(( لا أصعب على البعض من أن يرى أحداً بقربه ينجح، فالنجاح أكبر جريمة يمكن أن ترتكبها في حقه، لذا قد يغفر لك ما دون ذلك، لكنه لن يغفر لك نجاحك! وكلما -بحكم المهنة أو المؤهلات- ازدادت قرابته منك، ازدادت أسباب حقده عليك، لأنه لا يفهم كيف وأنت مثله في كل شيء، تنجح حيث أخفق هو!! جارك، أو زميلك الذي لعبت وتلاهيت معه، وعملت معه، لو غرقت لجازف بحياته لانقاذك من الغرق، لكنك لو نجحت في اختبار ما ورسب هو، وستذهب إلى ارتقاء عتبة جديدة من النجاح، ويبقى هو مستنداً الى حائط الاخفاق، تأكد أنه ذات يوم ستخرج من مسدسه رصاصة ترديك قتيلاً، مكفناً بنجاحاتك))! ما جاء بعاليه مقطع من رواية «عابر سرير» للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، تداعت أمامي وأنا أنظر لحال كثير من أهل الفن والابداع والاعلام، وأرى تناحر «ذوي القربى» وظلمهم لبعضهم البعض، والذي يكون أشد مضاضة على النفس من وقع السهام المهند!! فالناجحون يُحارَبون، وتستل لهم سيوف وخناجر من أغمادها، ويضمر لهم الشر، وتأتيهم الطعنات متلاحقة، من بين أيديهم ومن فوقهم ومن تحتهم، كلها تريد تمزيق صكوك النجاح التي حازوها دون الآخرين، وتعمد على ايقاف هذه النجاحات، ولو... بالدم!! عزيزي القارئ انظر حولك بتمهل، ثم اقرأ المعوذتين، وحينما تراهم لا تقسو عليهم، بل ترفق بهم، فهم يحتاجون شفقتنا، لا قوة بأسنا!!