(السوق).. ذلك المكان المثير للجدل.. والذي ينتشر بداخله مئات الباعة المتجولين والثابتين في اماكنهم.. وصيحاتهم تنادي (علينا جاي).. العابر بقلب ذلك السوق يقترب من إحدى البضائع التي لفتت نظره.. ويسأل بلهجة حذرة.. (كم سعرها) وعندما يسمع الإجابة ترتسم على وجهه علامات الدهشة وهو يقول.. (معقولة.. يا ابن العم..) يقاطعه البائع فوراً (والله غير هذا السعر سنخسر).. ويصر الزبون على رأيه.. لكن هل فكرنا يوماً ماهي مقاييس الربح والخسارة داخل السوق؟؟ مجاهد النور أحد الباعة اكد أن البيع تحكمه مقاييس الربح إذا كان بالاقساط او بالقطاعي.. حيث توزع عليهم كميات من البضاعة يقومون بتوزيعها على طريقتهم.. واضاف أن ربح الاقساط مضمون.. ولا تنقص قيمته مهما كان تدهور الوضع الاقتصادي للسوق.. لكن في القطاعي يمكن ان تنزل قيمته مع المشتري.. وقال ان الموظفين هم اكثر الشرائح التي تقبل على بضاعة الاقساط.. أما فؤاد الامين بائع ادوات كهربائية بالاقساط قال ان التعامل بالاقساط مربح للطرفين وأصبح البيع بالتقسيط منتشراً بصورة كبيرة في السنوات الاخيرة وعزا ذلك لارتفاع ايقاع الحياة.. وانحسار مصروفات المواطن السوداني.. سألناه حول البيع بالتقسيط والمغامرة فيه حيث يمكن أن (يهرب) المشتري.. فرد بسرعة.. (والله إحتمال لكن حبل الكذب قصير ولابد أن يقع في شر أعماله).. أما الموظفة فاطمة التجاني فتعتقد أن البيع بالاقساط اصبح من الضروريات لتأسيس احتياجات الفرد وهو اسلوب مريح يعطي الشخص الفرصة للتسديد على حسب الزمن الذي يراه مناسباً وهو مريح جداً مما دفع ببعض الشركات بالتعامل معه..