عفواً عزيزنا د. نافع علي نافع السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ترددت كثيراً في الخوض في موضوع تسمية مرشحي المؤتمر الوطني في بعض الدوائر ولكن رجعت الى مقولة لا خير فينا ان لم نقلها، مرد هذا التردد اعجابنا الشديد بشخصية د. نافع بسمته القوى ووضوح كلماته في غير مواربة لتصل للجهة المعنية من غير متون وحواشي وبرغم ما ذكرت في صفات هذا الرجل الذي نتشرف كثيراً بانتمائه لمنطقتنا نقول لك عزيزنا نائب رئىس المؤتمر الوطني للشئؤن السياسية: دائرة المتمة ومنذ خمسينيات القرن الماضي ظلت ختمية الانتماء والمزاج حتى العام 1986 حين عدها الاتحادي الديمقراطي من دوائره المقفولة دون نزاع ولكن ظهر فيها الشهيد د. أحمد البشير الحسن الذي كان بالوكالة الاسلامية في الثمانينيات بقوافله الصحية وندواته الدينية وطوافه على القرى بخطوات متوضئة وبأعين صائمة وهو ما اكسبه حب الناس وخلق له وزناً ومكانة في نفوس اهل المنطقة لذا شهدت الدائرة أعنف حالات التنافس وحازت على اهتمام الناس في الولاية والمركز، ولم لا فالمرشح عن الحزب الاتحادي الديمقراطي السيد عبد الحكم طيفور الرقم الاتحادي الكبير والتاجر المتمرس والرجل ذو الايادي البيضاء على المنطقة وتشهد بذلك العديد من المرافق التي انشأها بمنطقته المقاوير والمرشح عن الجبهة الاسلامية الشهيد د. أحمد البشير الحسن الرجل الذي شهد له الكل بالاستقامة وبلاغة الحجة يدعمه حب الناس له بما عرف عنه من حسن الخلق وسيرته التي سبقته بمجاهداته في جبال افغانستان وذكرياته فيما بعد عن بشاور ومجالدة الروس، وتجلى ذلك حتى في ندواته عن برنامجه الانتخابي فلم يكن يمني الناس بوعود خلب او اماني يستعصى تحقيقها ولكن كل وعده للناس التمسك بحبل الله المتين، وشهدت منطقتنا اشرس معركة انتخابية بالولاية وظلت محتدمة حتى آخر يوم وبنهايته كان الفوز للسيد عبد الحكم طيفور وما زلنا نتذكر المشهد الرائع للشهيد الرجل الامة وهو يتقدم مهنئاً ومحملاً اياه امانة الدائرة وآمال اهلها ليحملها معه للاخوة في البرلمان وهنا تأتي اسئلتنا المشروعة وهي: 1/ عندما تمت تسمية المرشحين لدائرة المتمة وكان ابرزهم كمال علي مدني - عبد الحكم طيفور- ود. حسبو وآخرين واحرز السيد كمال علي مدني المرتبة الاولى في اختبارات الكلية الشورية بفارق (187) صوتاً من عبد الحكم والمتتبع لأحوال المنطقة لا يستغرب هذا الفارق الكبير، فالسيد كمال يحفظ المنطقة عن ظهر قلب ولم لا فالرجل سلك درب من سبقه في هذا الطريق ألا وهو العالم العامل والراحل المقيم د. مجذوب الخليفة، نعم كان الراحل كما يقول اهل منطقتنا «جمل شيل وضل مقيل» يلقى اهلنا على عاتقه كل همومها وآمالها لا يكل ولا يمل يأتيه اهل الدائرة فجراً بمنزله «بالقيادة العامة فمنهم من له مظلمة ومنهم صاحب الحاجة ومنهم طالب وظيفة، ويظل الفقيد واسرته في خدمة اهلهم حتى ساعات متأخرة من الليل، نعم كان فقدنا في الدكتور مجذوب كبيراً ومصابنا جللاً فبكته الارامل واليتامى والطلاب وفقدته المنابر ودور العبادة وبكته قرى الدائرة كأن لم تبك احدا من قبل