(لم أدع لوحدة الحركة الإسلامية، ولن نقاتل الشيوعيين)، المقولة ما بين علامتي التنصيص أعلاه، أحدث تصريح أطلقه الشيخ إبراهيم السنوسي، نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي في حوار أجرته معه الزميلة(الأهرام اليوم)، متعلق بدعوته لوحدة الحركة الإسلامية، على خلفية ما عرف إعلامياً بحديث المنصة، إبان مشاركة السنوسي في حشد رسمي ممثلاً في الحركة الإسلامية بالخرطوم لمناصرة عودة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي لسدة الحكم. وأثار الحديث المنسوب للسنوسي كثيراً من الجلبة السياسية خلال الأيام الماضية، وارتفعت الأصوات المباركة لدعوة السنوسي بشأن الوحدة الإسلامية من طرف المؤتمر الوطني. فمنذ فشل لجنة رأب الصدع التي تزعمها بروفيسور عبد الرحيم علي لوحدة الإسلاميين وإصلاح ذات البين بين الرئيس عمر البشير ود. حسن الترابي، لم يثار حديث كثيف حول وحدة الإسلاميين كما حدث في الأيام السابقة، فيما عقدت الأمانة السياسية للشعبي مؤتمراً صحفياً، أوضحت فيه بأن قرار وحدة الحركة الإسلامية ممثلة في حزبي المؤتمر الوطني الحاكم والشعبي المعارض، من عدمه، قرار يتم عبر مؤسسات الحزب. وحدة الإسلاميين لدى الشعبي تراوحت بين تصريحات السنوسي عن حتميتها، ونفي الأمانة السياسية لحيثيات حتمية تلك الوحدة في الوقت الراهن أو لاحقاً، واعتبر كمال عمر الأمين السياسي أن الحديث عن وحدة وشيكة بين الشعبي والوطني لا تعدو كونها مجرد أحلام ظلوط. بيد أن المسافة الزمنية الفاصلة بين حديث السنوسي وكمال عمر أرسل إشارات تشي بصراع خفي بين تيارات داخل الشعبي، متنارعة بين أشواق الوحدة، والإصرار على المضي بعيداً عن التاريخ المشترك والإخوة في الله، والمضي قدماً تجاه التحالف مع القوة السياسية المعارضة, وحسبما أفاد د. حسن عبد الله الترابي في أحد منابر الحزب السياسية أن هناك تقارباً بين الشيوعي واليساريين والشعبي لجهة ثمة ثوابت ومشتركات يتقاسمانها، والممثلة في الإيمان بكفالة الحريات العامة على إطلاقها للجميع، والقبول بالآخر، وذهب أبو بكر عبد الرازق أمين العلاقات الخارجية بالشعبي في حديثه مع (الرأي العام) إلى أن ما أوجد حالة الإرباك التي شابت تصريحات الشيخ إبراهيم السنوسي، مشاركة السنوسي التحدث في منصة واحدة مع الزبير محمد الحسن الأمين العام للحركة الإسلامية، في منصة القصر الجمهوري، ويرى أبو بكر أنه كان حرياً أن يتحدث السنوسي أمام السفارة المصرية، لجهة أنها المكان المناسب واللائق لإبداء المؤازرة لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، بجانب أن ذلك يمثل المكان المناسب الذي يعبر فيه عن القرار التنظيمي والإستراتيجي الذي اتخذته هيئة القيادة العليا في الحزب لمناصرة الإخوة في مصر منذ أحداث الثلاثين من يونيو، وفي ذات الوقت أمنت في اجتماعها السابع على الخط الإستراتيجي للحزب الداعي لإسقاط النظام لا التقارب معه، وقال إن المؤتمر الشعبي يقدر الأشخاص ومواقفهم، بيد أن الأمر المعتبر لدى الحزب الاحتفاء والاحترام والقدسية لقرارت المؤسسات. من جانبه، أوضح كمال عمر ل (الرأي العام) إلى أن ثمة تحريفاً لحق بحديث السنوسي كما أبان السنوسي نفسه، وقال إن شيخ السنوسي عنى وحدة الحركة الإسلامية العالمية في إطارها الكبير، وليس الحركة الإسلامية ممثلة في الوطني والشعبي، وذهب كمال إلى أن كل قيادات وعضوية الشعبي ملتزمون بخط الحزب الداعي لإسقاط النظام كما أنهم ملتزمون بتحالف الحزب الإستراتيجي مع الحزب الشيوعي وحلفائه في قوى الإجماع المعارضة، وقال إن أي كلام عن أن هناك رأيين داخل الشعبي حول وحدة الإسلاميين غير صحيح. وأشار كمال الى أن هناك تبايناً واضحاً بين موقف الوطني والشعبي من الأزمة المصرية وما يحدث في الشارع المصري. فبينما كان موقف الشعبي واضحاً من الأزمة منذ البداية، فإن الموقف الرسمي ممثلاً في حزب المؤتمر الوطني كان ملتبساً ،كما أن الخرطوم استقبلت وزير خارجية حكومة السيسي واستلمت إغاثتها، وبالتالي فإنه لا حوار مع الوطني ولا وحدة، كما أنه لا وجود للحركة الإسلامية. وأشار الى أن هناك تياراً واحداً داخل الشعبي هو التيار الداعي لإسقاط النظام، والداعم لقرار المؤسسية. وقال أبو بكر عبد الرازق إنه لا تجاوز لقرار هيئة القيادة العليا التي تلي المؤتمر العام في التراتيبية الدستورية، وهذا الوضع يحصن قرار الهيئة القيادية من أن يتم تجاوزه حتى من الأمين العام للحزب.