? ما كنا نعتقد أن الكراهية بين شعبي مصر والجزائر لهذا الحد نعم كنا نعلم ان هناك مشاكل بين الفريقين وكنا نعتقد انها انتهت في وقتها ونذكر مباراة مصر والجزائر التي فازت فيها مصر وقام فيها نجم الجزائر الاخضر بلومي «يفقع» عين أحد المصريين وتلك القضية التي استمرت طويلا ولكن وضح ان هناك مشاكل عديدة بين الشعبين ظلت تتراكم طوال هذه السنين والمباراة الفاصل بين منتخبي البلدين بالخرطوم اكدت ان النفوس تحمل الكثير ولعل المباراتين اللتين سبقتا مباراة الخرطوم قد حركت هذه الكراهية التي وصلت حداً لا يسكت عنه قبيل مباراة الخرطوم وهذا ما جعل الشرطة والامن يتحرك وتصدر القيادة قرارات حاسمة في هذا الامر ولكن رغم ذلك وللحقيقة حدثت بعض «التفلتات» وهذا يحدث في كل بلاد العالم بما فيها امريكا وايطاليا وانجلترا وكم من مجزرة حدثت في مباريات لكرة القدم ولكن نحمد الله ان الشرطة السودانية قامت بدورها خير قيام ولم تحدث مصادمات بالصورة التي تجعل الاعلام المصري يشن هذه الهجمة الشرسة على السودان والأمن السوداني. لا احد ينكر ان العلاقة بين شعبي وادي النيل لا مثيل لها ونحن الاقرب اليهم وهم كذلك وكنا صادقين نقف معهم ولكن منتخبهم خيب آمالنا قبل ان يخيب آمال اخواننا في شمال الوادي وللحقيقة فإن غالبية شعب السودان كان مع الفراعنة ولكن غاب منتخب الفراعنة فصمت من صمت واحتفلت الاقلية مع الجزائر بحسبانها بلد عربي شقيق يمثل الامة في نهائيات كأس العالم وهذا القلم ومن أول يوم اعلن انه مع الفراعنة ويتمنى فوزهم ولكنه لا يغضب ان فاز الاخوة الجزائريين والاغلبية من الزملاء كانواكذلك واعلنوها صراحة ولكن لعل موقف السلطات التي نادت بالحيادية لان المنتخبين شقيقان ويمثلان الامة العربية والاسلامية اغضب الاعلام المصري ليشن هذه الحملة على بلادنا وشعبنا وهم يعرفون ان الملايين من ابناء السودان يعيشون في مصر في امن وامان وان مئات الآلاف من ابناء مصر يعملون ويعيشون في السودان لا فرق بينهم واي سوداني في جميع النواحي. الحقيقة يجب ان تقال مهما كان ولنؤكد للتاريخ ان كل ما حدث من تفلتات كان وراءها الجمهور الجزائري الذي جاء باعداد كبيرة وصل لقرابة العشر آلاف وأن الاخوة في شمال الوادي كانوا الاكثر انضباطاً واحتراما ولم يفتعل احد اي مشكلة ولم يسيء احد منهم للسودان او للجزائر ولكن للحقيقة ايضا أن افراد الشرطة والامن السوداني كانوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم. ان كانت هناك مشاكل سياسية ورياضية بين مصر والجزائر فإن السودان قيادة وشعباً لا دخل فيها وعيب والله ان يصل الحال بين الاخوة العرب لهذه الصورة ومباراة في كرة القدم تؤدي لما نحن فيه الآن من تراشقات وملاسنات لا تقدم بل تؤخر وتصيب الامة العربية في مقتل وكنا نأمل ان يتصافح الجمع عقب نهاية المباراة ويبارك الخاسر للمنتصر وكفاية عراك وقتال ولنتفرغ إلى ما يهم الشأن العربي والاسلامي.