فنسأل الله ان يجزيه بقدر ما قدم لاهل منطقته، وان يعين ابنه محمد على تحمل مسئولية هذا الارث العظيم. نعم عرف السيد كمال الدائرة من بقروسي شمالا وحتى الحقنة جنوباً، فمنذ بداية التسعينيات حينما جاءت به الانقاذ من دول الخليج اميناً عاماً لجهاز المغتربين وانخرط هذا الرجل مع ابناء المنطقة في همومهم وآمالهم وفي افراحهم واتراحهم فكان من الطبيعي وبساطة اهلنا في المنطقة ان يحمل همهم في البرلمان من يأتيهم لسرادق العزاء معزياً ولخيمة الفرح مباركاً وكان الفرق الشاسع في عدد الاصوات الممنوحة للمرشحين وهذه سنة الحياة فلكل زمان رجال، ولكن جاء ترشيح المؤتمر الوطني للسيد عبد الحكم طيفور ليكون مرشح المؤتمر الوطني بالدائرة وهنا تأتي الاسئلة الأخرى لابناء المنطقة وهي: 1/ اذا كان المؤتمر الوطني يصر على ترشيح عبد الحكم طيفور منذ البداية لما هذا الدوران الطويل للوصول الى عبد الحكم طيفور؟ 2/ اذا كان المؤتمر الوطني يريد رد الجميل لعبد الحكم طيفور والذي لا يشك احداً في وطنية وحبه لاهله فهل استوثق المؤتمر الوطني بفوزه بالدائرة؟ حتى يجازف في هذه الدائرة العتيدة والعتيقة وبجذورها الاتحادية؟ هنالك اسماء شابة ونشطة وفاعلة في الولاية والمنطقة وفي المركز كان يمكن للمؤتمر الوطني ان يقدمها كمرشحين، وبغض النظر عن الدوافع التي أدت لاختيار السيد عبد الحكم بديلاً عن السيد كمال، وهنا يمكننا التساؤل مرة اخرى لم الدخول في مخاطرة غير مأمونة العواقب؟ خاصة بعد سماع ارهاصات بزيارة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني للدائرة لمباركة احد مرشحي حزبه ، وكذلك نزول المحامي الشاب والنقابي المتميز ذو العلاقات المميزة في المنطقة علم الدين الخواض مرشح مستقل ونخلص من كل هذه الاسئلة إلى أن الدائرة قد دخلت في حيرة من أمرها، وفي حسابات هم في غنى عنها فالمؤتمر الوطني هو الحزب الذي في عهده افتتح طرق التحدي لتختفي معاناتهم الطويلة في الوصول الى الخرطوم كذلك تم تحقيق حلمهم عبرالحزب الحاكم والذي ظل يراودهم لخمسين عاماً بافتتاح جسر البشير (شندي - المتمة) وكذلك تمت انارة قرى المنطقة شمالاً وجنوباً وتم ربطها بالشبكة القومية، وكلها انجازات لا ينكرها إلا من في عينه رمد وفي قلبه مرض وكلها جمائل طوقت اعناق اهالي المنطقة ويريدون ردها لرمز السيادة الوطنية عمر البشير عبر مرشحهم القوي الامين الذي رسموه في خيالهم وعضدوه باختيار اهل الشورى بالمحافظة والولاية ولكن جاء قرار اولي الامر بخلاف ذلك مخالفاً لآمال اكثر من (85%) من أبناء المنطقة، ومع ذلك نأمل ان يصوت اهل الدائرة لمرشح المؤتمر الوطني المعتمد من قبل المركز إكراماً لسفر انجازاته المشهودة بالمنطقة والسودان عامة، وكما قال السيد كمال علي مدني انه لا رأي له فوق رأي الحزب وانه ايضاً لم ولن يخالف قرارات الحزب منذ ان كان بالرداء المدرسي، وننوه بالانتباه لاحتدام المنافسة في هذه؟ الدائرة بعد التطورات الاخيرة قائلين قبل الرماة تملأ الكنائن، فهل حدث هذا؟، نأمل ان لا تسبب هذه الدائرة الصداع لنا جميعاً اهالي المنطقة. والله المستعان