مرت اكثر من خمسة اسابيع على المهلة التي حددتها الحكومة لدولة جنوب السودان والبالغة (60) يوما لاغلاق أنبوب صادر نفط الجنوب عبر ميناء بورتسودان ما لم تكف جوبا عن دعم المتمردين في الحدود ، ومع تسارع الايام بقرب انتهاء المدة المحددة والتي تبقى منها اقل من ثلاثة اسابيع خاصة وان التوجيه للشركات العاملة في مجال النفط صدر في التاسع من يونيو الماضي، ومع اقتراب نهاية المدة يتوقع عدد من المراقبين والمتابعين ان تعجل الصراعات الدائرة في جنوب السودان بقرب الوصول الى حلول للملفات العالقة بين الدولتين، ويرى المراقبون ان سبب الصراعات في الجنوب ناتج من حرص رئيس حكومة الجنوب لإعادة العلاقات مع السودان وإيقاف دعم المتمردين على الحدود من خلال التخلص من الداعمين لاستمرار الخلافات بين الدولتين، وتوقع عدد من المراقبين بان تشهد الفترة المقبلة مزيدا من الانفراج في ظل الوساطة من قبل اللجنة الافريقية . ويؤكد د.عز الدين ابراهيم وزير الدولة بالمالية السابق ان الصراع الدائر داخل حكومة جنوب السودان ما هو إلا تمهيد لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين الدولتين وأضاف د.عز الدين في حديثه ل (الرأي العام ) ان رئيس حكومة الجنوب سلفا كير شرع في تصفية العناصر المضادة والتي لا تريد السلام والتعاون مع السودان، واصفا الخطوة بالاتجاه نحو عدم قفل الانبوب مع نهاية المدة بعد التخلص من قيادات حكومة الجنوب الداعمة للتمرد على الحدود، وأشار الى ان سلفا حريص على استمرار تدفق نفط الجنوب من خلال تصريحاته السابقة وإقامة علاقات جيدة مع السودان، وتوقع ابراهيم ان تصل الجهود المبذولة الى حلول وفاقية بين الدولتين. وفي السياق يرى د.شريف التهامي وزير الطاقة السابق أهمية النفط للدولتين من حيث توفير الايرادات ، خاصة الجنوب ،داعيا دولة الجنوب الى اتخاذ خطوات جادة خلال الفترة المتبقية لحسم الخلافات ولتنفيذ ما تم من اتفاقيات في المصفوفة الموقعة مع السودان، وأعرب التهامي عن امله في سريان نفط الجنوب في الانبوب بعد انتهاء المدة المحددة نظرا للمخاطر الفنية التي قد تعود حال قفل الانبوب مرة اخرى ولتأثر الشركات العاملة في هذا المجال. وقال خبير نفطي يعمل في احدى الشركات النفطية الكبيرة فضل عدم ذكر اسمه ان انسياب النفط في الانبوب يسير بصورة جيدة دون حدوث اي عراقيل فنية، وقال ان الشركات العاملة في مجال تصدير النفط تعمل وفق ما هو مخطط لها. وقال المصدر في حديثه ل (الرأي العام ) ليس هنالك ما يوحي بقفل الانبوب قريبا، مشيرا الى ان قرب انتهاء المدة تتطلب عمل اجراءات فنية قبل وقت كافٍ لذلك، وقال ان حكومة الجنوب ربما تقدم تنازلات خاصة وان الوضع الاقتصادي منهار تمام في ظل الصراعات الدائرة في الحكومة وبسبب تناحر القيادات هنالك، وارجع المصدر الخلافات الدائرة هنالك بسبب قرب انتهاء المدة ودخولهم في مأزق ما لم يتم توفيق الاوضاع بسبب اعتمادهم الكامل على النفط في الايرادات وتراجع الدعم الدولي لهم . وكان الرئيس عمر البشير قد قدم تنويرا لعدد من القادة الافارقة لدى مشاركته في قمة مكافحة الايدز بنيجيريا، وقال علي كرتي وزير الخارجية امس الاول ان المهلة التي حددت ب(60) يوما تمر بسرعة ، مشيراً الى ان الرئيس البشير لفت الى انه رغم الانذارات التي قدمتها الخرطوم إلا ان دعم جوبا تواصل بصورة اكبر، مضيفا ان حكومة الجنوب ستدفع بمزيد من الدعم المتوقع بحسب المعلومات المتوافرة في الفترة القليلة المقبلة . وأشار الى ان رسالة رئيس الجمهورية للقادة الافارقة كانت واضحة لجهة ان قرار قفل الأنبوب اتخذه السودان في وضع اضطراري رغم انه سيتأثر جراء ذلك ويفقد الكثير من الموارد. وكان د.عوض الجاز وزير النفط قد اكد انه لا خيار للدولتين إلا في جوار آمن ومن المصلحة العامة التعاون في انفاذ الاتفاق لمصلحة الشعبين مشيرا الى ان بترول الجنوب لا يعني السودان سوى التعريفة المتفق عليها للنقل ،كما قطع بوضوح اتفاقية النفط التي فصلتها الاتفاقية، مشيراً الى أهمية حل القضايا العالقة التي تمكن من استمرار الاتفاق، وقال الجاز (ان الحساب ولد) حال انفاذ الاتفاق كاملاً .