في سابقة.. تعدى أحد اللصوص بالسرقة، سرقة من؟ سرقة منزل رئيس الوزراء وسرقة ماذا؟ سرقة سلاح حارسه! يا للمهانة.. حدث هذا إبان فترة حكم الأحزاب السابق. في «فترة» سقطت فيها المدن السودانية الواحدة تلو الأخرى وشارف التمرد مدينة كوستي. وصادف أن اجتمع فيها نفر كريم من السودانيين بالكويت لاستقبال السيد الصادق تحدوهم أشواق «التغيير» للأحسن وكانت السلطة قد واتته ساعتها «كرت» ليتحدث ويفاجيء الجميع بالحديث عن مشكلة الصحراء الغربية ومطالب جبهة ثوار البوليساريو «حلوة دي». وينفض الحشد والغصة تخنقه. ويرجع السيد للخرطوم للحديث عن تعويضات آل المهدي. «راحت عليك» مع الاعتذار للإعيسر شاعر الأغنية. وتمر أيام عجاف تغري العميد عمر حسن أحمد البشير باستلام السلطة.. فنرى بعدها البترول يتدفق والطرق تُعبّد والجامعات ترتفع لبضع وثلاثين وسد مروي العظيم يقف شاهداً، ويتحدث التلفون بعد أن كان «سُكُم بُكُم» بل يتعدى هذا ويرفدنا بالمحمول (Accessories Full Multimedia). وتصبح معينات الأمن الشرطة متقدمة ورائدة. ويأمن الناس هنا وهناك ويتوج الأمن بسلام في جنوب البلاد بعد أن واجه التمرد ند عنيد ووطني. والناس مشتبهون في إيرادهم وتفاضل القوم في الإصدار عمري لقد أوطأتهم طُرُق العلا فعموا فلم يقفوا على آثاري لو أبصروا بقلوبهم لاستبصروا وعمى البصائر من عمى الأبصار وسترتها بتواضعي فتطلعت أعناقها تعلو على الأستار سمعنا في الأخبار عن إجتماع السيدين مع السيد الرئيس ولكن «سيد» هذه المرة عن جدارة واستحقاق لكل ما تقدم من إنجاز وليس لإستحقاق صفوي أو طائفي، فتحدث السيد الصادق عن ميثاق إنتخابي «تاني» ولم يتحدث السيد محمد عثمان ودعى الجماعة للحشد متضامناً مع الأحزاب (March). وقد غاب عن الجماعة لعشرين سنة خلت والجماعة راجين يمنون النفس «ما قال بجي مالو ما جا». وإذا رجوت المستحيل فإنما تبني الرجاء على شفير هار سجلنا بالدائرة واحد أم درمان للإنتخابات القادمة. يا ترى لمن تصوت الجماهير بعد كل هذا؟؟ والأمر متروك لها وحدها.. ولكن.. فلتتذكر ما ذكرنا وأكثر.. ولا تفرط. حتى لا يكون حالها كحال أبي الحسن التهامي ساعة فقد ولده وسنده، فعبر عن مصيبته: إني وترت بصارم ذي رونق أعددته لطلابة الأوتار والنفس إن رضيت بذلك أو أبت منقادة بأزمة المقدار أثنى عليه بإثره ولو أنه لم يغتبط أثنيت بالآثار يا كوكباً ما كان أقصر عمره وكذلك عمر كواكب الأسحار وهلال أيام مضى لم يستدر بدراً ولم يمهل لوقت سرار عجل الخسوف عليه قبل أوانه فمحاه قبل مظنة الإبدار واستل من اترابه ولداته كالمقلة استلت من الأشفار فكأن قلبي قبره وكأنه في طيه سر من الأسرار إن يغتبط صغراً فرب مقمم يبدو ضئيل الشخص للنظار إن الكواكب في علو محلها لتُرى صِغاراً وهي غير صِغار أما باقان وعرمان أو عرمان وباقان دون تقديم أو تأخير. «الشريك» و«الشريك الوطني» يراقب في صمت «قول إيليا»: ولرب قائلة تعاتبني على صمتي وبعض القول حزُّ مواس فأجبتها لم تعلمي والخير أن لا تعلمي كم في السكوت فواجعاً ومآسي ويبقى الرمز رمز عز وفخار لهذا الوطن المجروح في كبريائه بصنيع بعض أبنائه الذين تحركهم الأهواء ولهم في صنيع الرفيق «نقد» بالاختباء «خير دواء». قصرت مسافته وما حسناته عندي ولا آلاؤه بقصار نزداد همساً كلما ازددنا غنى والفقر كل الفقر في الإكثار ما زاد فوق الزاد خلف ضائعاً في حادث أو وارث أو عار إني لأرحم حاسدي لحر ما ضمنت صدورهم من الأوغار نظروا صنيع الله بي فعيونهم في جنة وقلوبهم في نار لا ذنب لي قد رمت كتم فضائل فكأنها برقت بوجه نهار «لا خير في يمنى بغير يسار»