انتقلت العلاقات الاقتصادية السودانية الصينية خلال ال(50) سنة الماضية إلى مرحلة الشراكة الاقتصادية بين البلدين بفضل تنويع الصين لاستثماراتها بالبلاد من البترول إلى الزراعة والمعادن، خاصة التعدين في الذهب إلى جانب تمويل مشاريع التنمية الاقتصادية بالبلاد كالسدود والكهرباء وحصاد المياه والطرق والسكة الحديد. وتفيد متابعات (الرأي العام) بان العلاقات السودانية تتجه نحو مرحلة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين فى كل المجالات الاقتصادية والسياسية والعلمية، الى جانب العلاقات الحزبية بين الاحزاب الحاكمة فى البلدين ، حيث بدأ الحوار الاستراتيجي بين البلدين من خلال الزيارة التى يقوم بها هذه الايام الى الصين د.نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون التنظيمية والذى بدأ لقاءاته بالمسؤولين الصينيين بمدينة شنغهاي الصينية باجتماع افتتاح خلال الحوار الإستراتيجي السوداني الصيني مع نائب وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لي جين جون، لبحث الشراكة الاستراتيجية، التعاون المشترك بين البلدين ومستقبل العلاقات فى المرحلة المقبلة. وأكد مصادر مطلعة ل(الرأي العام) أن تركيبة الوفد المرافق لدكتور نافع الى الصين تضم ثلاثة وفود داخل الوفد ،حيث يشمل الوفد الاول مجموعة من التنفيذيين بالحكومة ، والوفد الثاني من حزب المؤتمر الوطنى، بينما الوفد الثالث يضم خبراء مختصين فى كل المجالات . وكشفت المصادر عن ان زيارة الوفد ستناقش بوضوح كل ملفات التعاون بين السودان والصين ومستقبل علاقات البلدين وفرص تطويرها الى جانب توسيع مظلة الاستثمارات الصينية بالبلاد، بينما تفيد متابعاتنا بان التعاون الاقتصادي سيطر على اجندة الشراكة الاستراتيجية بين السودان والصين ، كما يتوقع ان تشهد زيارة د.نافع ابرام اتفاقيات تعاون جديدة بين البلدين وتوسيع الاستثمارات الصينية القائمة الآن بقطاعات البترول والزراعة والمعادن بولوج الصين الاستثمار فى مجال الصناعة لتوطين صناعات عديدة بالبلاد من بينها الصناعات الالكترونية والحديد وتجميع الكمبيوتر وتصنيع الذهب والادوية مع التركيز على الانتاج من اجل الانتاج للصادر والمساهمة فى سد عجز ميزان المدفوعات. ويرى د.عزالدين ابراهيم وزير الدولة بوزارة المالية الاسبق ان السودان لم يستفد من علاقته بالصين طيلة الفترة الماضية بدرجة كبيرة ، بينما أمامه الآن فرص عديدة للاستفادة من الصين التى تشتهر بالصناعة . وتوقع د.عزالدين فى حديثه ل(الرأي العام) انتقال علاقات التعاون الاقتصادي بين السودان والصين الى مجال الصناعة للاستفادة من الخبرات والتقانات الصينية فى تصنيع المواد الخام السودانية سواء المنتجات الزراعية وثروات باطن الارض من معادن كالذهب الذى تتم تصفيته ولكن لا يصنع وبالتالي يمكن الاستفادة من الخبرات والتقانات الصينية فى تصنيع الذهب والحديد وتجميع الكمبيوترات والتصنيع الزراعي بجانب ولوج الصين الى الموانئ حتى تصبح بورتسودان شنغهاي افريقيا . وتوقع د.عزالدين ان تتوج زيادة د.نافع على نافع مساعد رئيس الجمهورية الحالية الى الصين بوضع اسس لتطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية والاقتصادية بين البلدين خلال المرحلة الاخيرة. يذكر ان د. نافع علي نافع، نائب رئيس المؤتمر الوطني كشف لدى مخاطبته باكاديمية بودونغ للكوادر الحزبية بمدينة شنغهاي للورشة الثانية للكوادر القيادية بحزب المؤتمر الوطني التي ينظمها الحزب الشيوعي الصيني عن دخول العلاقات بين الحزبين الحاكمين والبلدين إلى مرحلة جديدة. وقال إن ما يشهده العالم من تقلبات سياسية وإقتصادية كبيرة تحتم علينا التعاون والتنسيق وإجراء التبادلات رفيعة المستوى. ونوه د. نافع إلى إكتساب الورشة أهمية خاصة هذ المرة لتركيزها على موضوعات تطوير مناطق التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمار وتجربة الصين في التعامل مع قضايا الزراعة والآليات والفلاحين إلى جانب التطور والنقلة النوعية للقيادات التي تم اختيارها بدقة من المؤتمر الوطني. وفي السياق ذاته، قال لي جين جون، نائب وزير دائرة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني إن حزبهم يحرص على بذل جهود مشتركة لتعميق التواصل والتعاون بما يخدم تطور العلاقات بين الحزبين والبلدين. وأوضح لدى مخاطبته الجلسة الإفتتاحية إن الحوار الإستراتيجي رفيع المستوى بين الحزبين من أجل إكتشاف أساليب جديدة للعلاقات في المستقبل والعمل على دفع أوجه التعاون لتعود بالنفع على الشعبين. وأضاف إن العلاقات بين الحزبين أصبحت محركا هاما لدفع العلاقات السودانية الصينية. واضاف: (في الوقت الراهن الأوضاع الدولية متقلبة ومضطربة ومثلما تواجه العلاقات بين بلدينا فرص تنموية كبيرة، أمامها تحديات كذلك، ونحن مثل سفينة عكس تيار المياه وإذا لم نتقدم فسنتراجع).