يواجه الجيش الشعبى لتحرير السودان تحديات داخلية وخارجية ، فهو يسعى وبمساعدة امريكية فى التحول الى جيش نظامى اكثر انضباطا واحترافية مما كان عليه ايام الحرب الاهلية التى استخدم فيها تكتيكات حروب العصابات، --- وفى المرحلة الانتقالية الراهنة من جيش مقاتل فى حركة تمرد الى جيش نظامى يحرس منطقة تتمتع بحكم شبه ذاتى وتطل على حدود دولية مع اكثر من دولة، ورغم ذلك وقعت العديد من الاحداث ذات الصلة بالانضباط وحداثة التكوين، وحملت الاخبار امس مقتل (81) شخصا فى اشتباكات بين عناصرالجيش الشعبى وافراد من قبيلة المسيرية في ولاية الوحدة، وقال المتحدث باسم الجيش الشعبى ان قبيلة المسيرية بدأت بهجوم مفاجئ اسفر عن سقوط (6) جنود ومدني واحد، فيما تم العثور ايضا على (8) جثث من افراد قبيلة المسيرية، بالاضافة الى مقتل (3) أشخاص من الطرفين في هجوم سابق، والحادث سيناريو متكرر لحوادث كثيرة واحتكاكات بين عناصر الجيش الشعبى وافراد قبائل من الجنوب والشمال معا، سرعان ما تشتعل تلك الاحتكاكات لغياب حساسية التعامل مع مثل هذه الاحداث لغياب التدريب للجيش الشعبى الذى لا يزال يتعامل بسلوك المحارب القديم فى الغابة. التحديات الخارجية تتمثل فى الحدود الطويلة نسبيا التى على الجيش الشعبى حمايتها، والتعامل مع الاحتكاكات التى تحدث على تلك الحدود، وفى اكثر من حادثة كادت العلاقات السودانية الكينية المتميزة تتوتر بسبب تصرفات عناصر الجيش الشعبى الذى اوقف من قبل وزيرا كينيا من زيارة منطقة لوكوشينكو، وكما ترى الصحافة الكينية تصاعد اعمال العنف القبلية على الحدود ناتجاً عن تواطؤ الجيش الشعبى او عجزه عن حماية الحدود ومن تلك الاحتكاكات، هجوم افراد من قبيلة التبوسا منتصف اكتوبر الماضى على حامية عسكرية للجيش الكينى فى نادابال، اسفرعن مصرع (61) كينياً بينهم قائد حامية عسكرية حسب ما تناقلته مصادر اعلامية، وكاد يحدث ازمة دبلوماسية بين البلدين لولا ان سارع الفريق سلفاكير بزيارة نيروبى وبتقديم توضيحات واتفق رئيس حكومة الجنوب والرئيس الكينى موى كيباكي على إنشاء لجنة أمنية بين الجانبين لمراقبة الحدود بين جنوب السودان وكينيا. وفى تطور جديد للتحديات الخارجية للجيش الشعبى نفى الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان، اللواء كوال ديم كوال، شنهم أي هجوم على قرية كنجيزي بشمال جمهورية الكنغو الديمقراطية حسبما قال حاكم اورينتال المتاخمة للحدود مع جنوب السودان، وأكد ديم في حديث ل (مرايا إف إم) إن قوات الجيش الشعبي متمركزة في مواقعها على الحدود، مشيرا إلى هدوء الأوضاع على المناطق الحدودية مع الكنغو. وكان حاكم منطقة اورينتال، اوستاي اوسينغا، اتهم الجيش الشعبي بعبور الحدود الكونغولية واحتلال قريتين متاخمتين للحدود بين الكنغو وجنوب السودان وبناء ثكنات عسكرية فيهما. وتواجد عناصر من الجيش الشعبى فى شرق الكنغو يمكن ان يفهم كجزء من الحملة المشتركة بين الجيوش الثلاثة الشعبى والجيش اليوغندى والجيش الكنغولى فى اطار ملاحقة عناصر جيش الرب اليوغندى، ولكن تواجدها فى شمال الكنغو يثير تساؤلات عديدة، كما ان هناك تقارير اعلامية تشير الى تواجد الجيش الشعبى على حدود افريقيا الوسطى، التى تسللت اليها عناصر من جيش الرب اليوغندى، والتحدى الذى اشرنا اليه يكمن فى ان هذه المنطقة على تخوم حدود هذه البلدان المتداخلة عبارة عن مسرح عمليات مكشوف بين جهات عديدة وحركات تمرد مناوئة لحكومات هذه الدول، ويصبح فى هذا المناخ وحالة الفوضى الامنية على الحدود من الصعب على الجيش الشعبى ضبط عناصره او التيقن من عدم انتحال شعار الجيش الشعبى والدخول به فى عمليات لصالح اطراف اخرى.