تأخر هطول الامطار بولايات القطاع المطري بكردفان ودارفور والنيل الازرق وسنار والقضارف والنيل الابيض، فاقم مخاوف المزارعين من فشل الموسم وخروجهم من دائرة الانتاج نهائيا،كما فتح الباب امام تساؤلات عديدة حول رؤية وزارة الزراعة للتحوط لفشل الموسم ، وامكانيات وضع خطة بديلة لتأمين الغذاء ومواجهة خطر تأخر هطول الامطار الى جانب سؤال جوهري حول حجم المساحات المزروعة الآن مقارنة بما كان يستهدف والى اي مدى تقلصت هذه المساحات المستهدفة في العروة الصيفية للموسم (2013-2014) م ..؟ .. وحسب متابعات (الرأي العام) فان المساحات المستهدفة خلال الموسم الصيفي بالقطاع المطري تقدر ب(30) مليون فدان ، نحو(5) ملايين فدان بالقطاع المروي، بينما الزراعة حتى الان بالقطاع المطري تقدر بنسبة (15%) فقط من المساحات المستهدفة بولايات القطاع المطري العشر وفقا لبعض التقارير الواردة من الولايات في الوقت الذي بلغت فيه نسبة زراعتها نحو (75%) في نفس الفترة من العام الماضي ، حيث يعزى تقلص المساحات المزروعة الى تأخر وتدني معدلات الامطار وتوزيعها. لكن الاستاذ فتح الرحمن احمد مدير ادارة القطاع المطري بوزارة الزراعة توقع هطول مزيد من الامطار خلال الفترة المقبلة ونجاح الموسم، مؤكداً ان زراعة بعض المحصولات تكون غير مجدية باعتبار انها تجاوزت مواقيت زراعتها. واضاف فتح الرحمن في حديثه ل(الرأي العام) هنالك محصولات يمكن زراعتها بعد هذا التوقيت، ويمكن ان تلحق بالموسم والتي لا تتجاوز فترة زراعتها (45) يوما، من بينها اصناف محسنة من الذرة، والدخن ، والكركدي وحب البطيخ الذي يعتبر محصولا نقديا وغذائيا. وكشف فتح الرحمن عن وضع خطة بديلة لتأمين الغذاء وانجاح الموسم تركز على تضافر الجهود المشتركة بين جميع المختصين لتأمين بعض المناطق التي تعاني من مشكلات امنية بكردفان ، ودارفور، والنيل الازرق ، والقضارف وغيرها، فضلا عن التركيز على زراعة الحبوب سريعة النضج ، كما تستصحب الخطة التوسع في زراعة محصولات العروة الشتوية عبر التحضير المبكر للموسم وتوفير جميع مدخلات الانتاج الضرورية باسعار تشجيعية للمزارعين، والالتزام بتطبيق برنامج ارشادي وتوجيه استخدام التقانة، والتوسع في زراعة بدائل للانتاج الحيواني لتفادي الفجوة في الاعلاف، بالاضافة لوضع سياسات تشدد على توافر الذرة والسلع الضرورية عبر المخزون الاستراتيجي او عبر استيرادها، وتشجيع البنك الزراعي على زيادة المخزون الاستراتيجي من الذرة عبر توفيره بالاسواق لحوالي (1.5) مليون طن ذرة ، و(500) الف طن دخن، و(2) مليون طن قمح، بجانب تغيير سياسات البنك الزراعي بزيادة المخزون وتوسيع مواعين الصوامع وانشاء مخزون استراتيجي يكفي لاكثر من (3) سنوات. واوضح فتح الرحمن أن ملامح الخطة تركز على تشديد الرقابة لتفادي تهريب السلع، وفتح الصادر للمواشي لزيادة العائد بجانب تفادي تعرضها لمشكلات بسبب نقص المياه. ليس هذا فقد كل ما ستفعله الحكومة تحوطاً لقلة الأمطار ولكن هناك ملامح أخرى قال