أفضل من ينصح السياسى هو الصحافى... فهو أنصح من مستشار السياسى... فالصحافى ينصح السياسى متجرّدا... أمّا المستشار فقد يمنح النصيحة للسياسى وعينه على المنصوح والعين الأخرى على الحوافز! الوظيفة التى تليق بالسيّد الصادق المهدى اذا تخلّى عن رئاسة الحزب أو تخلّت عنه هى محلّل سياسى... فهو يقدّم من الكشف السياسى ما يقرّبه من برج المراقب الصحافى... لكنّنى بعد حواره الأخير أدعوه للاسراع بالتفرّغ لكتابة مذكّراته السياسيّة... فأغنى المذكرات هى التى تكتب على يد من منحته الأيام علاوة اضافيّة: عمر فوق عمر النبوّة! السيّد الصادق المهدى رئيس حزب الأمة القومى قدّم افادات سياسيّة لصحيفة (الشرق الأوسط) ارتكزت على المصير القريب للسودان بعد الانتخابات القادمة... فقدّم صورة سوداء للسودان اذا تجرّأت الديمقراطية فيه على اختيار الرئيس عمر البشير رئيسا والمؤتمر الوطنى شريكا أكبر فى الحكم... يظهر الصادق المهدى فى الحوار عاجزا عن فعل شيئ غير مخاطبة الشعب السودانى نذيرا لا (بشيرا)! السيّد الصادق كان يدعو السودانيّين الى انتفاضة انتخابيّة تزول بها دولة الانقاذ, لكنّه الآن يمسك بصفارة الانذار محذّرا الناخبين أن تأتى (الانتفاضة الانتخابيّة) بالرئيس البشير أو المؤتمر الوطنى... فذلك يعنى انفصال الجنوب وتصاعد اعمال العنف بدارفور... وامتداد الروح العدائية بين الشريكين لتعم الحياة السياسيّة كلها... وأنّ الحرب الباردة بين الشريكين ستتحوّل الى ما انتهت اليه انتخابات زيمبابوى وكينيا اذا ما اختارت الأكثريّة المؤتمر الوطنى! استخدم السيّد الصادق مصطلحا شعبيّا له جمهوره وزبائنه يطلقه المزاج الشعبى على بعض السلع المستوردة: سلع مضروبة... فأعاد انتاجه ليصف به الانتخابات: انتخابات مضروبة... والانتخابات المضروبة لمن لا يعلم هى التى لا يشارك فيها الصادق المهدى أو يشارك فيها ولا يفوز بها... والانتخابات غير المضروبة هى التى تأتى بالصادق المهدى رئيسا ولو كانت على طريقة حامد كرزاى! أنا الصحافى المذكور أعلاه, اذا كانت رؤية السيّد الصادق للانتخابات كما ورد بحوار (الشرق الأوسط), فنصيحتى له أن يتنازل عن رئاسة الحزب وعن وظيفة المحلل السياسى, ويشرع فورا فى كتابة مذكراته السياسيّة!!