اثبت منتخب الجزائري عملياً انه الأحق بالصعود الى نهائيات كأس العالم 2010م وهو يقدم أمس مباراة عبارة عن محاضرة لكل لاعبي العالم في الروح القتالية والذود عن الشعار وهم يتفوقون على المنتخب المصري، بل كادوا يضاعفون النتيجة لولا توفيق الحارس عصام الحضري الذي انقذ مرماه من هدفين مؤكدين. تفوق منتخب الجزائر لانه يملك لاعبين استفادوا من الاحتراف في الدوريات الاوروبية فتفوقوا تكتيكياً على منافسهم طوال الشوطين وادى حارس المرمى مباراة العمر رغم انه يشارك لاول مرة وكان ثابتاً وواثقاً، ودفاع اغلق كل الطرق المؤدية الى مرماه ووسط ادى دوره في مؤازرة الدفاع ودعم الهجوم ونجح المهاجمان في زعزعة الدفاع المصري خاصةً في الهجمات المرتدة. وتفوق منتخب الجزائر لأنه يملك مدرباً بالفعل شيخ وهو اسم على مسمى رابح فربح المباراة، وسعدان لانه اسعد شعبه وعرف من اين يأكل كتف المنتخب المصري بالتكتيك العالي الذي خاض به المباراة واحسن قيادة اللاعبين وتفوق حتى في التبديل في العناصر والتوقيت ووضح ان اللاعبين والجهاز الفني يتمتعون بروح واحدة. تاريخ جديد حققه رابح سعدان وابناؤه لبلادهم وهم يعودون للاضواء بعد ان عاشت الجزائر فترة صعبة في السنوات الماضية وهي تفشل حتى في الصعود الى نهائيات أمم أفريقيا ليقفز بها رابح سعدان الى الخطوة الاكبر بالصعود الى نهائيات كأس العالم ليدخل تحدياً جديداً في المونديال. تاريخ جديد كتبه رابح وابناؤه لبلد المليون شهيد لأنهم نالوا شرف اول منتخب عربي يصعد لأول مونديال افريقي الذي لن يتكرر.. وثانياً انه سيكون المنتخب الوحيد الذي يحمل راية العرب في المونديال بعد سقوط عرب آسيا وافريقيا. مبروك للاشقاء الجزائريين حكومةً وشعباً وللصديق العزيز محمد روراوة الذي يعتبر كلمة السر في هذا الإنجاز بعد أن ضم ابناءه وكان معهم في كل خطوة وفرغ نفسه للمهمة فحصد ثمار جهده ونال شرف الصعود للمونديال العالمي في عهد رئاسته. أما المنتخب المصري فقد كان بالأمس بعيداً عن مستواه ووضح التوتر والارتباك على الاداء خاصة بعد الهدف، الذي يسأل عنه الدفاع وليس الحارس عصام الحضري، ورغم شطارة المدرب الوطني المعلم حسن شحاتة الذي يكفي انه حقق لبلاده الفوز بكأس امم افريقيا مرتين على التوالي ولكنه امس وقع في كثير من الاخطاء خاصة في استبداله لعمرو زكي الذي اراح الدفاع الجزائري وابقاء عماد متعب الذي لم يفعل شيئاً وهو بعيد عن اللعب، كما وضح أن حسني عبد ربه لم يكن جاهزاً وفشل في إدارة المباراة. المنتخب المصري كان غريباً امس ولا علاقة له بالمنتخب الذي شاهدناه يوم السبت الماضي، ووضح ان الجهاز الفني والمدرب تعاملا مع مباراة الامس بتعالٍ وناموا على الغيابات التي عني منها منتخب الجزائر وعلى رأسها حارس المرمى ولكن وضح ان الجزائريين يملكون البديل، والغريب ضعف اللياقة البدنية التي ظهرت على اللاعبين في الشوط الثاني وبالتالي انعكست على لياقتهم الذهنية ووضح ذلك في الفرص السهلة التي اضاعوها امام المرمى في الزمن القاتل. منتخب مصر منذ بداية التصفيات وضح أنه متراجع ويكفي تعادله بأرضه امام زامبيا وخسارته بثلاثية أمام الجزائر، ولكن رغم ذلك كانت الفرصة متاحة امامه حتى آخر الدقائق. تحسرنا على ان المنتخبين وقعا في مجموعة واحدة ولو كان كل منهما في مجموعة اخرى لصعدا معاً لان منتخب مصر افضل من منتخب غانا ومنتخب نيجيريا. عموماً استمتع العالم بواحدة من أروع المباريات وأميزها وكان لنا شرف تنظيمها ونجحنا بامتياز في التنظيم وكانت كلمة السر د. معتصم جعفر وجمال الوالي وسأعود لذلك لاحقاً إن شاء الله.