وله قصائد كثيرة في مدح أهل البيت (ع) في إحدى قصائده " مصر المؤمنة بأهل الله " ويقصد أنها مؤمنة بأهل البيت (ع)". هكذا يقول المحامي المتشيع عبد المنعم حسن دون أن يورد أي سند تاريخي حول هذا الزعم بوجود امتدادات للدولة الفاطمية قد غطت السودان ، هذا كذب محض ، فالدولة الفاطمية لم تستطع استكمال التشييع على كامل التراب المصري دعك من أن ترسل ظلام التشيع إلى السودان الذي لم يدخل أصلا في كنف إداراتها .. أما تشبث بتشابهات الأسماء ومصادفات تلاقي الأشكال والرموز ، فلا يثمر شيئا يمكن حصده لأن القاعدة عينها يمكن تطبيقها على أي إقليم من أقاليم الإسلام مما يعني أن نقول في النهاية أن التشيع في مرحلة من مراحل التاريخ كان يغمر دار الإسلام من أقصاها إلى أدناها وهي هلوسة لا تصلح إلا للضحك !. وقد سبقه كثيرون في درب هذا الضرب من الحذلقة إذ ألف مؤرخ لبناني اسمه كمال الصليبي كتابا تحت عنوان ( التوراة جاءت من الجزيرة العربية ) كل ما فعله أن أتي بنسخة من التوراة وخريطة للجزيرة العربية وكلما وجد حرفا واحدا متشابها للأسماء الواردة في المصدرين قال كان هذا أصله كذا ثم تحور إلى كذا بمرور الزمن .. وكان الإنجليزي (آركل) يتجول وسط قطعان الإبل في شمال دارفور ويدون أوسامها ويذهب إلى الشمالية ويطوف على المعابد الفرعونية ويسجل العلامات الهيروغليفية والديموطيقية فيها ومن ثم يجرى المقارنات ويستخرج المتشابهات ليقول لنا أصل هذه القبيلة نوبي أو فرعوني !..
في الحقيقة قد أضاع المحامي عبد المنعم حسن جهده في نقل الغث من دون السمين/ الثمين واستطرد وأسهب وحشا كتابه بالروايات السطحية والحكايات الساذجة والأخبار المدخولة والخرافات والوقائع الخارجة عن المألوف من أشهر مصدرين احتواءً لمثل هذه الحكايات هما (تاريخ الطبري ) وكتاب (مروج الذهب ) لأبي الحسن المسعودي اللذين انتقدهما الأولون قبل المعاصرين . وها هو ابن خلدون يوجه إليهما سهام النقد اللاذع بقوله : " اعتمدوها على مجرد نقل غثاً أو سميناً لم يعرضوها على أصولها ولا قاسوها بأشباهها ولا سبروا بمعيار الحكمة ، والوقوف على طبائع الكائنات وتحكيم النظر والبصيرة في الأخبار فضلوا عن الحق وتاهوا في بيداء الوهم والغلط " وهو يعلم أي المحامي المستبصر بأن مثل هذه الكتب هي بمثابة مرآة تعكس الأجواء الحضارية التي جرى فيها التأليف وهي قاعدة تنطبق على أمهات كتب الشيعة أيضاً فلو عدت إلى (الكافي ) أو(بحار الأنوار ) مثلا سيطبق عليك الذهول لما فيها من الأوهام والأساطير والخرافات .القصد كله أراد أن يقول لنا (من مصادرك أدينك ) ولكنه أخطأ الاختيار وخاب مسعاه .
"عثمان" أيضا في السودان !
غلبت الشكلية على معظم دفوع المتشيعين حول إثبات فرضيتهم القائلة بأن السودانيين كانوا شيعة في غابر زمانهم ثم تسننوا بفعل نشاط التجار من( العرب السنة) ! ، فيبرزون في وجوهنا قشة الأسماء الواهنة : أنظروا إلى نسائنا فأكثرهن يحملن أسماء شيعية مثل الزهراء وبتول (فاطمة) و علوية، وسكينة، ونفيسة، .. وأذهبوا إلى اسماء الذكور ستجدونها ذات دلالات شيعية مثل المرتضى (علي) والحسن والحسين وزين العابدين)السجاد)، والباقر، والصادق، والكاظم ورضا والهادي والمهدي و "محجوب" ويعني (الإمام المهدي) .. لا ننظر ولا نذهب ! لأنها حجة مدحوضة وسهم مردود .. بدليل أن أحد الذين أدلوا بمثل هذه الإفادات كان اسمه(عثمان أحمد عثمان ) (!) وأحد أكثر المدافعين عن التشيع في السودان اسمه (شوقي عثمان ) بذلك نقطع يقيناً بأن اسم (علي) لا يتفوق على (عثمان) – الذي هو أحد أبغض الأسماء عند الشيعة – في العد والإحصاء ، ففي كثير من البلدان العربية يجعلون ( عثمان ) اسماً جماعيا على السودانيين طراً – أعلم أنهم يفعلون ذلك من باب الازدراء الذي أجهل مصدره – كما أن اسم ( فاطمة) في السودان لا يتفوق على (عائشة) في العدد بأي حال من الأحوال . هذا السجال السفسطائي لا طائل منه دون أدنى شك ، ولكننا اضطررنا أن نماري القوم لدحض وجهة نظرهم الجوفاء القائمة على شكلية دلالات الأسماء .
