تواجه الحركة الشعبية هذه الايام حالة من التوتر والغضب نتيجة عصيان لقراراتها من قبل اعضائها البارزين على خلفية اعلان المكتب السياسي للحزب اسماء مرشحيه لمناصب الحكام وأعضاء المجالس التشريعية في الانتخابات القادمة. ----- حيث شككت قيادات كبيرة في الحزب في هذه الاسماء التي اعتبرتها غير مؤثرة في الوسط السياسي، كما وصفت بأنها لم تكن جزءاً من تاريخ نضالات الحركة، وأبرز القيادات ممن فجروا غضبهم في هذا الشأن العميد الفريد لادو قوي القيادي المعروف بالمشاكسة بالحركة الشعبية مستشار رئيس حكومة الجنوب للشئون الدبلوماسية الذي اعتاد هذه الايام على شن هجوم بشكل عنيف على قيادات الحركة وذلك منذ ان تم ابعاد اسمه من كشف مرشحي الحزب لمنصب حاكم ولاية الاستوائية الوسطى، فقد شدد قوي في مناسبات عدة ولا يزال على التمسك بترشيح نفسه كمستقل لهذا المنصب رغم اعتراضات المكتب السياسي، هذا وتماثل قوي في هذا التوجه قيادات آخرى بارزة في الحزب قدموا انفسهم كمرشحين مستقلين في الانتخابات القادمة امثال انجلينا تينج مرشحة ولاية الوحدة. واولوسيوس أجوكوك لولاية شرق الاستوائية وجوزيف باكو سورو لولاية غرب الاستوائية حيث نجم عن هذا التصلب والتمسك بالترشح كمستقلين من قبل هؤلاء القيادات لزعزعة وعدم استقرار في قواعد الحركة الشعبية، الامر الذي وضع كثيراً من اعضاء الحزب في حالة حيرة ودهشة حيث غير مدركين الى اين يتجهون ولمن سيصوتون في الانتخابات القادمة للمستقلين ام للذين جاءوا مرشحين من المكتب القيادي، واكد (قوي) الذي دشن حملته الانتخابية بجوبا انه قادم حاكماً لولاية الاستوائية الوسطى لا محالة، لاحداث تغيير جذري مضيفاً انه لن يسامح من اسماهم ب (القبليين والانتهازيين) في الحركة الشعبية مشدداً على الحفاظ على مبادئ واهداف الحركة في سبيل تحرير المهمشين على حد قوله.. وقال ان هؤلاء لم يكونوا جزءاً من تاريخ نضالات الحركة واعلن ان ترشيح نفسه كمستقل لا يخدم إلا مسيرة التحول الديمقراطي الحقيقي وليس مؤامرة على الحركة كما يرى البعض.. وفي ولاية شرق الاستوائية وصف (أولوسيوس أجوكوك) حاكم الولاية ابعاد اسمه من كشف مرشحي الحركة للانتخابات القادمة بالخطوة الجائرة ومؤامرة على مهمشي الولاية، ومن جهة انتقد المهندس (اليكو) القيادي بالحركة قرارات المكتب القيادي للحركة في ترشيح اعضائها للانتخابات القادمة، واصفاً ذلك بالقرارات العاطفية واضاف (اليكو) احد ابرز من ترشحوا كمستقلين من الحركة الشعبية لمنصب حاكم ولاية الاستوائية الوسطى في مؤتمر صحفي عقده في وقت سابق ان المكتب السياسي للحركة اجرم في حق المهمشين عندما ابعد رموزاً بارزة ومهمة عن ترشيحاته للانتخابات القادمة، مما أدى الى غضب وثورة وسط قواعد الحركة، مبيناً ان هذا الاجراء أدى الى تفكيك الحزب وتشتيت قياداته ليس فقط في الاستوائية بل في كل الجنوب. واكد (اليكو) ان مؤازريه البالغ عددهم (5) آلاف شخص قرروا عدم الادلاء باصواتهم في الانتخابات. وعلى الصعيد ذاته اكد (جوزيف باكوسورو) نائب سكرتير الحركة الشعبية لشئون الولايات بقطاع الجنوب الذي قدم نفسه كذلك كمرشح مستقل لمنصب حاكم ولاية غرب الاستوائية، أكد انه لن يسكت امام ما وصفه ب (الاجراءات الانتقائية اللافتة للنظر) التي اتخذتها الحركة في اختيار مرشحيها. والمعروف ان هذا الموضوع (أي موضوع تمسك بعض قيادات الحركة بالترشح كمستقلين) قد آثار غباراً كثيفاً وانزعاجاً واسعاً وسط قيادات الحركة أدى الى اجبار الفريق سلفاكير رئيس الحركة على اطلاق دعوة لعقد اجتماع للمكتب السياسي للمناقشة في هذا الموضوع الاسبوع الماضي.. الاجتماع الذي لم يفلح بالطبع في اقناع أي طرف من المستقلين . فقد انتقد (جيمس واني ايقا) نائب رئيس الحركة فكرة تمسك رموز من الحزب بالترشح كمستقلين واصفاً ذلك ب (الخطوة الخطيرة) التي تؤدي الى اضعاف الحزب امام منافسيه من الاحزاب الأخرى. ومؤكداً ان الخطوة لا تتماشى مع الروح الداخلية للحزب. مبيناً ان لائحة الحركة الشعبية لا تسمح لاي عضو الترشح مستقلاً إلا اذا قدم استقالته من الحزب قبل ستة اشهر على الاقل من تاريخ الترشيح للانتخابات العامة، اما (باقان اموم) الامين العام للحركة الشعبية فقد اعرب عن انزعاجه مرات عديدة في المنابر الصحفية عن هذا الموضوع معتبراً بأنه خطوة نحو تفتيت وحدة الحزب واضعافه. وقال في إحدى المناسبات الصحفية ان من ترشحوا كمستقلين من الحركة خالفوا مبادئ وقانون الحركة، هذا وبالرغم من كثرة محاولات المكتب السياسي لابطال مفعول المستقلين بدعوى انهم غير شرعين إلا ان المستقلين حسب ما يظهر كسبوا المعركة بلا شك . وذلك بتدشين حملتهم بكل المواقع وكل ولايات الجنوب منذ انطلاق صافرة الحملة الانتخابية، وقد عزا بعض قيادات الحركة في تصريحات للصحيفة أسباب الجفوة والخلاف وسط الحزب يعود لغياب التفاهم بين قياداته الذين هم على أعلى درجة والآخرين الاقل درجة وذلك نتيجة لوجود تكاثر للتكتلات داخل الحزب الذي يواجه صعوبات كبيرة في اتخاذ القرارات المهمة والصعبة حيث توجد هنالك مجموعتان تسعى كل منهما لاقصاء المجموعة الاخرى. قانون الغابة..( القوي يأكل الضعيف) حسب تأكيدات (قاكوس) عضو برلمان جنوب السودان. فيما يصف المراقبون حالة الحركة الآن وهي تدخل سباق الانتخابات كحالة فريق كرة القدم الذي يذهب الى مباراة وهو يواجه حالة عدم انسجام بسبب غياب التفاهم بين المدرب واللاعبين .. ومهما يكن من أمر فإن كل المعطيات تشير هنا الى ان الانتخابات القادمة ستكون حامية الوطيس بين الحركة الشعبية واعضائها المستقلين من جهة وبين الحركة والاحزاب الجنوبية الاخرى من جهة ثانية.. سيما في ولاية الاستوائية الوسطى على سبيل المثال حيث يتنافس خمسة من المرشحين.. الاربعة من الاحزاب ومستقل واحد..