حاجة «سعاد» كانت دائماً تندب حظها الاسود في مسألة الانجاب، إذ أنها انجبت «41» بنتاً وقد سميت إحدى محطات المواصلات بالعاصمة عليهن وهي محطة ال«41» وكانت «سعاد» في كل مرة وهي «حبلى» تمني نفسها ب «ولد» يكون لها ركيزة ولاخواته فتأتيها «بنت» وآخر عنقودها كانتا «تؤام» وعندما علمت من النساء من حولها إنهما «بنتين حلوتين» غابت عن الوعي مرة وبعد ما فاقت من غيبوبتها «الكل» كان يقول لها كل شيء بأمر الله وكانت تردد لهم أن «البنات ولادة هم».. ولكنها الآن تغير رأيها تماماً عندما كبرت البنات وتعلمن وبعضهن تقلدن وظائف كبيرة وحملنها على «كفوف الراحة» ولم يتركنها للحظة حتى اللائي تزوجن فصارت تقول: «أسعد النساء هي التي تنجب البنات» وقالت بيتنا كان مثل «الوكر المهجور» ولكن بفضل «بناتي» أصبح جنة ولو كن أولاداً لما فعلوا ذلك!!! ? أما «كمال علي طه» استاذ الثانوي فقد تزوج ثلاث مرات حتى ينجب ولداً فكل واحدة منهن أنجبت ثلاث بنات وصار أباً لتسع .. وقال بعد ماكنت حزيناً لأن ذريتي كلها «بنات» الآن أنا سعيد بهن غاية السعادة لأنهن يغمرنني بالعطف والإهتمام الزائد أكثر من أمهاتهن وعندما تحس إحداهن إنني في حالة «زهج» تجلس بجانبي وتدردش معي حتى ترى إبتسامتي وغير ذلك هن حريصات على مظهري «يرتبن» ملابسي، وحتى سيارتي يتناوبن في «تنظيفها وتلميعها». ? ومن الأسر التي أنجبت بنات فقط أسرة «عبد الرحيم علي» الذي سميت على بناته «محطة البنات المشهورة بالكلاكلة الوحدة» وداخل بيته توجد «بقالة البنات» فقال أنجبت سبع بنات وكل واحدة بعشرة رجال وبعد عودتي من الإغتراب في السبعينات فكرت في بناء دكان في المنطقة لم يكن بها محل لبيع إحتياجات الأسرة ولم أحتج «لولد» يقف معي ف «بناتي» قمن بالواجب واستلمن مسئولية الدكان كاملة منى إلى أن تطور وأصبح كبيراً ولم تسألني واحدة منهن يوماً عن شيء حتى البضاعة يذهبن لها وأحمد الله كثيراًِ على هذه النعمة الكبيرة. كثير من الآباء والأمهات يتضجرون ويخيم عليهم الحزن عندما ينجبون «بنتا» لأنهم يعتقدون ان البنات لا يأت من ورائهن إلا «الخوف والقلق» لا سيما وأن المجتمع السوداني حتى قبل سنوات قليلة كان «يعشعش» في ذهنه أن البنت لا تجلب لأهلها غير «العار» ولكن هذه النظرة السالبة بدأت تختفي وتبدلت بنظرة إيجابية لان البنات في هذا الزمن فرضن أنفسهن داخل أسرهن ووسط مجتمع العمل والدراسة وأثبتن تفوقاً واضحاً على «الولد» بوعيهن وحبهن للمسئولية حتى صار «الآباء» الذين حباهم الله بإنجاب البنات يفتخرون ويتباهون بهن في المجتمعات. الشاعر «خليفة الفحيل» قال عندي سبع بنات وكل ماتولد واحدة احتفل بها أكثر من سابقتها ولم يحدث أن تألمت يوما لأنني أنجبت «بنتاً» بل أكون سعيداً وأنظم أحلى القصائد فيها وقال كتبت حوالي «501» قصيدة لبناتي ولم أكتب حرفاً لزوجتي التي أنجبتهن لي.. وقال أنا أعرف قيمة المرأة فهي نصف المجتمع وكل البيت ولكن ما زال هناك رجال يلعنون أنفسهم لأنهم أنجبوا «البنات» فهم لا يعرفون بأنهم لو أحسنوا تربيتهن وعلموهن وزوجوهن سيدخلون الجنة. الباحثة الاجتماعية «نهلة حسن البشير» قالت: اذا انتبهنا الى حالة أية أسرة ذريتها بنات فقط نجد أنها تعيش في هناء ولطف، عكس الأسرة المختلطة أو التي بها «أولاد» إذ تكون حالتها متوترة تفتقد الهدوء والترتيب والنظام، وقالت إن البنات من غير «ذكور» يمثلن فاكهة للأم والأب فهن يداعبن والديهن ولا يخفين مشاعر الحب والعطف على الوالدين وعندما يكبرن لا يفكرن إلا في سعادتهما وراحتهما لان البنت بطبعها حنينة وعطوفة ومخلصة لاتنسى ما فعله والدها من أجلها لذلك تعمل المستحيل حتى تعوضهما وبإستطاعتها أن تحل محل والدها عكس الأولاد فهم لا يبالون بالمسئولية أبداً إلا ماندر منهم..