تعتمد ولاية كسلا على فيضان نهر القاش فى كل احتياجاتها للمياه، كما أن حياتها مربوطة بفيضان القاش، حيث يعتمد المخزون الجوفى لمياه الرى والشرب على نسبة الفيضان، بجانب تأثيراته على المراعى والغابات والسواقى والجنائن، وفوق هذا وذاك مشروع دلتا القاش الزراعى بينما يتخوف اهالى كسلا ليس على المدى القريب لخريف هذا العام وانما يتخوفون من خطر يداهم كسلا وما جاورها لنضوب المياه جراء التغيرات المناخية وضعف نسبة المخزون الجوفى، حيث اكدوا ان الخطر يطال مياه الشرب ناهيك عن الزراعة، وطالبوا بامداد ترعة من خزان سيتيت فى القريب العاجل كمطلب رئيسى وأساسى لأهالى ولاية كسلا. وفى ذات السياق خرجت جماهير ولاية كسلا اليومين الماضيين الى الميادين العامة لأداء (صلاة الاستسقاء)، طمعا فى نزول الغيث، حيث تأخرت الأمطار عن موعدها المضروب. واكد د. مجذوب ابوموسى وزير الزراعة ونائب الوالى ان ولاية كسلا فى خطر عظيم، واشار ابوموسى الي تناقص الحوض الجوفى بصورة تدعو للقلق، وقال الوزير فى حديثه ل(الرأى العام): اذا لم تتم الحلول الجذرية فان المشكلة ستصبح فى مياه الشرب بالاضافة للزراعة وحياة الحيوان والنبات، واضاف: هنالك مشكلة حقيقية فى مياه الشرب بمناطق القاش، فى اروما ووقر وما جاورهما، مبيناً ان الحل الجذرى يتمثل فى انشاء ترعة فرعية من خزان سيتيت بطول (60) كيلو مترا فقط، وتابع: من المفترض ان تقوم وزارة الموارد المائية والكهرباء باجراء الدراسة وطريقة التنفيذ المتعلقة بهذا المطلب الرئيسى لاهالى كسلا، حيث طالب الاهالى بذلك فى لقاءات الاستاذ على عثمان محمد طه النائب الاول لرئيس الجمهورية أبان زيارته الاخيرة للولاية، بجانب العديد من المطالبات فى هذا الخصوص، وناشد الوزير المسئولين بالمركز بالنظر فى هذا وعدم اهماله، ووصف المطلب بالبسيط وقلل من صعوبة تنفيذه وتكاليفه بالنظر الى اهميته وما يمثله لولاية كسلا. من جانب آخر اكد الوزير اكتمال العمل بتفاتيش القاش الستة، وقال الوزير ل(الرأى العام) تجاوزت نسبة العمل فى التفاتيش (90%)، واضاف: بجانب ذلك تجرى الاستعدادات بصورة طيبة لاستقبال الموسم الزراعى، حيث تم توزيع التقاوى لصغار المزارعين، اضافة الى الترتيبات الروتينية التى تتم كل عام، وتابع: الجميع فى انتظار (الغيث). من جانبه قال المهندس سعيد مجذوب نائب مدير وحدة ترويض القاش، ان فيضان القاش عادة ما يبدأ مطلع شهر يوليو، الا ما ندر مثل ماحدث فى عام 2008م، حيث تأخر الفيضان عن موعده، وما ورد من منسوب فى ذلك العام لم يتعد (ثلث) المتوسط، وكان له تأثيرات على المخزون الجوفى والزراعة وغيرها، واشار الى خروج مواطنى كسلا واداء صلاة الاستسقاء، واضاف: فى السادس والعشرين من الشهر الماضى نزلت كمية مياه بسيطة لاتذكر، ولكن نتوقع هطول امطار وفيضان فوق المعدل حسب افادات هيئة الارصاد الجوى.