كنت حاضراً مشاركاً في اجتماع الجمعية العمومية الاخير لاتحاد الصحافيين السودانيين واستمعت مع غيري من الاجيال المتعاقبة على مهنة النكد في الجلسة الافتتاحية الى الضباط الثلاثة في قيادة الاتحاد وهو يتأهب لدورة جديدة.. وهناك الكثير الذي يمكن تناوله،و لكن اؤمن على انجازات الاتحاد في مجال الخدمات وشخصي الضعيف عضو محترف في هذه المهنة منذ الاتحاد الأول برئاسة أحمد يوسف هاشم «ابو الصحف» ثم بشير محمد سعيد. ---- ومن مفكرتي الصحفية وارشيفي المعلوماتي الذي يضم جميع اسماء الصحفيين السودانيين الذين عملوا بالصحافة منذ العام 1920 - 1930م ان نقول باختصار. وفي هذه الفترة خلال السنوات العشر كان عددهم ثمانية عشر ومن الاسماء البارزة في هذه الكوكبة السادة: حسين شريف وسليمان داؤود منديل واسماعيل فوزي ومحمد عوض الكريم ابوسن وتوفيق أحمد البكري والاخير مازال عطاؤه مستمراً كاتباً ومحللاً سياسياً بارعاً في صحيفة (الرأي العام). وفي العشر سنوات الثانية (1930 - 1940م) وعددهم (27) برز أحمد يوسف هاشم ومحمد عشري الصديق ومعاوية محمد نور والدكتور عبد الحليم محمد وعرفات محمد عبدالله والهادي العمرابي وخضر حمد وعبد الله ميرغني والتيجاني يوسف بشير وأمين زيدان. الجيل الجديد 1950/1940م وبلغ عدد العاملين الصحفيين الجدد وغيرهم من الجيل السابق (68) من ابرزهم عطاء ومواصلة اسماعيل العتباني - صاحب (الرأي العام) - وعمل من قبل رئيساً لتحرير (صوت السودان) 1940م وصاحبها علي الميرغني ومن النجوم حسن نجيلة وسليمان بخيت ومحمد أحمد السلمابي ومحمد عامر بشير فوراوي وعبد الرحيم الامين ويوسف مصطفى التني والفاتح النور ويعقوب عثمان وحسن مصطفى وعثمان أحمد عمر عفان وامين التوم والسابقون أحمد يوسف هاشم وآخرون سابقون. جيل 1960/50م كان هذا جيل المصادمات في الحركة الوطنية وامتداداً طبيعياً لمؤتمر الخريجين واتجاهاته السياسية الاتحاد مع مصر بجانب جناح استقلال السودان. وهذا الجيل الثائر ضم (136) صحفياً بعضهم واصل نشاطه المهني حتى تأميم الصحافة في مطلع السبعينيات من قبل النظام العسكري المايوي.. وكان من هؤلاء حسن الطاهر زروق وبشير محمد سعيد وعبد الرحيم الوسيلة والطيب شبشه والتيجاني الطيب ومحجوب عثمان ومحجوب محمد صالح وخليل العتباني وعابدين محجوب ومنصور خالد، ومن شباب ذلك العصر محمد ميرغني سيدأحمد والرشيد بحيري وفاطمة أحمد ابراهيم وحاجة كاشف وفاطمة سعد الدين وثريا امبابي ومحمد سعيد محمد الحسن وشخصي الضعيف واعود لمساء الصحافة السودانية فانه كان عدد الصحفيين في كل صحيفة يومية لا يزيد عن ثمانية. وكان من محرري (الرأي العام) حتى العام 1970م اسماعيل العتباني وحسن نجيلة وأحمد بقادي وكامل حسن محمود وعوض برير ومحمد سعيد محمد الحسن وعابدين محجوب لقمان في الادارة. وفي السودان الجديد التي كانت من اوائل الصحف العربية على نطاق العالم العربي تصدر طبعتين في اليوم - الطبعة الأولى صباحاً لكافة الاقاليم وفي منتصف النهار تصدر الطبعة الثانية بالخرطوم بتغييرات على مواد الصفحة الأولى بادخال أخبار مجلسي النواب والشيوخ ورصد الأخبار البوليسية والعدلية ان وجدت، ومحرور هذه الصحيفة : أحمد يوسف هاشم وبعد رحيله فضل بشير وابو المعالي عبد الرحمن وجعفر