نجح مجلس إدارة نادي الهلال في كسب معركة قانونية قارية جديدة بعد قضية رئيس المجلس في مواجهة الإتحاد الأفريقي (قضية البونية) الشهيرة والتي حسمت أمام المحكمة الرياضية الدولية لصالح البرير، فها هي الأخبار الواردة من الإتحاد الدولي لكرة القدم تعتمد المالي سيدي بيه صاحب الرقم (8) لاعباً رسمياً بصفوف الهلال ليغلق بذلك ملفاً خطيراً فاحت منه رائحة مؤامرة قذرة لتعطيل انضمام صانع اللعب الموهوب لصفوف الفريق. فالرواية في مجملها بها عددٌ لا يحصى من علامات الاستفهام، على رأسها، كيف يعطل إتحاد وطني مثل الإتحاد المالي إرسال بطاقة انتقال لاعب لإتحاد وطني آخر وهو مستوفٍ لكل شروط هذا الانتقال وعلى رأسها نهاية عقده من مع ناديه السابق (الملعب المالي)؟ سؤالٌ طويلٌ، ولكنه مهمٌ في تقديري، لأنه لا توجد مصلحة للإتحاد المالي لكرة القدم لرفض إرسال بطاقة اللاعب، ولا توجد مصلحة لفريق سيدي بيه السابق (الملعب) في الكذب بوجود عقد ملزم لسيدي بيه مع ناديه السابق.. وسبق أن أوردت في هذه المساحة من قبل تصريحات لرئيس مجلس إدارة نادي الملعب بوكاري سيدي بيه، التي أكد من خلالها انتهاء عقد سيدي بيه مع ناديه في الحوار الذي أجرته معه صحيفة «الفجر المالية الإلكترونية» بتاريخ 12/7/2012 قال فيها: (فنادي الملعب لا يواجه أية مشكلة مع لاعبيه.. فقط في خططنا ننوي إعارة أو بيع بعض اللاعبين.. وما عدا ذلك هنالك موسى كوليبالى واللاعب الشاب عمر سيدي بيه لم يرغبا في التوقيع للاستمرار معنا في الموسم الحالي.. وأحدث المعلومات انهما ما زالا في باماكو لكنهما لا يرغبان في الاستمرار بالملعب لأسباب لا أعلمها) انتهى حديث رئيس النادي بوكاري سيدي بيه. من خلال هذه التصريحات وحتى ذلك الوقت يوليو 2012 لم تكن لنادي الملعب مصلحة في افتعال أزمة ووضح ذلك من خلال تصريحاته رئيسه التي جاءت هادئة خالية من أيِّ انفعال تجاه اللاعب عمر سيدي بيه، بل تعامل مع رغبة اللاعب في عدم الاستمرار مع النادي كأمر عادي، بل أكثر من عادي!! السؤال الذي يطرح نفسه ماذا حدث حتى يضع نادي الملعب المالي العراقيل أمام انتقال اللاعب للهلال السوداني؟ وماذا حدث حتى يتضامن الاتحاد الوطني المالي لكرة القدم مع نادٍ لا يملك المستندات التي تؤكد أحقيته في اللاعب؟ وهل سيكون موقفهما من انتقال اللاعب لو كان الفريق المنتقل إليه غير الهلال السوداني؟ أم أن المستهدف هو فريق الهلال حتى لا يستفيد من خدمات اللاعب؟! كل الشواهد تؤكد أنّ هناك حلقة مفقودة حرّكت موقف الاتحاد المالي لكرة القدم ونادي الملعب في اتجاه الضرب تحت الحزام بأسلوب به خسة ووضاعة، وإلاّ ما هي الفائدة التي ستجني بمنع سيدي بيه من ممارسة عمله كلاعب محترف؟ وما هي الفائدة التي ستجني بمنع فريق الهلال الاستفادة من خدمات اللاعب؟ وأرى أن الأمر لا يتوقف عند محطة الابتزاز لإجبار مجلس الهلال على دفع مقابل مالي لانتقال لاعب حر، وهي بعيدة كذلك عن محطة الفهلوة الكروية بافتراض الجهل السوداني بلوائح قوانين الانتقالات الدولية، خاصةً وأنّ الاتحاد المالي لكرة القدم له ما يكفي من الخبرة للتعامل مع هذا الوضع، مع واقع الأعداد الكبيرة للمحترفين الماليين في عالم المستديرة في أوروبا وآسيا وداخل القارة الأفريقية وللسودان كما نعلم نصيب في المحترفين الماليين. وبالتالي يصعب استيعاب تورطه بهذه السذاجة في قضية وضعته في مواجهة الإتحاد الدولي لكرة القدم الذي لن يجعل الأمر يمر بدون مساءلة، إلاّ الشديد القوي وما هو الشديد القوي؟ قول أنت..!!