قال الفنان صلاح براون انه في فترة السبعينيات كان اشهر من الراحل محمد وردي ، وجار عليه زمان اصبح إن اراد يسجل لاحدى القنوات يطلب من رعاية (اشيل قرعتي حتى شغلي ينزل معقولة ؟!).واشار براون في حديثه مع الرأي العام ان ثمة مؤامرة على فرق الموسيقى الحديثة تشترك فيها عدة جهات ، واشار الى إحجام تام من القنوات الإعلامية وتعتيم على تجربة الموسيقى الحديثة وتجاهل شبابها .، وحكى عن تاريخ العلاقة بينهم والموسيقى الوترية والتي تمثل جزءاً من المؤامرة الماثلة تفاصيل ماحدث ومايحدث في نص الحوار التالي: *هل مازلت تغني؟ نعم ، ما الذي يوقفني من الغناء .. لكني الآن موقوف بأمر الأجهزة الإعلامية *لماذا؟ هم يرون اننا نقدم غناء غير سوداني او بنا شوية استلاب ، مع إننا حورنا ايقاعاتنا البلدية ، المردوم ، التم تم ، الكرنق ودخلنا عبر شعراء محترفين في اغنيات تكسر حاجز التقليد. *ماعلاقة الإيقاعات التقليدية بالموسيقى الحديثة؟ كل الدول اصبحت تبحث في الايقاعات المحلية من اجل تطويرها ، العالم كله يتجه نحو تحديد الهوية الايقاعية ، إلا أن من يجلسون على مكاتب القنوات الفضائية ، لاعلاقة لهم بالموسيقى ولايعرفون عن ذلك الأمر شيئا . من السبعينات لايوجد غناء جديدا والناس بتغني من الذاكرة ولا أحد يسأل لماذا؟ *كيف حاولت أن تخرق وقف الأجهزة الإعلامية لكم؟ في يوم من الأيام جلست مع مدير قناة النيل الأزرق وقلت له إن اتحادنا به شباب لديهم أفكار نريد أن نبرزها عبر برامج وقلت ذات الكلام لمدير الإذاعة القومية الذي حولني لمدير إذاعة البيت السوداني الذي أخطرني ان (حاجتو محدودة) وانه حتى الترحيل لن يستطيع ان يوفره لنا ، وحتى وزير الثقافة كتب خطابات بخصوصنا ولا يوجد تنفيذ ولا ندري هل نذهب لرئيس الجمهورية أم نائبه؟ * الإنتاج دائما يلفت النظر (مقاطعة ) بالعكس لدينا إنتاج ولدينا منتدانا الشهر ويمكن الناس تجيء تقيم ماذا نفعل (ضحك) نحن قبل فترة أقمنا مهرجانا مع الأمريكان لم تأتنا قناة واحدة ولم يوثق عملنا. *أنت تحديداً: ماهو إنتاجك الجديد؟ أنا حاليا أقوم ببروفات مع فرقتي سنشارك في مهرجان الأغنية الاجتماعية ، كما نعد لمهرجان فرق الموسيقى الحديثة في اكتوبر تحت شعار (الإيقاعات المحلية طريقنا للعالمية)هذا الى جانب عملنا في منتدى الاتحاد. *بقية فرق الموسيقى الحديثة أين تعمل؟ يعملون بصورة خاصة ، في بابا كوستا ، القراند هولي دي فيلا وغيرها ، ولكننا نريد عملا جماهيريا يوصلنا للناس ، المراكز الثقافية لها دور في ظهورنا وانا شخصيا اشتهرت من المراكز الثقافية وما نؤديه يشعر به الأجانب اكثر من المسئولين عندنا. *هل اصبحتم خارج المزاج ان افترضنا ان القنوات تعمل وفق المزاج العام للشباب؟ نحن ايضا في اتحادنا لدينا شباب ويقدمون غناء جاذب بفهم سوداني ومن تقدمهم القنوات ان لم يجدوا الترويج( ماكان في زول جاب خبرهم ) ونحن نفتقد فرصة الترويج *هل تعتقد انها حرب علي ماتقدمون من لونية؟ فعلا هي حرب لتغيير اللونية ، لاننا نحن ادخلنا الالات الحديثة في السودان ، الجيتار، الساوند سيستم ، الأورغن شغل المركبات والميلوديات كل هذا من كان يعرفه بل نحن كفرق موسيقي حديثه انتجنا امهر العازفين هم لم ينتجوا ولا عازف.. *من تقصد ب(هم)؟ اقصد ناس الموسيقي الكلاسيكية وما اقوله هو حقيقية هم معترفون بها وانا اسميهم ناس الموسيقى التقليدية لانهم لايريدون الخروج من الخماسي واللحن الدائري الفن والموسيقي في تتطور وهذه احدى مشكلاتنا. *لماذا لم تخرج الأغنية السودانية إلا عبر عبدالقادر سالم وعمر إحساس؟ هذا لايعد خروجا لان ما أدوه خارجا يصنف تحت اطار أغاني شعبية ، هم خرجوا كفنانين شعبيين وليس كمعاصرين ، وغنانا لم يخرج لان هناك (استاندر) عالمي للموسيقي وضعه علم الموسيقي أنت لاتعرف اللغة لكن تعرف الموسيقى من خلال الهارموني والتوزيع والتوظيف نحن لدينا عشرون آلة كلها تقول صوتا واحدا. *هل من معوقات إضافية أدت إلى حجبكم عن الساحة؟ حرمان الفرق من أن تجد مساحات اكبر معوق وقد نتج عنه ظهور فنانين على شاكلة زينب (خور) وعواطف (كمشة) ، ولو كانت هناك فرصا عادلة لما ظهر امثال هؤلاء، تخيلي ان مغنية يظهرها برنامج (اغاني واغاني) ، تصبح مباشرة فنانة بي أورغن واحد وتأخد عدادات ، رغم كل هذا نحن نحاول ان نكون صامدين وواقفين على حيلنا. *هناك حديث عن قيام مهرجان الموسيقى ماهي استعداداتكم ؟ نجن جاهزون ، لكنه مجرد حديث . المهرجان كان فرصتنا ان نصل للناس ومع ذلك هو متوقف ، لكن لدينا عشم في ان يأتي التعديل الوزاري بوزير لوزارة الثقافة من اهل الشأن نستطيع ان نتحدث معه ويفهمنا. *من كل ما ذكرت أنت لا تستبعد عامل المؤامرة على فرق الجاز؟ احاول ان أطردها لكنها موجودة يتقاسمها معنا فنانو الغناء الشعبي، ومايؤكدها ان الغناء الحديث والشعبي هو الذي يسيطر، اما الغناء الوتري لم يكن له وجود إلا الحفلات الجماهيرية. هل التاريخ يعيد نفسه ويريدون ان يثبتوا تطورهم على حسابنا؟ (صمت) لكن ان خرج عازفونا من تلك الفرق ألا يرجعوا لغناء السباته ، فكل الفنانين من رحل منهم والموجودين موسيقاهم غناء سباته ونحن من حركنا الناس بالرزم الحديث. *الآن شهرة أيمن الربع تفوق شهرة براون؟ (ضحك ) عندما بدأت كنت مشهورا أكثر منه وفي السبعينات كنت أشهر من الراحل محمد وردي وحتى الآن محتفظ بلياقتي أتحرك في المسرح بصورة (اكتف). *كمختص مارأيك في تجربة الربع؟ هي تجربة متميزة وفريدة لكنها تحتاج ان تركب في غناء عربي رصين ، متابعته لفنانين وفنانات غير معروفين لن تطوره، لابد ان يرتبط بفنانين ممتازين ويوثق أعماله ويقوم بتسجيلها. *لكنه في نظر البعض جزء من مشكلات الساحة التي تروج للسمع عبر الأرجل ؟ هذا سببه ايضا عدم وجود مساحات للفنانين الجادين فان وجدت الجدية لما تابع أيمن ناس (الخور)لكنه قبل وفاة محمود عبدالعزيز دخل فرقته وبدأ في عمل جديد ، وانا دائما اقول له ان ركز مع فنانين جادين سيكون له مستقبل. *ما المخرج من أزمة فرق الموسيقى الحديثة؟ نأمل ان ينصلح الحال وسنقاتل (شماعة) ماعندنا ميزانية ومافي قروش ، تخيلي يطلب منا ان نأتي برعاية يعني أشيل قرعتي وأشحد عشان شغلي ينزل. .