يعاني أصحاب الحسابات الجارية بالعملات الصعبة في مختلف البنوك معاناة شديدة هذه الأيام لأن البنوك ليست لديها عملة صعبة تلبي احتياجات الزبائن.. علماً بأن هؤلاء أودعوا أموالهم بالعملة الصعبة لدى البنوك.. لكن البنك وبحكم قوانين بنك السودان يجب أن تودع كل الأموال التي تأتيها لحسابات الزبائن بالعملة الصعبة الى بنك السودان. وجدت رجلاً يحتاج الى مبلغ ضئيل بالدولارات مع أن بحسابه مبلغاً كبيراً لم يستطع البنك توفيره في الحال.. ويحتاج لأمر ..... قد يستغرق أياماً. وأذكر ما كتبه الأستاذ سيد أحمد خليفة عندما قرر السفر الى الأردن للعلاج وأراد أن يسحب مبلغاً مالياً من حسابه بالعملة الحرة.. وفوجئ بعدم وجود عملة حرة في البنك.. وأقام الدنيا ولم يقعدها. صحيح أن ظروف البلاد وظروف الأزمة العالمية وانخفاض أسعار البترول عالمياً قد ألقت بظلالها على السودان.. لذلك سيطر بنك السودان على العملة الصعبة وقد لا يستغرق الأمر طويلاً.. لكن وقت الحاجة خاصة حاجة العلاج تحتاج لمرونة شديدة في التعامل مع أصحاب الأرصدة والحسابات الجارية في البنوك. وصحيح أن أموال هؤلاء في أيدٍ أمينة وفي الحفظ والصون ولا خوف عليها من أي شئ ما دام الدكتور صابر مديراً للمركزي والدكتور الجاز وزيراً للمالية. نأمل أن تزول هذه الأزمة العابرة سريعاً وتعود الأمور الى ما كانت عليه. أحد العاملين في البنوك حكى لي قصة.. هم المتضررون منها.. والمسألة تتلخص في أن بعض البنوك تحتاج لتغذية حسابها لدى بنوك خارجية.. وفي كل مرة يكلف موظف من البنك لأداء المهمة.. وكانت الفرصة موزعة على موظفي هذه البنوك وكانوا يستفيدون من بدل السفرية والنثريات ورؤية بلد آخر.. إلا أن بنك السودان سحب منهم هذا الإمتياز وحوله لموظفيه فقط.. وهؤلاء الموظفون يأملون أن تعود الأمور الى ما كانت عليه سابقاً.