*هو أبو القاسم محمد بن العلي الموصلي ولد في بغداد، ونشأ فيها وأقبل على التجوال في البلاد الإسلامية يوم إنقطع المسعودي عن الإرتحال. بدأ إبن حوقل الرحلة سنة «133 هجرية 349 ميلاديه- من بغداد، وعاد إليها بعد ثلث قرن- زار خلالها العالم الإسلامي من شرقية إلى غربية.. وتغلغل في مناطق أخرى كثيرة عدا الصحراء التي لم يشاهد منها إلا جزءاً يسيراً حتى أنه دخل بلاد البلغار ووصل إلى أعالى نهر الفولجا طلباً للإرتزاق من التجارة ورغبة في دراسة البلاد والشعوب. وقد قرأ كثيراً وإتصل كثيراً إذا استمر في جولاته نحو ثلاثين عاماً، ولقى الاصطخري فطلب إليه ان يراجع كتابه «المسالك والممالك» ففعل، ولم يلبث إبن حوقل ان ألف كتاباً يحمل نفس الإسم- معتمداً على ما كتبه «الإصطخري». وإتصل إبن حوقل بالفاطميين ويذهب بعض المستشرفين إلى أنه كان يتجسس لهم في الأندلس وذلك لأنهم كانوا يطمعون في إمتلاك تلك البلاد في بداية الأمر. ومما قال حثاً للخليفة الفاطمي على فتحها: - من أعجب أحوال هذه الجزيرة بقاؤها على من هي في يده- مع صغر أحلام أهلها، وضعة نفوسهم وقصاً عقولهم، وبعدهم من اليأس والشجاعة والفروسية والبسالة». *وإبن حوقل وصف برقة بقولة: - فاما برقة فمدينة وسط ليست بالكبيرة الفخمة ولا بالصغيرة الزرية وهي أول منبر ينزله القادم من مصر إلى القيروان، وبها من التجار وكثرة الغرباء في كل وقت ما لا ينقطع، طلابا لما فيها من التجارة وعابرين خلالها مغربيين ومشرقيين ذلك انها تتفرد في التجارة بالقطران الذي ليس في كثير من النواحي والجلود المجلوبة للدباغ بمصر والتمور الواصلة إليها». *وماذا يقول عن طرابلس ذلك الزمان البعيد أي قبل «1066»عاماً ميلادياً. *قال عنها: - «هي مدينة بيضاء من الصخر الأبيض على ساحل البحر خصبة حصينة كبيرة.. وهي ناحية واسعة الكور كثيرة الضباع والبادية، وارتفاعها دون ارتفاع برقة في وقتنا هذا وبها من الفواكة الطيبة اللذيذة الجيدة القليلة الشبه بالمغرب وغيره كالخوخ والفرسك والكمثري التي لا شبه لها بمكان.. إلى مراكب تحط ليلاً ونهاراً وترد بالتجارة على مر الأوقات والساعات صباحاً ومساء بين بلد الروم وأرض المغرب بضروب الأمتعة والمطاعم وأهلها قوم مولعون بنظافة الأعراض والثياب والأحوال متميزون بالتجمل في اللباس وحسن الصورة والقصد في المعاش إلى مروات ظاهرة وعشرة حسنة ورحمة مستفاضة و نيات جميلة.