عبارات كثيرة كنا نسمعها تلاشت.. بعضها لأسباب اقتصادية.. كالانتقال من طبقة الى طبقة.. وبعضها اجتماعية تابعت انهيار العائلة الممتدة وقيام مملكة الأسرة النواة.. أو لأسباب ثقافية أو حضارية.. عموماً هي عبارات انتهى عمرها الافتراضي ولم تعد صالحة للاستخدام.. وكنت قد ذكرت من قبل انه حتى عناوين القصص والقصائد تغيرت واصبحت غير مفهومة، فبينما كانت على نحو «حكاية البنت التي طارت عصافيرها.. صحو الكلمات المنسية.. بعض الرحيق أنا والبرتقالة انت.. موسم الهجرة الى الشمال.. ريش الببغاء».. اصبحت العناوين على نحو: البطريق يغرد فوق الحانه.. الركض على خصلة امرأة مزعومة.. تماماً مثلما ركت ذبابة على صدى صوتها.. دمعة متبرجة على خد فتاة لا تجيد حفظ الأناشيد.. عموماً العبارات العشر التي سادت ثم بادت هي: الساعة كم بلاهي؟: لا أحد يسأل هذا السؤال.. فالموبايل اصبح ساعة ايضاً والعربة فيها ساعة.. ربما السبب انه لا أحد يهتم بالزمن.. فإذا كنت تذهب الى الموعد بعد ثلاث ساعات.. وتجد الموعود منتظراً ولا يتبرم وامكن يقول ليك على سبيل المجاملة.. مواعيدك مظبوطة خلاص.. أو لأنها اصبحت ما فارقة معانا ان تكون الساعة سبعة ولا عشرة.. صباح ولا مسا.. ايدك معانا: وذلك حين تتعطل عربتك.. لأنك تعرف ان من تطلب منه «ايدو» سينظر اليك شذراً ويمضي، فالأولى ان تدفرها براك حتى يحن عليك احدهم ويدفر معاك.. «فلانة» اديني حبة ملح: فقد تباعدت الخطة من الجيران فأصبح من الأسهل ان تذهب الجارة الى البقالة وتشتري الملح.. من ان تصل الجارة لتشحدها حبة ملح.. طالعني الخلا: لأن الخلا كله احتلته غابات الاسمنت..! اتفضل معانا غدا: ليست بخلاً من الناس بل لأن وقت الغدا اصبح غير محدد.. والبعض قرن وجبة الغدا بالافطار - زي الساعة واحدة كده - أو بالعشاء - زي ستة سبعة كده - هاك دي قروشك الادينتها منك: ليس لأنك لا تريد رد الدين انما لعدم وجود فائض للإيفاء بالدين..! أنا متأسف: لأن استخدام هذه العبارة يحتاج الى وعي حضاري كما يتطلب ان لا تكون مفلساً.. المدير بتاعك عكننك.. زوجتك زادت الطلبات شوية لأنو عندهم مناسبة في العايلة هذا اذا كنت رجلاً.. زوجك بقى زي المراهقين طوالي خاتي الموبايل في اضانو هذا اذا كنت امرأة..! أنا غلطان معاك وبعتذر ليك: لأننا نشأنا على اننا لا نخطىء فنحن ملائكة أو من كوكب آخر.. لأنو «شوف أنا أصلى ما بغلط على الزول والبغلط علي بي جازو»..! كلامك ده ما صاح: للأسباب عاليه بجانب انه لا أحد يقبل النقد.. لكن الأقسى أن تقولها لرئيسك أو مديرك.. حتى ان كان هو الذى طلب رأيك بصراحة في الكلام.. شكراً جزيلاً: كلمة عصية على اللسان بسبب فكرتنا الانانية في ان الناس يجب ان يخدموننا وهذا واجبهم فلماذا الشكر اذاً؟!