صناعة النفط فى السودان بعد أن كانت محصورة فى الشركات الأجنبية ذات الملاءة والسمعة والخبرة الكبيرة أصبحت تأخذ منحى آخر خاصة بعد دخول الشركات الوطنية فى هذا المجال، أدخلت العديد منها فى شراكات مع عدد من نظيراتها الأجنبية والبعض الآخر أصبح شركات لها وجود فى خارطة صناعة النفط السودانية. ونظمت الإدارة العامة للإستكشاف والإنتاج النفطي بوزارة الطاقة والتعدين أمس ورشة عمل بعنوان (الشركات السودانية الواقع والهدف المنشود) لتقييم عمل الشركات الوطنية العاملة فى مجال النفط ورأى كثير من المشاركين فى الورشة انه وبعد ان كانت مساهمة الشركات السودانية مرتبطة فى الاعمال الانشائية من فتح الطرق وتمديد الجسور والكباري وعمل مساطب حفر الآبار والمنشآت السطحية وفى تقديم الخدمات المرتبطة بعمليات البترول المختلفة تطورت عملياتها وبدأت تأخذ حيزاً مقدراً فى الصناعة النفطية بالبلاد، وتطورت أعمال الشركات السودانية لتشمل تقديم خدمات أساسية فى عمليات البترول المختلفة، وذلك بالدخول فى شراكات استثمارية مع شركات أجنبية ومصانع عالمية لتوريد حفارات آبار البترول وتوريد مضخات الإنتاج والدخول فى عمليات سمنتة الابار وعمل الدراسات الهندسية وتنفيذ مشاريع تنمية الحقول ومعالجة النفط ومد خطوط الأنابيب، بالإضافة الى توريد معدات صناعة البترول المختلفة حسب إفادات محمد أحمد حسن إدريس مدير إدارة تنمية وتطوير الحقول بوزارة الطاقة والتعدين. وزاد قائلاً: إن هنالك مجالات لم تدخل فيها الشركات السودانية بالحجم المطلوب مثل أعمال الاستكشاف النفطي وتحليل المعلومات ومجسات الآبار وأعمال اختبار الآبار وترحيل ونقل الحفارات وعزا عدم دخول الشركات الوطنية فى هذه المجالات لعدم الاستقرار الأمني فى معظم مناطق البترول ومطالبات السكان المحليين ولسياسات البنك المركزي فى خطابات الضمان وللمنافسة من قبل الشركات الأجنبية وعدم وجود سياسة واضحة تدعم الشركات الوطنية، إلا أن الإدارة العامة للاستكشاف والإنتاج النفطي بوزارة الطاقة ترى ان الشركات الوطنية تمكنت من الدخول فى الصناعة النفطية فى زمن وجيز مع قلة الخبرة وضعف الإمكانيات المادية مقارنة بحجم المشاريع المنفذة. وترى الإدارة أن هذه الشركات تسعى الى العائد المادي السريع دون الاهتمام بالتطوير والتجويد الى جانب اتجاهها لمصادر محددة فى تكوين الشراكات واستجلاب المعدات والتنافس فيما بينها فى مجالٍ واحد. وأشارت إلى أنها تسعى لدعم الشركات الوطنية للمنافسة الحرة مع الشركات الأجنبية من خلال مراجعة سياسات الشركات العاملة فى فتح وفرز العطاءات ومتابعة الشركات الأجنبية فى اطار سودنة وتطوير العمالة بغرض توطين الصناعة. وأكد أزهري عبد القادرمدير الإدارة العامة للاستكشاف والإنتاج النفطي بوزارة الطاقة على إنجاز الشركات السودانية في مجال النفط، مبيناً أن صناعة النفط السودانية غير متخلفة إلا أنها في حاجة لتجويد العمل فيها. وأشار إلى أن هدف الورشة يكمن في تبادل الأفكار ومناقشة المشاكل التي تواجه الشركات السودانية. واعتبر وزير الطاقة والتعدين الزبير أحمد الحسن توسيع عمل الشركات الوطنية والاتجاه لتوطين صناعة النفط بالهدف السيادي للدولة. ووصف ما تم تحقيقه في هذا المجال (بالمعقول) مطالباً بالمضي قدماً بخطوات أكبر في تحقيق هذا الهدف بغرض الوصول إلى الهدف المباشر الذي أسماه (تطوير القطاع النفطي السوداني). ودعا الشركات السودانية العاملة فى مجال خدمات البترول للتعاون وإحكام التنسيق فيما بينها لتحقيق مردود اقتصادي يعود بالنفع على البلاد لتحقيق هدف الوزارة الرئيسي بزيادة إنتاج النفط. وطالب شركات القطاع الخاص للتفاكر فيما بينها حول كيفية رفع كفاءتها وذلك بالتعاون مع المؤسسات الاقتصادية السودانية. وتعهد بتذليل كافة العقبات التى تواجهها مؤكداً أهمية إعطاء الشركات السودانية الأولوية في إنتاج النفط. وقال إن ذلك سيسهم في تطويرها ومساعدتها حتى تصل إلى مصاف الشركات العالمية.