تستضيف جماعة الفيلم السوداني ونادي السينما السوداني بالتعاون مع منتدي دال الثقافي المخرج المصري الكبير واستاذ السيناريو بالمعهد العالي للسينما في الفترة من «6 حتى 21» فبراير د. محمد كامل القليوبي. تتم في هذا الاسبوع عروض لأفلام المخرج الروائية والتسجيلية: «ثلاثة على الطريق» بطولة محمود عبد العزيز وعايدة رياض وهو من انتاج سنة 3991م وقد فاز الفيلم في مهرجان السينما العربية في باريس. وفيلم «البحر بيضحك ليه» بطولة محمود عبد العزيز ونجاح الموجي ونهلة سلامة وهو فيلم فاز بجائزة نجيب محفوظ في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 4991م. وفيلم «خريف آدم» بطولة هشام عبد الحميد وجيهان فاضل وفاز الفيلم بجائزة أحسن فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي عام 2002م وفيلم «أتفرج يا سلام» بطولة هاني رمزي وناجي المصري وحنان ترك. كما يتم عرض أفلامه التسجيلية( محمد بيومي رائد السينما المصرية) وفيلم «اسطورة روز اليوسف» وفيلم «تموت الظلال ويحيا الوهج» وفيلم «نجيب الريحاني في ستين ألف سلامة». يعد د. محمد كامل القليوبي أحد المخرجين المصريين الذين امتازوا بالرؤية السينمائية الغنية والجادة في شق طرق جديدة للفيلم المصري. وهو بالإضافة لذلك ناقد سينمائي وله عدة كتب في السينما منها «السينما وذاكرة العالم ومحمد بيومي». السينما التي ظهرت منذ البداية كاختراع تكنولوجي يتمكن من تصوير الحركة، والتي عدت في نظر من اخترعوها كأحد ألعاب الحواة للعرض في الأسواق والكرنفالات المحلية، بدأت بخاصية مدهشة لم تدرك إلا فيما بعد وهي قدرتها على الإمساك بالزمن والاحتفاظ به للمرة الأولى في تاريخ البشرية مع امكانية إعادته في أي وقت بالصورة ثم بالصوت أيضاً إلى جانب الصورة بعد سنوات قليلة من ظهورها ثم ما لبثت السينما وتبعاً لهذه الخاصية ان قامت بتسجيل الذاكرة البصرية السمعية لعالم كامل. ولم يدر في خلد أصحاب اللقطات الأولى التي صورتها السينما بدءاً من الالبوم العائلي المصور للأخوين لوي وأوجست لوميير وحتى لقطات ميدان الاوبرا في باريس والقطارات التي تتحرك عبر الشاشة ومع مرور الزمن ستصبح هذه اللقطات جزءاً محفوظاً من ذاكرة العالم. بدأت السينما مباشرة وبمجرد دوران آلة تصويرها في حفظ التاريخين الحديث والمعاصر وتسجيلهما، فلقد أصبح العالم مع ظهورها ذاكرة بصرية محفوظة وكل لقطة صورتها السينما تكتسب أهميتها أساساً من إمساكها بلحظة أو بفترة من الزمن لا يمكن استعادتها إطلاقاً. وعندما أصبحت السينما فناً تخطت مرحلة التسجيل العشوائي للأحداث لتفتح آفاقاً مهمة أمام العالم على المستويين الروائي والتسجيلي، لقد أصبحت شاهداً على عصرنا يعبر عن رؤية تجاه أوضاعه وقضاياه شاهداً لا يكتفي برصد الواقع وإنما يمتد إلى رؤيته وتحليله. كما تمكنت السينما من الاحتفاظ بالأعمال الابداعية لفنانين رحلوا عن عالمنا وسجلت صورة حية لإبداعات أجيال إنصرمت وأعادت صنع وتجسيد الأزمنة الماضية والتاريخ السابق لها على ضوء كل ما أمكن الوصول إليه من معلومات وصور وأشكال لمختلف الحقب التي عاشتها البشرية، وامتدت لتسجل تصوراتها للمستقبل لتحاول قراءته وتأمله والتنبؤ به على ضوء المعطيات التي يقدمها الحاضر. كل ما في السينما زمن حاضر، وهو يكتسب حضوره من خاصية أننا عندما نعيد عرض الشرائط السينمائية فإننا نعيد سريان الزمن الماضي الذي كان حاضراً وقت تصويره في الحاضر الآني، ونعيد قراءته بصورة متجددة دائماً مع مرور الزمن، وكل لقطة تصورها السينما لا تكتسب أهميتها بما تصوره فحسب ولكن أيضاً علي نفس الدرجة من الأهمية بمن يقوم بتصويرها وبالزمن الذي تصور فيه، وبمدى تعبيرها عنه، وليس كالسينما فن يمكنه ان يفعل ذلك. د. محمد كامل القليوبي من مقدمة كتاب «السينما وذاكرة العالم».