لعل كل المراقبين الرياضيين المحايدين في العالم يجمعون على أن الدوحة القطرية قد نجحت بامتياز في احراز ذهبية تنظيم مونديال ألعاب القوى داخل الصالات المغلقة لعام 2010الذي نُظم لأول مرة في الشرق الأوسط والذي استضافته صالة اسباير المغلقة في الفترة من 12 إلى 14 مارس تحت رعاية سمو الشيخ/تميم بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية القطرية، ولا شك أن جودة المنشآت الرياضية العالمية وضبط شكل وتوقيت منافسات الفعاليات الرياضية الدولية من قبل اللجنة المنظمة وكفاءة التغطية الاعلامية من قبل قناة الجزيرة الرياضية والحضور الجماهيري المحلي والدولي الكثيف داخل وخارج صالة اسباير الدولية المغلقة قد شكلت العوامل الأساسية التي جعلت التنظيم القطري يتفوق على نفسه مجدداً ويعزز مكانة الدوحة كملتقى عالمي مشهور لمختلف المنافسات الرياضية العالمية ويدعم طلبها المشروع لاستضافة نهائيات كأس العالم لعام 2022 لأول مرة في تاريخ الشرق الأوسط! ومن المؤكد أن محبي ألعاب القوى في كل مكان في العالم قد استمتعوا إلى أقصى درجة بالمنافسات الرياضية الساخنة التي جرت في الدوحة تحت شعار الأقوى ، الأعلى والأسرع لسبب بسيط وهو أن ألعاب القوى هي لعبة فردية تنطوي على امتحان حاسم لقدرة الفرد المتنافس والذي إما أن يصيب فيحرز الذهب أو يخيب ويكتفي بشرف المحاولة الشجاعة بخلاف الألعاب الجماعية مثل كرة القدم التي تُنسب فيها الانتصارات والهزائم لكل لاعبي الفريق! ومن الملاحظ أن منافسات ألعاب القوى العالمية في الدوحة ، والتي حفلت بأقصى درجات الإثارة ، قد انتهت بهيمنة ذهبية للولايات المتحدةالأمريكية بينما أحرزت إثيوبيا ثلاث ميداليات ذهبية، وأحرزت كل من روسيا وكوبا ميداليتين ذهبيتين وشهد مونديال الدوحة لألعاب القوى تحطيم الرقم القياسي العالمي في الوثب الطويل بقفزة كوبية باهرة، وتمكن البطل السوداني أبو بكر كاكي من اقتناص الذهبية العربية الوحيدة التي بيضت وجه الجماهير العربية الرياضية المتعطشة للانتصارات الدولية، ولعل أبلغ الدروس الرياضية المستفادة من مونديال الدوحة لألعاب القوى داخل الصالات المغلقة هو أن الطريق للتفوق الدولي في ألعاب القوى يمر عبر تنويع الاختصاصات الرياضية وتوسيع المشاركات النسائية وأن إحراز الميداليات الذهبية وتحطيم الأرقام القياسية ليس مجرد نزهة وإنما هو مهمة عسيرة تتطلب التخطيط طويل الأمد والتدريب الشاق والروح الرياضية الفذة المتطلعة إلى قهر المستحيل والمتشبثة بأحلام الانتصارات القادمة ولو بعد حين ، لهذا وذاك لا نملك إلا نبارك للأبطال المنتصرين ونشد على أيدي الأبطال المهزومين ونذكرهم بالشعار الرياضي المفضل لكل الأقوياء والذي مفاده «إن الضربات القوية تهشم الزجاج فقط ولكنها تصقل الحديد!». المحامي/ الدوحة/قطر