أسعد جداً حين أرى الشرطة السودانية في منصة التكريم، ويسرني أن أرى منسوبيها وهم يُكرمون ويُوضعون في المكانة التي يستحقون، لا يوجد أكثر من كونها العين التي باتت تحرس في سبيل الله، لن تمسها نار الآخرة، ويلزمنا أن نكرمها كذلك ونقيها (نار) الدنيا وهجير فواتيرها الباهظة ولو عبر إجزال التقدير والاحترام لمنسوبيها المنتشرين في كل بقاع السودان. نعم هي في خدمة الشعب ب (الفي والمافي)، وهي كذلك ساهرة وأمينة على استقرار وتراب هذا البلد.. تمضي بهمة التاريخ الراسخ لتعزيز قيمة الفداء في كل يوم.. لا تسأل جزاءً ولا شكوراً.. ظلت الشرطة في رباط دائم لحراسة هذه الأرض.. وستظل راكزة في أداء مهمتها بفضل رسوخ تجربتها في التضحية وبذل كل ما هو غالٍ وعزيزٍ لرفعة هذا الوطن الجميل. (لا خيل عندك تهديها ولا مال، فليسعد النطق إن لم يسعد الحال)، هو التعبير الذي يجتاحني كلما رأيتهم يتوزعون في مسام يومنا مثلما قال الراحل الدوش: (تحت الهجير.. تحت الظلام.. تحت المطر عز الشتاء) يحرسون الأنفس والثمرات والأرض والعرض بمقابل لا أظن أنه يحفز على فعل ما يقومون به من مهام جسام.. ولكنها المسؤولية الوطنية، والقداسة التاريخية لقيمة الواجب والانضباط. أمسية الخميس قبل الماضي حجزت مقعدي باكراً وسط (البوريهات الزرقاء) في نادي الشرطة.. المناسبة كانت احتفائية استثنائية بمناسبة تدشين مشاريع إسكان الشرطة ذلكم الحلم العملاق الهادف لتخفيف أعباء المعيشة على الشرطي وتحقيق الاستقرار له ولأسرته بتوفير المسكن وإعانته على الحياة بالقدر الذي يعينه للتفرغ لأداء مهامه الوطنية الكبيرة. الفكرة عملاقة، شهدناها من قبل في الاحتياطي المركزي ونراها اليوم واقعاً يؤسس لشرطة ضاربة ومحترمة تجد التقدير اللائق بتضحياتها وفدائيتها ووجودها وسط الناس في كل زمان ومكان. إسكان أفراد الشرطة برتبهم كافة فكرة جريئة تستحق الدعم والمؤازرة لأنها تأتي امتداداً لحالة التحديث التي يشهدها هذا الجهاز القومي الحساس.. وممّا هو واضح في أداء الشرطة أن هنالك قفزات تقنية هائلة أنتجت تطوراً بائناً في الأداء طمأن المواطنين بوجود قوة ضاربة تستحق أن يُقابل منسوبوها بكل هذا التقدير والوفاء. الرسالة المهمة في احتفالات الشرطة كانت تلكم التي أطلقها الرئيس عمر البشير وهو يؤكد ثقته المطلقة في الشرطة السودانية وسعيه لإعانة أفرادها على مواجهة الحياة بتخفيف أعباء معيشتهم وتوفير السكن اللائق بالمهام التي يؤدونها. ليس هنالك جزاء يمكن أن نقدمه لمن يجودون بالروح فداءً لأمننا واستقرارنا، لذا فإنّ أبراج الفريق أول هاشم عثمان الحسين بشققها ال «266» شقة والتي صممت للقيادات الوسيطة وأبراج شمبات المشيدة على مساحة كانت تضم عشرة منازل وأصبحت تحوي الآن «188» شقة للقيادات العليا غيض من فيض، نتمنى أن يغمر منسوبي الشرطة بخيراته العميمة وأن تستمر هذه الأبراج حتى يجد كل منسوب لهذا الجهاز الحساس حظه من نعمة المأوى.. وان تصحب هذه الطفرات في حياة منسوبي الشرطة تحسين الرواتب كذلك.