قطعت دول مجموعة شرق افريقيا خطوة مهمة نحو الاندماج الاقتصادى والسياسي المأمول بحلول العام 2015، ورغم الشكوك في امكانية التوصل الى ذلك الاندماج الكامل في المواقيت المضروبة للعملة الموحدة والفيدرالية السياسية، فإن التوقيع يوم الجمعة الماضية في اروشا التنزانية على بروتكول السوق المشتركة بين كينيا ويوغندا وتنزانيا ورواندا وبورندي يمثل خطوة نحو طريق طويل نحو الوحدة استغرق عقوداً من الزمان ومحاولات عدة للابقاء على الحلم ممكن التحقيق، ---------------------------------------------------------------------- اتفاق الجمعة في اروشا يسمح بحرية الحركة للاشخاص والبضائع ورؤوس الاموال بين دول المجموعة، عند دخول البروتوكول حيز التنفيذ في يوليو من العام 2010، وقبله في يناير ينفذ الاتحاد الجمركى، وهي خطوة نحو استحقاقات اخرى مهمة كالوحدة النقدية في العام 2012م والفيدرالية السياسية في العام 2015م، الصحافة الكينية اعتبرت توقيع الجمعة على البرتوكول حافزاً كبيراً للإندماج واعتبرت ظهور النفط في يوغندا عاملاً فاعلاً في انعاش اقتصاديات المنطقة خصوصا والرئيس اليوغندي يوري موسفينى تعهد في حفل التوقيع على البروتكول بأن يكون نفط يوغندا لصالح سكان المجموعة، بينما شككت صحيفة «ذا سيتزن» التنزانية في إمكانية التوصل لإستحقاقات الاندماج حسب الرزنامة المتفق عليها بالنظر الى ان التوقيع على البروتكول جاء بعد عشرة اعوام على إحياء فكرة الاتحاد التي انطلقت اول مرة في العام 1967م بين كينيا ويوغندا وتنزانيا ولكن الحلم انهار فى العام 1977 نتيجة لخلافات اقتصادية بين الاعضاء الثلاثة الذين عادوا في العام 1999م وجددوا إحياء الفكرة وانضمت لاحقاً في العام 2007م بورندى ورواندا، بينما لا يزال الباب مفتوحا لأعضاء جدد والكنغو الديمقراطية والسودان سواء كان السودان الموحد او جنوب السودان المحتمل هما اقرب دول شرق افريقيا للانضمام الى هذا الكيان . والسؤال المهم هل تمتلك المنطقة مقومات اقتصادية تجعل من الاندماج عملية مفيدة لشعوبها، تقول احصائيات مجموعة شرق افريقيا ومؤتمر الاممالمتحدة للتجارة والتنمية ان الاستثمارات الاجنبية الموجهة للمنطقة ارتفعت من «692» مليون دولار فى العام 2002م الى بليون دولار في العام 2008م اغلبها اتجهت إلى يوغندا وتنزانيا وان معدل الدخل المحلى لسكان المجموعة البالغين «126» مليون نسمة هو «60» بليون دولار في العام 2008م،وان معدل التجارة الداخلية بين الدول الاعضاء ارتفعت الى «47%» منذ بدء مشورع الاندماج. وفي الوقت الذى اعتبر المسؤولون في دول المجموعة التوقيع على البروتكول خطوة مهمة، قلل مراقبون من المنطقة من الخطوة، حيث وصفها وزير مجموعة شرق افريقيا الكيني أماسون كنجي بالإنجاز العظيم وان العملية التي انطلقت في ابريل من العام 2008م لإنجاز البروتكول كانت مملة ومضجرة حسب ما نقلت عنه صحيفة «الديلي نيشن» الكينية ، أما وزيرة مجموعة شرق افريقيا الرواندية فأبدت تفاؤلاً بأن الخطوات المقبلة لاستكمال الاندماج ستكون على وتيرة اسرع لتوافر النوايا والحماس من قبل جميع الاطراف، وفي المقابل اشترط المستشار فليكس ماغنجيلا في استطلاع لصحيفة «ذا سيتزن» التنزانية لنجاح هذه الخطوة انكباب دول المجموعة في توعية مواطنيها بالفوائد التي يتضمنها مشروع التكامل الاقتصادي تمهيدا لتمرير مشروع التكامل السياسى، ودعا الى تجنب القضايا التي من شأنها إثارة خلافات بين الدول الأعضاء في إشارة الى معارضة تنزانيا لنص يتعلق بملكية الاراضي، وتحدث لذات الصحيفة المحلل الاقتصادي اليوغندي ايفرست موغيسا قائلاً إن دول المجموعة مترددة في الانتقال بقوانينها من المجال الوطني الى الفضاء الاقليمى وأشار الى تناقض بعض مواد البروتكول، واستشهد بالمواد الخاصة بحرية حركة الافراد والعمال داخل دول المجموعة ولكن عاد وقيد تلك الحركة بضرورة الالتزام بالقيود التي تفرضها الدولة المضيفة حسب سياساتها الامنية والصحية.