التعاون السوداني الصيني شهد تطوراً ملحوظاً خلال ال(50) سنة الماضية من عمر العلاقات المتميزة بين البلدين والتي دخلت مرحلة الشراكة الاقتصادية والاستراتيجية منذ وصول ثورة الانقاذ الوطني الى الحكم في الثلاثين من يونيو من العام 1989، حيث انتقلت علاقات التعاون الاقتصادي من استخراج النفط في اغسطس من العام 1999 الى الزراعة ثم الى المعادن بينما تتجه الشراكة الاستراتيجية بين السودان و الصين الى قطاع الصناعة للاستفادة من التقانات الصينية في احداث النهضة الصناعية بالبلاد ووفقاً لنتائج الزيارة الاخيرة لمساعد رئيس الجمهورية د.نافع علي نافع الى الصين والتي نقلت علاقات البلدين الى مرحلة الشراكة الاستراتيجية. ولكن الاسبوع الماضي يستحق ان يوصف باسبوع التعاون السوداني الصيني بلا ادنى شك، حيث حفل الاسبوع الماضي بالعديد من الانشطة الاقتصادية التي تعظم التعاون الاقتصادي بين البلدين، حيث بدأ الاسبوع بتوقيع السودان والصين على عقد انشاء مطار الخرطوم الدولي الجديد بقيمة 700 مليون دولار ، ووقع عن الجانب السوداني المهندس محمد عبد العزيز مدير عام الشركة القابضة لمطارات السودان ، فيما وقع عن الجانب الصيني نائب رئيس شركة جيك هاربر الصينية بحضور الاستاذ علي محمود وزير المالية والاقتصاد الوطني الذى اعتبر في كلمته امام مراسم توقيع العقد ان هذه المناسبة تعد علامة فارقة في تاريخ العلاقات السودانية الصينية، مبينا ان السودان مهما واجه من عثرات في عملية تمويل البنيات التحتية فان شراكته مع الصين كفيلة بتنفيذ مشروعاته الاستراتيجية ، كما وصف الوزير توقيع عقد الانشاء انه يمثل دليلا واضحا على قوة الشراكة الاقتصادية مع الصين ، بينما يمثل تنفيذ مطار الخرطوم الدولي الجديد اضافة حقيقية للاقتصاد الوطني وينشط التجارة والاستثمار . وايضا تم في الاسبوع الماضي التوقيع على اتفاقيات تعاون في مجالي الزراعة والتعدين بين الجزيرة ونينتشيا الصينية، حيث توج وفد ولاية نينتشيا بشمال شرق الصين زيارته الى ولاية الجزيرة لبحث آفاق التعاون والتنسيق والتعاون بين الجزيرة وولاية نينتشيا الصينية في المجالات الزراعية والصناعية والتعدين ، بالتوقيع على عدد من مذكرات التعاون في مجالات الزراعة والتنصيع الزراعي والتعدين، كما زار الوفد الصيني عددا من أقسام مشروع الجزيرة وجامعة الجزيرة وعددا من المؤسسات والمرافق الخدمية والصناعية بالجزيرة. وكذلك شهد الاسبوع الماضي الاعلان عن تخصيص (6) مربعات للصين لإنتاج الذهب بالبلاد ، حيث أعلن الأستاذ كمال عبد اللطيف وزير المعادن عن تخصيص إمتياز(6) مربعات لإنتاج الذهب بالبلاد للصين، وقال عبد اللطيف: إن وزارته وقعت على عدة اتفاقيات لقيام شراكة استراتيجية مع وزارة الأرض والمواد الصينية أسوة باتفاقيات النفط بين البلدين، مبينا أن زيارتهم لجمهورية الصين برفقة د.نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية مؤخراً كانت ناجحة، حيث أجريت مباحثات حول التعاون المشترك في قطاع المعادن، وتم الاتفاق على عدد من المشروعات تضمنت تدريب الكوادر والاستفادة من الأقمار الصناعية في مجال التعدين بالسودان . واختتم الاسبوع بتوقيع وزارة الزراعة والري على العقد الخاص بتوريد 300 جرار من الصين دعما لتحريك وتطوير القطاع الزراعي ، ويأتي التوقيع في اطار تفعيل التعاون في المجال الزراعي بين السودان والصين. هذه الاتفاقيات الجديدة للتعاون الاقتصادي تؤكد بصدق عظم العلاقات بين السودان والصين وانتقالها الى آفاق ارحب ، ونأمل ان تسعى الحكومة الى الاستفادة من الصين في مجال ادارة الدولة والخدمة المدنية بتنظيم دورات تدريبية مكثفة عن طرق ادارة الدولة الحديثة الى جانب توسيع مظلة الاستثمارات الصينية بالسودان في مجالات البترول والزراعة والمعادن والصناعة والتنمية البشرية ، وفي اعتقادي اننا لم نستفد بعد من علاقاتنا مع الصين ، فالصين التي زرتها في اغسطس من العام 2011 قفزت قفزات عديدة في مجال الاقتصاد في اقل من عشر سنوات لتصبح الاقتصاد الثاني عالمياً، واعتقد اننا سنصبح الاقتصاد الافريقي الثاني وسلة غذاء العالم اذا استفدنا من علاقتنا مع الصين بهذا النمط من الاسبوع الحافل بالتعاون السوداني الصيني.