عنها فتح الرحمن أنها تركز على تكوين غرف عمليات بجميع الولايات والمشروعات الزراعية بهدف متابعة موقف الزراعة والمساحات التي زرعت فيها وحجم الامطار، بجانب الاتجاه لزيادة الانتاج الرأسي، والتركيز على زراعة المحصولات الخفيفة التي تحتاج لوقت قصير، والتوسع في زراعة المساحات المروية، والدميرة ، بالاضافة الى مكافحة الآفات المختلفة وزيادة اتيام الوقاية لتفادي ظهور اية آفات باعتبار ان المساحات المزروعة ضعيفة. وحول موقف الموسم الزراعي والمساحات المزروعة أكد فتح الرحمن نهاية مواقيت زراعة بعض المحاصيل الصيفية والمتمثلة في السمسم والقطن المطري وبعض اصناف الذرة، وكشف عن تجاوز الخطة (أ) وهي زراعة المساحات المستهدفة في مواقيتها المحددة، وبالتالي تم اللجوء لجأنا في وزارة الزراعة للخطة البديلة (ب) لتفادي تدني الانتاج وفشل الموسم ووضع التدابير اللازمة لانجاح الخطة البديلة. ومن خلال متابعاتنا فان انتظام هطول الأمطار هذا الاسبوع بالولايات والمشاريع الزراعية بدد كثيرا من مخاوف وهواجس المزارعين من فشل الموسم الزراعي الصيفي باعتبار أن الزراعة مواقيت. لكن غريق كمبال نائب رئيس اتحاد عام مزارعي السودان قال ان تدني معدلات الامطار للموسم الحالي تعتبر مهددا للزراعة، واكد خروج زراعة السمسم نهائيا بسبب انتهاء مواقيت زراعته في كثير من المناطق والمشروعات الزراعية ، مبينا ان تأخر معدلات الأمطار يتسبب في تقلص المساحات المزروعة، واضاف غريق في حديثه ل(الرأي العام) أن الجهات المختصة يجب أن تشرع في تعويض بعض المساحات في خطة بديلة، تسهم في زيادة الانتاج من المحصولات المختلفة. ووصف غريق خطة وزارة الزراعة البديلة بانها خطة ممتازة وستسهم في مضاعفة الانتاج اذا نفذت كاملة، كما ان النجاح يتطلب ضرورة تضافر الجهود المشتركة وتوفير التمويل المطلوب وجميع المعينات . ويرى صديق آدم بدوي رئيس اتحاد مزارعي ولاية شمال دارفور ان كميات الامطار التي تشهدها الولاية هذا الموسم حتى الآن غير كافية لانجاح الموسم، وقال إن مزارعي الولاية اكدوا استعدادهم التام للتوسع في حجم المساحات المستهدف زراعتها هذا الموسم بالولاية. وفي السياق رهن جمال دفع الله الناطق باسم اتحاد مزارعي مشروع الجزيره والمناقل استقرار معدلات المياه بالمشروع بزيادة معدلات الامطار وزراعة جميع المساحات المستهدفة في الخطة والبالغة (800) الف فدان بالمحاصيل الصيفية، وتوقع زيادة معدلات هطول الامطار في غضون الايام القادمة، واضاف جمال فى حديثه ل(الرأي العام) أمس ان المساحات التي زرعت من الفول والذرة لا تواجه مشكلة بعد ان تم توفير المياه وتجاوز مشكلة الري. لكن عبد العزيز بشير رئيس اتحاد مزارعي مشروع السوكي استبعد زراعة المساحات المستهدفة في الموسم والبالغة (4) ملايين فدان بالمحاصيل الصيفية نتيجة لتدني معدلات الامطار، واضاف بشير في حديثه ل (الرأي العام) : بدأت عمليات زراعة بعض المساحات بالقطاع المروي كما تتواصل عمليات التأسيس بصورة جيدة حتى الآن.