هل تستأنف غدا الانثين محادثات السلام اليوغندية بين جيش الرب وحكومة كمبالا التى تستضيفها جوبا، كما بشر بذلك وسيط المفاوضات نائب رئيس حكومة الجنوب الدكتور رياك مشار، وفى حال استجابت كمبالا لاستعداد جيش الرب للتفاوض الذى عبر عنه فى جوبا نهاية الاسبوع الماضى، ماهى فرص التوصل الى سلام فى ظل المتغيرات الاخيرة التى طالت البنية الاساسية لمنظومة جيش الرب بتغيب نائب زعيم التنظيم قسرا عن مشهد التفاوض وهو الرجل الممسك منذ العام 2005 بملف المحاولات واللقاءات التى سعت لايجاد حلول سلمية لأزمة شمال يوغندا، هذه الاسئلة تتناسل عنها اسئلة اخرى، حول جدوى هذه العملية التى ترعاها حكومة جنوب السودان وهى لم تراوح مكانها منذ انطلاقها فى يوليو من العام 2006 ومرورها بعدة جولات من التفاوض، وحول امكانية التوصل الى سلام حقيقى قبل الموعد المضروب لنهاية التفاوض وهو مارس المقبل . ومع استمساك الوسيط بحبلى الصبر والتفاؤل ، فان هناك ثمة معطيات جديدة من شأنها وضع عراقيل امام مسار التفاوض ، فالتغيير الذى اجراه زعيم جيش الرب جوزيف كونى بتولى ديفيد مسانق رئاسة وفده للتفاوض بدلا عن مارتن أوجول الذى تولى رئاسة الوفد منذ انطلاق المفاوضات يكشف عن اهتزازات داخل منظومة جيش الرب وتصفية لفريق الحمائم داخل التنظيم ، ويجسد ذلك بشكل اوضح المصير المجهول لغياب نائب رئيس التنظيم فنسنت اوتى الذى توفى منذ اكتوبر الماضى ولا يزال الجدل محتدماً حول اسباب الوفاة مع ترجيح الانباء التى تحدثت عن تصفيته عسكريا من قبل القائد جوزيف كونى بتهمة التجسس. استئناف المفاوضات فى غياب اوتى وعدم بيان ملابسات وفاته، واستبدال رئيس وفد جيش الرب، مؤشرات لا تشجع على التفاؤل بالتوصل الى حل للازمة على الاقل فى المدى القريب، لان هذه التغييرات تكشف انعدام الثقة بين كونى ومعاونيه كما انها تطرح اسئلة حول مدى التفويض الممنوح لفريق التفاوض من قبل جيش الرب خصوصا والمفاوضات تذهب الى النهايات التى تتطلب قرارات حاسمة وبتفويض كبير، الرئيس الجديد لوفد جيش الرب المفاوض فى اول ظهوراعلامى له بجوبا، أكد التزام حركته بالسلام وان لا بديل للحوار، فهل يفلح فى الايفاء بالتزامه ؟ .