يحتج المتشيع عبد المنعم حسن على المناهج التعليمية الرسمية ويقول " لم نجد لفاطمة الزهراء مكاناً، وهي التي لا يخلو بيت في بلادنا من امرأة تحمل اسمها أو بعض ألقابها،... كيف أن الأمويين عاثوا في الأرض الفساد في ظل دولة ابن عمهم عثمان ، دون أي ردع من جانبه ، وهو الخليفة الراشد ، وذو النورين ، و..و.. الخ قائمة الألقاب والأوسمة التي قلدها إياه والمؤرخون " القصد كما هو واضح هو السخرية والازدراء من الألقاب " الخليفة الراشد و " ذو النورين " لا لسبب غير الحقد والغل اللذان يمثلان عمودين أساسيين في العقيدة الشيعية . والغريب أنه (يقطع من رأسه) أشياء غريبة ويقول (...وتزداد المكافأة الملكية كلما أمعنت في لعن أبي الحسن وأهل بيته (ع)" ! في أي مذهب هذا اللعن ؟ ولماذا لعن أبا الحسن أصلا؟.
كنت أعمل في إحدى المؤسسات التعليمية ، ولي زميل شيعي ( وهو رجل طيب وعلى نياته ولكن يعوزه المعلومات عن " الآخر " بشكل فظيع) فذات يوم اكتشف أن أحد طلابه -وكان سودانيا - يحمل اسم " "معاوية "! فتطير الرجل وفزع وجاء يركض صوبي و يطلب النجدة كمن هاجمه سرب من النحل ! ويسألني هل هذا معقول ؟! معي طالب سوداني اسمه (معاوية )! هل هذا معقول ؟ هل تسمون في السودان معاوية ؟ وقد أزعجني هذا الاهتمام المفرط بموضوع لا يستحق الوقوف عنده من وجهة نظري الثقافية فقلت له : يا أخى إذا كان ذهنك محشوا بالخرافات والأساطير حول بعض الشخصيات التاريخية ما ذنب أهل السودان في ذلك فهم عقول خالية من مثل هذه العُقد ، فدعهم وشأنهم .. إلا أنه لم يتركني فإمعانا مني في تقريعه للابتعاد والارتداع عن الاسترسال في توليد المزيد من الأسئلة ،قلت له :هناك من هو اسمه "يزيد" ( كمان ) ! ..والحمد الله لم أقل أن هناك من هو اسمه شمر (بن ذي الجوشن ) ..إلا قفز من البناية وانتحر !.
الشاهد ، أن انتشار مثل هذه الأسماء ليس دليلا ولا حجة نحاجج بها على أن الناس في السودان كانوا شيعة ثم انقلبوا سنة والآن يعودون إلى سيرتهم الأولى .. إن معدل انتشار أسماء مثل عمر وأبو بكر وعثمان وعائشة تفوق الأسماء المذكورة آنفا التي تحمل أسماء أئمة الشيعة ... يقول أحد المتدخلين حول هذا الموضوع بأن له زميل اسمه (عمر) فتشيع وعدل اسمه إلى (عمار)! فتأمل ..
أما التكأة على المقولة (مظلوم ظلم الحسن والحسين ) واعتبارها اكتشافاً ثقافياً مدو ياً وأن "التشيع هو نتاج طبيعي للبيئة الشعبية في بلادنا، فالسودانيون جذورهم الثقافية شيعية، ويظهر ذلك جلياً في أمثالهم وموروثاتهم الشعبية مثل قولهم (مظلوم ظلم الحسن والحسين )، وظلم الحسن هو من أدبيات الشيعة " فمردود لأن أهل السنة في السودان أو في المغرب أو في باكستان لا يقرون ب(بظلم الحسن والحسين ) من وجهة نظر التاريخية ، لم أصادف أحدا ينكر هذا الظلم الذي حل بسبطي رسول الله ولكن ما ينكره ويرفضه السنة هو هذه التراجيديات الطقوسية والغرائبيات الغنوصية المتسربة من الفلسفة الزرادشتية و التي كادت أن تقلب الدين عندهم إلى الوثنية .
كياناتهم
فضلا عن المؤسسات والهيئات الإيرانية الكبيرة والصغيرة والحسينيات المنتشرة ، أنشأ الشيعة السودانيون مؤسسات وجمعيات ذات طابع محلي فكان أول كيان شيعي من هذا النوع في السودان هو (جمعية الرسالة والتضامن)، التي تم تسجيلها بشكل رسمي في العام (1994)، وقامت بأنشطة كثيرة، منها إقامة المعارض في الجامعات السودانية وبخاصة في (جامعة النيلين)، ثم تلتها رابطة «سفينة النجاة»، التي ينظر إليها على أنها اللافتة الشيعية الرسمية في السودان فهي في الأساس تشكلت من مجموعة من الطلاب السودانيين الذين درسوا أو مازالوا يدرسون في الجامعات والحوزات الإيرانية ، وتم تسجيلها قبل أكثر من عامين، وتهدف إلى إدارة شؤون الطلاب الدارسين في الجامعات والمعاهد والحوزات الإيرانية وتنظيم رحلات ( الحج ) إلى النجف ودمشق ومشهد وغيرها ( لا تضم مكة )! .
