إعترفت (وصال) ان لأغنية الراحل المقيم (الفاضل سعيد) التي صاغها نصاً ولحناً وأسماها (ابوي يا يابا) الفضل الأكبر في زواجها من الرجل الذي احبته.. وتحكي (وصال): (عندما تقدم زوجي فاروق لوالدي لم يبدو أنه سيوافق عليه، خصوصاً وان فاروق كان لايزال في بداية الطريق)..وتضيف وصال : (لم أجد في تلك اللحظة شيئاً اساند به زوجي سوى أغنية الفاضل سعيد.. فأصبحت أديرها كل صباح على مسامع والدي حتى دخل علىّ ذات يوم في الغرفة وصاح قائلاً: (ياخي خلاص..سمعنا... خليهو يجيب أهلو). وربما كانت قصة (وصال) شبيهة في تفاصيلها بكثير من قصص الفتيات اللائي لجأن الى الأغنيات للهروب من فخ الزواج الجبري.. أغنية (يابا حرام) أيضاً كانت ترياقاً لجراح الكثير من الفتيات اللائي أجبرهن آباؤهن على الزواج وصارت شعاراً سامياً لكل فتاة أبعدها والدها عمن تحب. وتحكي (إيمان أحمد) ربة منزل عن قصتها مع ابن عمها.. والريدة التي جمعتهما سوياً.. والتي وقف أمامها والدها بحكم خصام قديم مع شقيقه.. وتعترف (ايمان) انها كانت تستمع بادمان لأية أغنية تورد اسم وصفة (ود العم).. وقالت ضاحكة: أجمل مقطع كنت أستمع اليه دوماً هو مقطع من إحدى أغنيات السيرة وهو (دا ود عمي.. البشيل همي)..وقالت انها تعتقد جازمة ان موافقة والدها على زواجها من ابن عمها في النهاية كان بسبب ذلك المقطع الذي ظلت تردده كثيراً خصوصاً في حضرة والدها. ولعل لجوء الفتاة للأغنيات لكي تعبر بها عن حالة رفضها لمبدأ الزوج الجبري: ربما شهد عليه التاريخ في حقبة ما من الزمن، حينما كان للأب الكلمة الحاسمة في أي موضوع..حتى الزواج... وصعوبة تعبير الفتاة عن رأيها أسهم في تمسكها أكثر بتلك الأغنيات التي وقفت معها ضد التسلط الأعمى القديم..وهذا ربما أكد ان للفن رسالة سامية وان اختلط الأمر اليوم عن سابقه كثيراً.