حين كان أبوموسى الأشعري رضي الله عنه والياً على الكوفة غضب على أحد السوقة من رعيته فجلده عشرين سوطاً وحلق رأسه. فشكا الرجل الى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة.. فقال عمر: «لأن يكون الناس كلهم على صراحة هذا الرجل أحب إلىّ من جميع ما أفاء الله علىّ». وكتب الى أبي موسى الأشعري يقول: - «سلام عليك.. أما بعد فإن فلاناً أخبرني بما كان منك فإن كنت فعلت ذلك في ملأ من الناس فأقعد له في ملأ من الناس حتى يقتص منك، وإن كنت فعلت ذلك في خلاء من الناس فأقعد له في خلاء من الناس حتى يقتص منك». - فلما قدم الرجل على أبي موسى قال له الناس: «أعف عن الأمير»، فقال الرجل: - «لا والله لا أدعه لأحد من الناس..» فقعد أبوموسى كما قال عمر ليقتص منه الرجل، فرفع الرجل رأسه الى السماء وقال: «اللهم أشهد إني قد عفوت منه».