عبد الرحمن والتيجاني محمد أحمد وحامد محمد حامد وابو صلاح وفي فترة قصيرة انضم محمد الخليفة الريفي، وابرز المتعاونين البروفيسور سعد الدين فوزي عميد كلية الاقتصاد بجامعة الخرطوم وفتحي عبد المولي ومصطفى ابو شرف ومصطفى شكري وشرحبيل كرسام وخطاط. أما صحيفة «دار الايام» كانت تصدر «الايام» والمورننج نيوز (MORNNING NEWS) الانجليزية وكان بشير يعمل من قبل في صحيفة (SUDAN STAR) واعمدة «الايام» الثالوث بشير محمد سعيد والمحجوبان. وفي التحرير محمد ميرغني والرشيد بحيري وعثمان علي نور ومصطفى امين والبريطاني مستر بيتر وعم صبحي في الادارة وامين محمد سعيد في التوزيع وبالمثل كانت الصحف الاخرى «الزمان» «الشعب» و«صوت السودان» والصحف الاستقلالية «الامة» و«النيل» و«انباء السودان» و«الصراحة»، ومجلات اسبوعية واشهرها «الناس» لصاحبها محمد مكي محمد ومن المحررين حسني حواش وحسان محمد أحمد ومحجوب عمر باشري وآخرون أحفظ اسماءهم، وخلال الأعوام: 1970/60ظهرت وكالات انباء اولها كانت «وكالة الانباء السودانية» واصحابها الاوائل د. احمد السيد حمد وعبد الله عبيد وانتقلت الملكية الى عبد الكريم عثمان المهدي. وهناك وكالة الأخبار الافريقية لصاحبها عبد الرحمن مختار الذي اصدر في العام 1961م صحيفة «الصحافة»، الوكالة الثالثة الأخبارية اصدرها ادريس حسن باسم «لونا» عام 1969م. فليسمح لي القراء قبل ختام هذه المذكرات عن مسار الصحافة السودانية ان انقل باختصار شديد. ان مطلع القرن العشرين ابان الحكم الثنائي البريطاني المصري رأت الادارة البريطانية في السودان ان يكون لها جهاز اعلامي ولم يكن السودان في تلك الفترة يمتلك حريته وكان قد وفد مع حملة الغزو مترجمون من السوريين وقد عينوا في قلم المخابرات فسمح لهم ان يصدروا صحيفة عربية واوكل هذا الأمر لجورجي زيدان صاحب «الهلال» والمحرر اسكندر مكاريوس الذي اصدر في القاهرة بعد ذلك «اللطائف» المصورة واصدر الحكم الثاني ايضاً جريدة انجليزية واطلقت على الصحيفتين اسم «السودان». ويذكر ان الصحافة في مصر وبلاد الشرق كانت تحت اشراف الحكام والولاة. فقد نشأت الصحف في السودان في بادي الأمر لتأييد الاحتلال البريطاني. وكان انشاء اول جريدة في اوائل القرن العشرين 1951م وكما ذكرت اعلاه كانت تسمى السودان وكانت ذات نزعة بريطانية استعمارية آلت اصدارها للدكتور فارس عز وكانت تصدر مرتين في الاسبوع.. ومن الصحف البارزة بعد ذلك ظهرت جريدة «حضارة السودان» في العام 1919م، وصاحبها الامام عبد الرحمن محمد أحمد المهدي ورئيس تحريرها حسين شريف، وفي العام 1934م ظهرت اربع صحف دفعة واحدة ومنها «مرآة السودان» و«النهضة» وهما من اوائل الجرائد الاخبارية وفي العام 5391م صدرت «النيل» ومجلة «الفجر». وتوالت بعد ذلك اصدار الصحف الحزبية والمستقلة وابرز المستقلات «السودان الجديد» و«الرأي العام» 1945م ثم «الايام» في 3 أكتوبر 1953م. وبعد: ورغم تلك الفترة الطويلة لمسار الصحافة السودانية خلال قرن كامل إلا انه ما زال بعضها فقيرة في موادها وأخبارها وتحليلاتها للأخبار والاحداث العالمية وتفتقر ايضاً الى الخبطات الصحفية وليس بها محررون اختصاصيون فالمحرر الذي يكتب في السياسة. يكتب في الاقتصاد والاجتماع والفن واحياناً الرياضة.