أمس الأول الثلاثاء 17 نوفمبر عبرت الذكري الواحدة وخمسين للحركة العسكرية التي تزعمها قائد الجيش السوداني يومها الفريق ابراهيم عبود وأطاحت بالحكم المدني الديمقراطي. رجعت إلى الموسوعة الحرة في شبكة الانترنت (ويكيبيديا Wikipedia ) فكتبت الإسم (17 نوفمبر) على محرك قوقل فظهر على الشاشة أن 17 نوفمبر وردت (555ر108) مرة، لكن الشاشة أوردت (38) تكرارا للإسم منها، (10) أحداث حدثت في ذلك اليوم لكن في سنوات مختلفة، و(15) مرة عبارة عن تواريخ لمواليد عظماء ولدوا في ذلك اليوم، و(10) وفيات، و(3) أعياد ومناسبات. ووسط كل ذلك عُرّف 17 نوفمبر بأنه يوم (إندلاع ثوره الفريق إبراهيم عبود في السودان)، بهذا النص، ثم ذكر الإسم متفرقا في مناسباته، واحدة منها أثناء تفصيل سيرة الفريق ابراهيم عبود بإعتباره زعيما لتلك المرحلة، وواحدة جاءت في التعريف بالسودان .. وهكذا. لكن أهم ما يمكن أن نذكره في هذه المناسبة أن حركة 17 نوفمبر كانت بداية لتبادل (جهنمي) للسلطة في السودان بين العسكريين والمدنيين على النحو التالي : 17 نوفمبر 1958 (انقلاب الفريق إبراهيم عبود الذي أسس لثورة 17 نوفمبر)، 21 أكتوبر 1964 (ثورة شعبية أطاحت بحكم الفريق عبود وأسست للديمقراطية الثانية)، 25 مايو 1969 (انقلاب العقيد جعفر نميري الذي أسس لثورة مايو)، 6 أبريل 1985 (ثورة شعبية أطاحت بحكم المشير جعفر نميري وأسست للديمقراطية الثالثة)، 30 يونيو 1989 (انقلاب العميد عمر حسن أحمد البشير الذي أسس لثورة الإنقاذ). أول عنوان فكرت فيه لهذا العمود (مفتونون بالديمقراطية ومهملون لها). لكني رأيت أن الموضوع حوى آراء عن ثورة 17 نوفمبر، وعن قائدها الجنرال ابراهيم عبود، وعن صراع الديمقراطية والعسكرية المسيسة في السودان، فتغير العنوان إلى العنوان الذي هو في أعلى العمود الآن. مع حالة الإفتتان الأولى بثورة أكتوبر كان الحكم عاطفيا وقاطعا بأنه شيطان، لكن بتقدم السنين وباستبدال الحكم العاطفي بحكم الانجاز وما خلفه عبود وراءه من تنمية وعمران وإعادة بناء للسودان .. بدأ التعديل في النظر لفترة 17 نوفمبر وللفريق إبراهيم عبود. وبعد .. نسيت أن أقول إن موسوعة ويكيبيديا لم تنس أن تزف للمسلمين خبرا مهماً أول أمس الثلاثاء الذي صادف 17 نوفمبر من هذا العام عندما أعلنت أنه يصادف أول أيام ذو الحجة، وبالتالي فإن الوقوف بعرفة سيكون يوم الخميس 26 نوفمبر سيكون عبد الأضحى الجمعة 27 نوفمبر.