وصف محمد إبراهيم نقد السؤال المحرج الذي وجه له يوم الأربعاء الماضي في منبر سونا الذي يقدمه بابكر حنين عبر قناة النيل الأزرق .. وصف السؤال بأنه يذكره بمحاكم التفتيش التي شكلت لمحاكمة المسلمين في أسبانيا (الأندلس) في العصور الوسطى، كأنه يقول إن السؤال جائر، وإنه يذكره بذلك العهد الجائر حيث تنتزع الإجابات عبر اعترافات تحت الضغط والإكراه. طبعا نحن على أبواب الديمقراطية، وعندما يتكامل البناء الديمقراطي لن يذكّر الأستاذ نقد أي سؤال، مهما كانت قسوته، بذلك العهد البغيض. في الديمقراطية سيكون كل شيء مباح. لا شيء محرم .. ولا شيء خارج على اللياقة. رد الأستاذ نقد سيكون قريبا من ردود معظمنا إذا وجه لنا مثل ذلك السؤال. في ظني أن عقليتنا متشابهة سواء كنا في اليمين أو في اليسار أو في الوسط. جميعنا نتمنى أن تتاح الديمقراطية لنا وتحجب عن الآخرين. التوجه نحو الديمقراطية الذي تزامن مجيئه مع أواخر أيام الإنقاذ جاء منظما ومرتبا حتى لا يرتد كما ارتد في مراحل سابقة. في مرحلة ما بعد ثورة أكتوبر 1964، ومرحلة ما بعد انتفاضة أبريل 1985 صنع التغيير وسط فورة الحماس بالثورة وبالإنتفاضة ودون النظر بشكل واقعي لوضع ضوابط تمنع الارتداد. الآن تتحرك سفينة التحول الديمقراطي خطوة خطوة، بواسطة وإرادة الجميع، وهم بكامل وعيهم. التغيير زمان، كان تغيير المواكب والمظاهرات وهو أقرب للتغيير الشكلي. التغيير الآن أكثر عقلانية وأكثر راديكالية لأنه يتم بالقانون والتشريع. وبعد .. أعود إلى ما بدأت به العمود وهو الأسئلة المحرجة التي وجهها مقدم البرنامج بابكر حنين إلى أمين عام الحزب الشيوعي محمد ابراهيم نقد وزعيمي حزب الأمة مبارك الفاضل والصادق المهدي. أسئلة مثيرة ومحرجة لكنها لم تخرج أحدا من طوره. وكل الذين وجهت إليهم من عناصر المعارضة، وغدا سيأتي الدور على عناصر الموالاة لكن لا أظن أن الأسئلة التي ستوجه إليهم ستكون ألطف وأقل عنفا من هذه. فهناك رقابة شعبية على البرنامج ومقدمه وضيوفه، رقابة على كل كلمة تقال أو فعل يفعل. وهناك كرت أصفر يرفع للتهدئة، وكرت أحمر يرفع بالاستغناء. والكرتان يمكن أن يرفعا للبرنامج ولمقدمه ولضيوفه. الرقابة الشعبية لا تخرج أحدا من حدود المساءلة. الجميع خاضع لها. وأمام هذه العين العادلة يمكننا أن نقول إن الزعماء الثلاثة نجحوا في الاختبار .. ونحن في انتظار البقية.