سعدت جداً للخبر الذي اعلنه السيد النائب الاول الاستاذ علي عثمان بان السيد الرئيس عمر حسن احمد البشير رئيس الجمهورية قد كلفه بوضع تصور جديد للحكم ينجي السودان من كافة التحديات و المؤامرات التي تواجهه. ويهدف هذا التصور لمشاركة كل احزاب وطوائف الشعب السوداني في الحكم .. وتقسيم الكيكة بين الجميع حتى يصبح السودان واحداً موحداً، وبذلك يستطيع مواجهة كافة المؤامرات والتحديات التي تواجهه. هذا الخبر يحتاج لمزيد من الروشتات السياسية بحيث يخرج ناضجاً ومرضياً للجميع، لانه اذا خرج بغير ذلك فان المشكلة سوف تتطور، خاصةً الوضع الحالي الذي يشهده الجنوب من خلافات وانقسامات في الحركة الشعبية والعديد من القوى السياسية والقبائل المختلفة خاصة التي تشعر بالظلم والتهميش. الوضع في الجنوب الآن ينبئ بحرب اهلية طال الزمن ام قصر. ويتزامن هذا الوضع في الجنوب مع اختلاف الرأي في الشمال بين القوى السياسية المعارضة والحزب الحاكم، خاصة اذا اخذنا في الاعتبار عنصرا آخر جديدا وهو تطورات الوضع في مصر الشقيقة والذي نأمل ان لا يحدث تداعي لتلك الاحداث المتطورة على السودان، نحن نأمل من السيد الرئيس ان يأخذ تصوره الجديد للحكم كل التداعيات المحلية والخارجية خاصة الاقليمية وان يكون ذلك التصور كافياً ويغطي كل الثغرات التي يمكن ان تحدث انهيارات في الوسط السياسي. المطلوب من هذه المبادرة فتح الطريق واسعاً أمام القوى السياسية المختلفة للمشاركة في توسيع المواعين السياسية وان تتم هذه المصالحة بعدالة كاملة، حتى نحافظ على وحدة السودان ونجنب شعبه التشتيت والمزيد من الانقسام. هناك احزاب صغيرة يصر قادتها للاحتفاظ بالمواقع الوزارية ، بينما نجد كوادر شابة مقتدرة بعيدة لم تأخذ حظها من الوزارة.. بينما نجد اصراراً من قادة هذه الاحزاب الصغيرة على الوزارات التي خصصت لاحزابهم مع العلم بانها احزاب صغيرة وغير مؤثرة وغير فاعلة . كما يجب ان يشمل تصور الرئيس الحرص على الكفاءات من الاحزاب الاخرى من اصحاب الأكف الطاهرة التي لم تعرف الفساد طوال حياتها وان تكون شروط الاستوزار صغر السن والكفاءة العالية، بمعنى ان يكون من يختار للوزارة صاحب تجربة ناضجة في الحياة، وان لا يكون من هواة السفر والمشاركة في اي مؤتمر يعقد خارج السودان. لذلك يجب على رؤساء الاحزاب التي سوف تشارك في الحكم في المرحلة المقبلة ان يقدموا للترشيح عناصر من اصحاب الكفاءات. كذلك يجب ان يختار عناصر لديها المقدرة على تطوير اي مرفق يسند اليها وان تكون من اهل التخصص من الذين يملكون مواهب متعددة . وهناك قضايا مهمة تواجه اهل السودان اولها الازمة الاقتصادية والمعيشية وهي تحتاج لرجل صاحب مواهب متعددة وتجربة ناضجة ، كذلك الصحة يجب ان يتم اختيار عناصر صاحبة كفاءة عالية وقدرة كبيرة في حل المشاكل الصحية والعلاجية. ويحتاج الاعلام لرجل متخصص وصاحب شخصية قوية وافق واسع . وان يقلل التصور الجديد من كثرة الذين يتحدثون باسم الحزب كناطقين رسميين ويجب ان يكون الناطق باسم الحكومة شخص واحد، كما يجب ان تنتهي امبراطورية التكتلات. المرحلة المقبلة تحتاج لكفاءات نادرة ولرجال مخلصين لا تختلط عندهم مصالح الوطن مع مصالح الحزب الذي يمثلونه، ويبعدون عن خدمة مصالح احزابهم واهلهم واقاربهم وان يكون الولاء كله للوطن العزيز. لكن هل يا ترى ستقبل المعارضة المشروع الجديد؟ في تقديري لن تقبله ولو اعطوها نصف الوزارة ولو اصبحت تأكل بملاعق من الذهب الخالص، لانها في تقديري ترغب في كل الكيكة والتي دفع فيها المؤتمر الوطني عشرات المئات من الشهداء الشباب ليثبت اركان الحكم. لكن اتمنى ان يخيب ظني، وان يتواصل الجميع مع المشروع الجديد الذي كلف السيد رئيس الجمهورية باعداده .. وان تبدأ الخطوة الاولى بمشاركة القوى السياسية في اعداد الدستور. والله الموفق وهو المستعان