مرجعياتهم
يقول أحدهم " إننا كشيعة سودانيين فأكثريتنا ترجع في أحكامها الشرعية إلى فقهاء في (النجف) بالعراق، مثل السيد "محمد سعيد الحكيم" و"الشيخ اسحق الفياض"، وفي (كربلاء) "السيد محمد تقي المدرسي" والسيد "صادق الشيرازي"، وقليل من شيعة السودان يرجعون لمرجعيات إيرانية مثل السيد "علي الخامنئي" والسيد "الروحاني"، والبعض لديه مرجعية للسيد "محمد حسين فضل الله في لبنان " . ولكن يأتي آخر وينسف هذا التزييف وينطق بالحقيقة ويقول " شيعة في السودان في غالبهم يقلدون الخامنئي، وهناك من يقلد حسين فضل الله، وغيره من الأئمة الشيعة." أكثرية يقلد الخامنئي ، هذه هي الحقيقة ، مع ما يترتب على ذلك من التبعات السياسية والأيدلوجية ، وهذا هو مكمن الخطورة في التشيع السوداني .
انتشارهم
يتركز المتشيعون من النخبة في الخرطوم العاصمة مع تمدد شعبي في منطقة شرق النيل (أم ضوا بان) التابعة لها ، أما في المناطق الأخرى فتأتي الولايات: شمال كردفان، والنيل الأبيض و ، ونهر النيل ، والشمالية على رأس القائمة .. فمن الواضح أن الوضع في بعض محليات ولاية شمال كردفان قد وصل إلى درجة الخطر بفعل آفة التشيع حتى أن معتمد محلية «أم دم» قد ذكر أن إحصائيات التشيع في محليته قد وصلت إلى معدلات «مزعجة»! .. وهو دليل آخر على استغلال الإيرانيين لفقر الناس في هذه الأرياف النائية والسعي بينهم بالتبشير الشيعي مثلما كان يفعله رصفائهم من المبشرين بالنصرانية .
لماذا نرفض التشيع ؟
نحن نرفض التبشير بالتشيع وليس " الشيعة " كأتباع مذهب ، ولا نحمل في صدورنا غلا ولا حقدا على أحد بسبب معتقده ،بعكس مما هم فيه من كراهية وبغضاء إلى حد أنه لا يوجد مسجد واحد لأهل السنة في العاصمة الإيرانية طهران ويضطرون إلى إقامة الصلاة في باحة السفارة الباكستانية ! فإذا أتي أحد (آيات الله) أو (حجج الإسلام ) أو (المراجع العظام ) من (جبل العامل) في لبنان مثلا لأنه موئل المبشرين الشيعة على مر التاريخ ، وأقام حسينية في أم درمان أو الفاشر أو وادي حلفا ودعا الناس إلى التشيع بالحسنى بعيدا عن الأموال الإيرانية ، أنا شخصيا لن أقف ضده يمكنه اقناع من يستطع إقناعه بالحجة كما فعل قبل قرون شيوخ الصوفية إذ جاء تاج البهاري من بغداد ودعا الناس إلى القادرية وأتى محمد الشنقيطي من المغرب ونشر التيجانية وقدم أحمد الطيب البشير من المدينة المنورة وأسلك من استطاع إلى الطريقة السمانية وعبر سر الختم الميرغني البحر من مكة المكرمة وقام بناء طريقته الميرغنية/ الختمية في شرق السودان وشماله ، وأصبح لكل منهم طائفة معتبرة واستقرت الأمور على ذلك .
ولكن ما نراها الآن من هجمة التشيع لا علاقة لها بالدين في أي مذهب أنما هو نشاط إيديولوجي ممنهج مربوط بمنهاج استراتيجي تتبناه ( الجمهورية الإسلامية ) والهدف من زيادة نسبة المتشيعين من ساكنة البلدان التي تعمها أوضاع الفقر والفوضى مثل السودان والصومال عن طريق إنشاء الجمعيات الخيرية والحسينيات ودعم المحتاجين من أبناء هذه الدول وابتعاثهم للتعليم والتدريب العسكري في المعسكرات أقيمت خصيصاً لهذا الغرض ؛ هو أن يكونوا أداة للضغط و(طابور خامس ) عند عودتهم إلى بلدانهم . فجميع الذين درسوا في إيران مدربون على جميع أنواع الأسلحة ، وعددهم الآن بالآلاف أي هم بمثابة سرايا وكتائب وفرق (نائمة ) فقط تنظر صافرة الإيقاظ من إيران في الوقت المناسب لنرى أمامنا (حزب الله) و(جيش المهدي) و(الحوثيين) .. ولكن هذه المرة في السودان .. حينها لا ينفع الندم .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.