فاجأ د. أحمد دولة الرياضي الشهير والاقتصادي المتميز والهلالابي المتمسك بثقافة وآداب الأهلة الوسط الرياضي والثقافي الأمدرماني ضمن سلسلة يوميات الشفت بكتاب قيم دفع بالبروفيسور علي شمو الذي لا يجامل أو يحابي إلى كتابة مقدمة جنحت به مع أمواج ضحكه الى الاعتراف أنه لم يقرأ مسودة لكتاب نالت إعجابه كما فعلت مسودة (أمدرمان بين الشفتنة والعكننة) لأحمد دولة الذي جمع بين سطورها وهي في الطريق الى المطبعة بين اللعب والجد والحياد ظرفاء أم درمان في جزء أول بلغ عدد صفحاته(230) صفحة. ود. أحمد دولة ابن أم درمان أباً عن جد واحد الذين عايشوا أجيالاً متعاقبة رصد لها ذاكرة وتسجيلا ومشاركة والرجل بين لاعب في الهلال ومصرفي ونائب تشريعي .. لابد أن يكون قد خبر أهل المدينة التي انجبت عظماء من الرياضيين والمثقفين ومدينة البروف علي المك(مدينة من تراب) و(الصعود إلى أسفل المدينة) وصلاح أبو السيد وسيد عبدالعزيز والمسالمة وجورج مشرقي وانشطار القمة إلى قمتين هلال ومريخ والموردة والزعماء والهادي(الدلالي).. والكتاب يدفعك إلى القفز إلى صفحاته التي في مقدمتها ما سطره يراع البروف علي شمو وهل من شاهد عصر غيره إلا هو. والإهداء الذي يعقب فذلكة تاريخية تلتقي وخارطة أمدرمان جغرافياً وحضرياً وإنسانياً فقد أهداها دولة سفره الذي وصفه بالمتواضع في حين أنه حدث إبداعي متفرد يجمع بين البساطة والبسطاء وبين الظرفاء والحكماء وبين حواري وأزقة المدينة ونفاجاتها، وإن كان خارج مسير غزلانها ،كما أشار إلى تلك الغزلان الشعراء، وقالوا ما دفع بالتاريخ للحوار والجدل والنقاش. ترى من هي الغزالة بين رهط غزلان أم درمان، ولك أن تتصفح وتقرأ وتستمتع والضحك يزاملك في الرحلة بين السطور،ففي الباب الأول الصور تضع أمام ناظريك أمدرمان القبة والأسواق والناس والتراث والخيرات، وبعدها تجد ظرفاء حي ودنوباوي وشخصية مثل الأب الروحي للمريخ العم(شاخور) الذي يعده أبو ظرفاء أمدرمان.. وهنالك حسن أبو الشعراء الذي هو قد سبق شعراء الحلمنتيش وكان يتمتع بالذكاء وخفة الدم وإلمام تام بالحقيبة.. ونجد الهادي نصرالدين القرشابي الشهير بالهادي (الضلالي) بعد حذف الضاد وقلبها إلى دال ويعد من أظرف ظرفاء امدرمان وهنالك عابدين درمة وهو(زعيم مقابر أحمد شرفي) وعلي البيجاوي وضقنا وحكايته مع الترماي وسليمان كسيرة وكمال سينا وكمال يحيى. أما أمدرمان المولد فهذه حكاية لوحدها مع الزفة الشهيرة وأم درمان الدايات والعجلات والعجلاتية والضحك في بيت البكاء وكسير الثلج والنكتة بين(اللداحة والمساخة) والنقناقات وفك التسجيلات. وهنالك نساء أم درمان وأهل الفن والجمال ما بين الهلال والمريخ أسماء من أيام كرومة الى الكاشف وعثمان حسين ووردي وأحمد المصطفى وسيد خليفة وإبراهيم عوض.. ثلاثة فصول ضمها سفر أحمد دولة القيم وهو يرصد لحراك الحياة اليومي في أم در ويجلس في مقعد بدار الرياضة ام درمان ويجلسنا معه كأننا نسمع ونشاهد كل الذي يدور مساجلة بين ظرفاء المدينة وأبنائها وعباسية موردة وود نوباوي والمسالمة والسيد مكي وبيت المال وحي العرب .. تهنئة أم درمانية على جهد كان وسيكون إرثاً تتصفحه الأجيال وهي تثني عليه وألف مبارك د. أحمد دولة.