(العانس) هي امرأة تخطت سن الزواج، وهناك فرق بين سن الزواج وسن الانجاب وهي كذلك امرأة تعاني من كثير من المشاكل المجتمعية، بداية ببيئتها، ثم الشارع العام الذي ينظر للفتاة التي لم تتزوج نظرة غريبة كأنها من فعلت في نفسها ذلك وهناك من سرقها الزمن لتلتفت للواقع وتجد ان القطار قد فات.. وبالتالي تضيق على نفسها المزيد من الخيارات..!! بورة: خالدة محمد قالت انها تزوجت في سن صغيرة جدا بسبب ان امها كانت قد ادخلت في راسها فكرة انها لابد ان تتزوج في عمر صغير، والا سوف (تبور)، وكل الناس منها بكثير، مما جعلها تتعب جدا وتحس بانها قد كبرت بزيادة عشرين عاماً، وتقول: (بصراحة لن اترك ابنتي تتزوج في سن صغيرة وسأدعها تاخذ كل فرصها في الحياة من دراسة وعلاقات عاطفية حتى لايحدث لها كما حدث معي وفكرة انها (ستبور) هذه لن اتفوه بها مطلقا. مسؤولية: ماجدة اسماعيل تقول انها لم تتزوج لانها تحملت مسؤولية اهلها منذ وقت مبكر، بسبب ان والدها اصيب في حادث سير مما جعله مقعداً، وهي البنت الوحيدة لابيها وامها، وهو ماجعلها تحمل على عاتقها هذه المسؤولية الصعبة، ومن هذا الباب دخلت في اطار العوانس من اوسع ابوابه، ورغم ان هناك من كان يتقدم لخطبتها، لكنها كانت ترفض بحكم ان والديها في حاجة اليها وانها اذا تزوجت لن تستطيع حمل مسؤوليتها كزوجة ومسؤولية والديها معا، اما الان فليس هناك من يطلب يدها، لانها تقدمت في السن بعض الشئ، مما قلل فرصها في الزواج والانجاب، وتقول ماجدة: ( لست نادمة فوالدي كانا في امس الحاجة لي، واذا تزوجت فهذا خير اما اذا لم يحدث نصيب فهذا امر الله). دا ولدك.؟ ست النساء ابو زيد موظفه تقول: نعم انا عانس.. لكني لن اتزوج ولدا يصغرني بعدد من السنوات لان الاولاد الذين يقبلون على الزواج من نساء اكبر منهم يريدون الحياة على اكتافهن ولا يريدون الاجتهاد، وانا لن ادخل نفسي في حرج، خصوصاً ان تواجدنا في مكان عام، حيث سيردد البعض عبارة: (دا ولدك)..؟؟ وتتساءل بسرعة: (طيب في الحالة دي انا امشي وين..؟؟). تضحية: معلمة تقول انها تزوجت من اجل تلك النظرة التي تقابلها بها طالباتها وهي تسمع بعضهن يناديها ب(البايرة) لذا اقدمت على الزواج من شاب يصغرها بعدد من السنوات ولكن تركت له خيار ان يتزوج بواحدة اخرى اصغر منها، حتى انها اشترطت عليه الزواج باخرى حتى ينجب، لانها لا تنجب وهي لاتريد ان تحرمه من الانجاب..! ضرورة دراسة: يقول الباحث الاجتماعي (محمد الخليل) ان فرص وخيارات المرأة تقل كلما تقدمت بها السنوات، واكد ان كثيرا من النساء اللائي لم يحالفهن الحظ في الزواج داخل المجتمع السوداني، من الشرائح المثقلة الكاهل بالمسؤوليات والتى تتطلب منهن اللهث وراء مطالب الحياة، دون الانتباه لسنوات العمر التى تتسرب من بين اصابع الحقيقة، وحتى يأتي ذلك اليوم الذى تكتشف فيه الفتاة أن قطار الزواج قد غادر محطتها بلاعودة، ويشير الخليل الى ان هواجس ضيق الفرص هو اكثر مايثير قلق النساء، وتحديداً في المراحل العمرية المتوسطة مابين الامل واليأس، لذلك فضرورة مراعاة المرأة للخيارات ودراستها امر حتمي حتى لاتقع في شباك الخطأ، وتتزوج بصورة خاطئة، مما يعزز لديها الحزن والاكتئاب، وبالتالي يكون الزواج نفسه هو (كارثة) بالنسبة لها. جوليا سيداحمد