هى ظروف الحياة القاسية التى تجعل ، المرء يقبل بخيار السكن في منزل ترجح كفة انهياره على رأسه دون أمانه ، أو يعيش قساوة التكيف مع الحياة حين تغضب عليه الطبيعة . فمن هذه التراجديا عاش سكان منطقة الفتح (1 2) والقرية أصعب لحظات الابتلاء ، عندما دمرت السيول منازلهم التى لم يبق منها سوى اأوام تراب . التفاصيل المرعبة التى عاشتها الأسر المنكوبة في فيافي أمدرمان البعيدة خفق لها قلب الأهالي الذين هرعوا لإغاثتهم قبل الجهات الرسمية ، فتحوا لهم أبواب منازلهم ، ولكن أهمها المنازل الخالية بالإسكان الشعبي أمدرمان ، حيث توافد إليه المنكوبون ببقايا أمتعتهم التي نجت من جرف السيل . المنازل الخالية رغم ظلامها ، أضحت للمتضررين من السيول سكنا ، وملاذا من العيش في مشمعات لا ترحم شمسها ، أصحاب المنازل لم يمانعوا من إيواء المنكوبين في منازلهم بل اعتبروا ذلك خيراً لهم حتى لا تظل أبواب المنازل موصدة . المواطنون على قلة حيلتهم يتطلعون إلى إنارة المأوى المؤقت ، ولكن ظروفهم القاسية تمنعهم من تحمل نفقات عداد الكهرباء . هناك بعض مالكي المنازل أدخلوا خدمة الكهرباء والماء للسكان حتى لهج لسانهم بالشكر ، وهم يقولون (رب ضارة نافعة) . (حضرة المسؤول) قامت بزيارة المنطقة ، ورصدت التفاصيل أعلاه ، ولكن رغم نفع السكن الشعبي في كارثة السيول وجدنا أنفسنا نتساءل ما الذي يمنع من إنارة منازل الفقراء (السكن الشعبى) ؟ ولماذا لم يُهذب بنيانه ؟ وهل تجربة السكن الشعبى في السودان ترقى لمستوى المنازل قليلة التكلفة التى تشيدها دول العالم للشرائح الضعيفة ؟ أم انه مجرد بناء (والسلام) . عبر هذه الصفحة نناشد وزير الإسكان والكهرباء توصيل خدمة الكهرباء للقاطنين بأقل تكلفة ممكنة حتى ينعم من دمرت السيول منازله بالإنارة وإن كان ذلك لفترة مؤقتة .