اكتسبت ولاية الخرطوم اهمية كبيرة فى الانتخابات اختلفت عن بقية ولايات البلاد الاخرى لكونها تمثل سوداناً مصغراً ومركزاً للحراك السياسى والثفافى والاقتصادى لذلك تسابق على حكمها ولاة فى عهد الديمقراطيات السابقة من جميع مناطق البلاد المختلفة وحتى فى عهد الانقاذ التى تعدد الولاة فى ظل حكمها من الولايات على الرغم من ان نظام الحكم فيها كان خليطاً بين الديمقراطية والشمولية،والآن بعد اتجاه البلاد للحكم الديمقراطى ودخول العملية الانتخابية بالبلاد مراحل متقدمة عقب اعلان معظم القوى السياسية مرشحيها لتقلد منصب والى ولاية الخرطوم فى الانتخابات المقبلة يتسابق على حكم الولاية اربعة مرشحين يمثلون الاحزاب الكبيرة فى البلاد اعتمدتهم المفوضية القومية للانتخابات رسميا كمرشحين للولاية ابرزهم د. عبدالرحمن الخضرالوالى الحالى ومرشح الوطنى ود. الطاهراحمد حمدون مرشح المؤتمرالشعبى والقيادي ادوارد لينو عن الحركة الشعبية واللواء ابوقرجة محمد مرشح حزب الامة القومى،فيما اعلن المهندس الطيب مصطفى رئيس منبرالسلام العادل انسحابه من الترشح للمنصب لمبررات ذكرمنها فى اتصال هاتفى اجريته معه قبل ايام بأنه لايرغب فى تشتيت الاصوات عن الوطنى مناهضا فى ذلك حديث د.حسن عبد الله الترابى - الامين العام للمؤتمرالشعبى الذى دعا القوى السياسية الى تشتيت الاصوات عن مرشح الوطنى لرئاسة الجمهورية الرئيس عمرالبشيرحتى لايحظى بولاية جديدة. عموماً اعتمدت المفوضية معظم استمارة ترشح هؤلاء المرشحين،كما بدأ المرشحون فى اعداد برامجهم الانتخابية -بل ان البعض منهم دشن حملاته الانتخابية بالمركزوالولايات كمرشحى الوطنى والشعبى. ولكن السؤال الذى يفرض نفسه ما الذى ينتظره الناخبون من هؤلاء المرشحين خاصة وان ولاية الخرطوم تعانى من المشاكل العصية على الحلول لاسيما فى جانب الخدمات الاساسية من صحة وتعليم ومياه وطرق وكهرباء، علاوة على الفقرالمدقع الذى تصل نسبته ل(70%) الذى بسببه ترك معظم سكان الولاية الاصليين العاصمة وهاجروا الى الولايات،كما ان غلاء المعيشة بالعاصمة مقارنة بالولايات يقف تحدياً ماثلاً امام المرشحين. ويرى مراقبون لسباق المرشحين لولاية الخرطوم ان الوالى الحالى د. عبد الرحمن الخضريعتبر أقرب المرشحين للفوز،والمراقبون بنوا اعتقاداتهم هذه على جملة من الافتراضات منها ان الخضررغم قصرفترته فى الولاية إلاّ انه اكتسب شعبية طاغية تفوق بها على من سبقوه فى حكم الولاية،كما تبنى جملة من الخطط ضمن محاوره السبعة التى أعلن عنها قبل وقت طويل من الانتخابات لمعالجة القضايا الحساسة التى تهم الناخبين مثل قضايا الفقروالتشرد والنزوح والمياه، فضلا عن فرص حزبه الكبيرة للفوزبرئاسة الجمهورية وبقية المناصب السيادية فى الدولة خلاف منافسيه،كما ان خروج زعيم الانفصاليين المهندس الطيب مصطفى عن العملية الانتخابية فتح الباب واسعا امام الخضروإهداه فرصة على طبق من ذهب للفوزبالمنصب،وان كانوا يرون ان لينو سينافسه على المقعد لاكتسابه شعبية فى الولاية لاتقل عن شعبية الخضر. ويقلل المراقبون من فرص بقية الناخبين لاسباب بينوها فى ان معظم الناخبين بالولاية لايعرفون عنهم شيئا لحداثة عهدهم بالانتخابات،كما ان برنامجهم الانتخابى الذى طرحوه لم يأت بجديد يلامس القضايا التى تهم الناخبين ،وان كان مركزا على قضايا الفقر وغلاء المعيشة. وكان د. عبد الرحمن الخضرمرشح الوطنى لولاية الخرطوم اعلن فى تدشينه لحملته الانتخابية ان برنامجه الانتخابى سيركزعلى معالجة اهم القضايا التى تؤرق الناخب فى الولاية مثل الفقروالنزوح والتشرد والتسول وغلاء المعيشة، بجانب العمل على اكمال مشروعات التنمية الإقتصادية من طرق وجسور ومعالجة قضايا السكن العشوائي،فضلا عن الاهتمام بجانبى الصحة والتعليم عبر انشاء المزيد من المستشفيات والمراكزالصحية والعمل على استيعاب كافة خريجى الجامعات على مراحل فى الخدمة العامة بالولاية. ويراهن جودة الله عثمان مستشاروالي الخرطوم على نجاح الخضرفى الفوز بمنصب الوالى،وقال ان كافة الفرص مواتية له بالفوزبمنصب الوالى و،عدد جودة الله فى حديثه ل(الرأي العام) جملة من بينها،ان الخضرتبنى منذ قدومه للولاية القضايا الضرورية التى تهم المواطن حيث عمل على معالجة الفقر والعطالة بتمليك الخريجين الذين كانوا عاطلين عن العمل مشاريع صغيرة مولت من الاستثمارات الخاصة بالولاية بعيداً عن الموازنة،اضافة الى جهوده الحثيثة لانهاء قضايا التشرد والتسول والباعة الجائلين وبائعات الشاى التى يسعى لحلها جذرياً فى العام الجارى،كما اهتم بمعالجة مشكلة المياه عبر التعاقدات مع الشراكات الخارجية لتأهيل الشبكات القديمة واجراء عملية احلال وابدال لها، واضاف : لذلك هوالمرشح الاوفر حظاً بالفوزمن بقية منافسيه. من جانبه يؤكد اللواء محمد ابوقرجة كنتباى مرشح حزب الامة القومى لمنصب ولاية الخرطوم على اكتساحه للانتخابات واقصاء مرشح الوطنى، وقال فى حديثه ل(الرأي العام) ان حزبه قادرعلى اكتساح انتخابات رئاسة الجمهورية ناهيك عن الولاية،واضاف انه اى الحزب يعتبرمن اكبرالاحزاب التى تتمتع بقاعدة جماهيرية فى البلاد،لكن ابوقرجة عاد ورهن فوزه بمقعد الولاية بتوافر انتخابات حرة ونزيهة بعيدة عن عمليات الغش والتزوير،مؤكداً ان الولاية تحتاج الى التغيير،واعترف بقوة خصمه مرشح الوطنى وقال ان حظوظه فى الفوز اوفر ولكننى أعول على مواطنى الولاية الذين أشعر انهم يرغبون فى التغيير،واشارأبو قرجة إلى ان برنامجه الانتخابى يركزعلى ثلاث قضايا اساسية هى محاربة الفقربالولاية وغلاء المعيشة وتحقيق الديمقراطية والعدالة بين المواطنين.