قبل حلول شهر رمضان بدأت أسعار السكر في الإرتفاع تدريجياً حيث بدأ سعر الجوال من (104) جنيها ت إلى (120) جنيهاً وعزا كل المتعاملين هذا الارتفاع إلى تزايد الطلب فى الاسواق المحلية لمقابلة احتياجات رمضان، الا ان الوضع لم يتغير كما كان يحدث فى الاعوام الماضية حيث ارتفع سعر الجوال الى (140) جنيهاً مع نهاية رمضان واستقر فى ذلك الرقم فترة طويلة الى ان تجاوز سعر الجوال (160) جنيهاً امس الاول حسب افادات التجار الذين اشاروا الى انعدام المنتج المحلي من الاسواق واعتمادهم على السكر المستورد رغم اعلان الشركات الوطنية بدء عمليات الانتاج للمصانع كافة وقال عدد من التجار ان الاعتماد الرئيسي لسد احتياجات الاسواق على السكر المستورد من الاسواق العالمية والتى شهدت ايضاً ارتفاعاً متواصلاً وصلت نسبة 100% وادت إلى تضاعف أسعار السكر في البورصة العالمية خلال ستة أشهر بعد انخفاض محصول الهند من 27 مليون طن إلى 15 مليون طن بفارق 12 مليون طن مما يعني أن السوق العالمي فقد نصف إنتاجه تقريباً، وقال إقتصاديون إن الأسواق العالمية لم تشهد مثل هذ الإرتفاع منذ 30 عاماً كما تراجع الإنتاج فى البرازيل بنسبة 7%، والصين بمقدار مليون طن وقدر حجم الفجوة العالمية بنحو 10 ملايين طن فى العام الحالى وقارب سعر الطن 600 دولار مع توقعات تشير الي ارتفاع الاسعار فى الأسواق العالمية إلى 631 دولاراً للطن مع بداية العام المقبل كل هذه العوامل ادت الى ارتفاع اسعار السكر فى معظم الدول وترواحت مابين 25% فى السعودية و45 % فى الاردن كما شهدت ارتفاعاً ملحوظاً فى مصر الا ان نسبة ارتفاع السكر فى الاسواق الداخلية فاقت ال60% حيث وصل سعر الجوال إلي (170) جنيهاً ليوم أمس وعزا أغلبية التجار هذا الارتفاع الذي طرأ علي السكر في الأسواق إلي الندرة ووجود سماسرة وعدم وجود ضوابط ومراقبة لهذه السلعة التي تعتبر من أهم السلع للمواطن وقال احمد النو رئيس تجار القطاعي بولاية الخرطوم ان إرتفاع السكر متعمد من قبل تجار متحكمين فى السلعة واشار الى تحكم 30 تاجراً بهذه السلعة نتيجة اخطاء مؤسسات وقال نتيجة لهذه السياسات اصبح هؤلاء التجار يتحكمون فى الكميات التى تخرج من مخازنهم الى الاسواق واصفاً ذلك بغير المقبول والمرفوض وطالب الجهات ذات الصلة بضرورة مراجعة هذا الأمر. وقال د. بابكر محمد توم نائب رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس الوطني ان الزيادة فى الاسعار ناتجة عن عدم وجود الرقابة مطالباً بضرورة مراجعة هذا الامر واضاف انهم ناقشوا مع وزير المالية هذا الامر وكيفية ايجاد تمويل لسلعة السكر ونقل عن الوزير قوله إن الاكتفاء الذاتي مازال مبكراً فى ظل الطلب المتنامي وعزا مصدر مطلع بوزارة الصناعة ارتفاع الاسعار مؤخراً، للمضاربات التى تحدث لسلعة السكر من قبل التجار مشيراً الى وجود كميات كبيرة من السكر المستورد فى الاسواق الداخلية. وتشير متابعات« الرأي العام» الى ان شركات السكر الوطنية سوف تبدأ عمليات الانتاج الاسبوع المقبل وتدشن شركة سكر كنانة الانتاجية الجديدة مطلع الاسبوع المقبل ويتوقع ان تساهم انتاجية الشركات فى انخفاض الاسعار فى الاسبوع المقبل. وقال بكري محجوب المدير العام لشركة السكر السودانية، إن الإنتاجية الجديدة لمصانع السكر ستدخل الأسواق اعتباراً من الأسبوع المقبل، وأضاف ل «الرأي العام» أمس، إن الشركة بدأت في تجهيز وسائل الترحيل والنقل لتوزيع السكر في المراكز، وعزا ارتفاع الاسعار لما اسماه طمع التجار وتوقع انتاجية عالية هذا الموسم .