لم يكن خبر ضبط مروج للحشيش الاسبوع قبل الماضي وبحوزته «51» قندولاً بالقرب من سور إحدى الجامعات بالخرطوم، لم يكن الخبر الأول والأخير في تصاعد «دخان» الحشيش داخل أسوار الحرم الجامعي، فالمروج الشاب الذي يقود أنداده إلى دائرة الهلاك ينتظره قانون المخدرات والمؤثرات العقلية «51/أ» وعقوبته قد تصل إلى العشرين عاماً، وعزا طلاب جامعيون إستشراء المخدرات في الجامعات الى ضعف الرقابة الأسرية «البيت والجامعة» واتساع دائرة الإحباط بين شريحة الشباب الشيء الذي جعلهم هدفاً لتجار السموم والخيال الطائر برفقة دخاخين الحشيش. «م. أ» طالب جامعي دلف الى أسوار الحرم الجامعي اوائل تسعينيات القرن الماضي، أخذ يقارن الأمر فيما مضى والآن، كانت - يقول - مظاهر تعاطي المخدرات في الوسط الطلابي غير ذات بال، مجرد أشخاص معروفين في -الجامعة - بتعاطيهم للمخدرات والسكر يأتون الى المدرج وعليهم آثارها فقط.. محصورين على قلتهم، ويضيف كانت الجامعات والمدارس الثانوية تعج بالنشاط الفكري والثقافي والرياضي والتنافس محتدم على أصعدته الأكاديمية والترفيهية، الفراغ الذي حدث هو ما قاد هؤلاء الطلاب إلى - دائرة الإدمان- وانتشرت المخدرات بصورة مخيفة فيها.. وراح (م- أ) بعيداً.. فقد انتقد وجود بعض (الفنانين) غير المسئولين والمعروف عنهم تعاطيهم المخدرات ... في الحفلات داخل أسوار الجامعات.. التقليد يقود بعض الطلاب للفعل مثلهم، في السابق لا يدخل الجامعة مغنى الا من كان ذا ثقافة و(وعي) وسيرة حسنة.. ولم ينس أن دخول الطلاب للجامعة في سن تكوينية (61 - 81) ولم يخرجوا من (ميس) المراهقة بعد.. يجعلهم ذلك في قياد سهل للتقليد والإنجراف بدوافع الاكتشاف - والتجريب - إلى دخان الحشيش والفعل الهدام. ماذا قال لي - محمد الفاتح أحمد - خريج جامعي في العام الماضي الأمر عن قُرب.. ف(الشلة) هي من تمنح الطالب، إبان دراسته الجامعية عاصر عدداً من الإنهيارات الأكاديمية والأخلاقية لطلاب كانوا مضرب مثل في التفوق والخلق، (جو كويسين، ومرقوا عكس كده).. انقطعوا عن العمل للرسوب الأكاديمي، و (شلة) الإدمان على صلة بالمروج من خارج الحوش.. ورويداً.. رويداً يتحولون إلى مروجين جراء قطعة حشيش أو حفنة جنيهات.. أماكن معينة في فضاء الجامعات خرجت سيرتها إلى المجتمع بأنها - محلات كيف - سألته عن تعامل إدارة الجامعة مع ضبطيات المحششين - سكت - ثم قال: التوجيه الشفهي، ثم إنذار بعد داك - الزول - تاني ما بتقبض.. ولو تعاملوا بحدة مع ظاهرة التعاطي داخل الحرم الجامعي لطفش المحششون- هناك ضوابط صارمة في اللوائح الجامعية ولكن - روح القانون - تهزم القانون أحياناً.. الشلة تتكون من (6 - 7 ) أشخاص في الغالب - الدخول إلى دائرتهم صعب جداً.. يضربون السرية حول مصادر - طاقتهم - الفاتح قال إن أكثر من «02%» من طلاب الجامعات في فترة دراسته تطالهم أنفاس الدخان إما متعاطي او مشارك بأنفك «تشم»! مصدر مطلع في مكافحة المخدرات قال ل «الرأي العام» إن العام الماضي خصص الاسبوع العالمي لمكافحة المخدرات لمحاربة الظاهرة داخل أسوار الجامعات - لإستشرائها - وتركيز المروجين على شريحة الطلاب لكثافة - العدد ووجود حب - المغامرة - والإكتشاف خصوصاً الطلاب ذوي الأعمار الصغيرة، ليساعد - أصدقاء السوء - في جر آخرين لدائرة الإدمان- لدينا مصادرنا داخل الجامعات ساعدت في تحجيم الإنتشار والضبطيات حتى خارج أسوار الجامعة.. والمكافحة دائماً تقوم على ثلاث، إبادة المزارع، وقطع الطريق على تجار المخدرات، وملاحقة المروجين داخل المدن والتجمعات السكانية، ولدينا سجلات جنائية لكل ناشط في المجال.. والقانون ينتظر من تسول له نفسه، والغريب حتى القندول الاخضر الداكن - تتراوح أسعاره.. منها نمرة «1» وما دون.. حسب أرض المنشأ وتاريخ الانتاج.. كل بسعره... في الراجح أن القندول ب «07» جنيهاً.. ربما يكون - مخفضاً - لدعم الطلاب كما قال لي أستاذ جامعي - متابع لمهازل الطلاب - عن كثب، وزاد تضييق الحرس الجامعي لشهواتهم الدخانية جعلهم يتجهون الى تنظيم جلساتهم خارج السور الجامعي في الحدائق العامة والنائية أحياناً - بعضهم وقع في يد القانون وطالته يد الكشات، وما زالت في الذاكرة حكاية طالب - كاد - لزميله بقناديل وضعها له في غفلة وأبلغ عنه.. وكان الكيد في «فتاة» وبان الحق فنال المذنب عقابه - حدث هذا قبل 4 سنوات.. وما يؤسف أن المخدرات (التخليقية - المصنعة) وجدت طريقاً بجانب - البنقو السوداني - دعك من حبوب الهلوسة والمخدرة- دا شيء غريب وعجيب.. «ش» ضحية من نوع آخر.. فسكنت - (في سكن جماعي) بعيداً عن أسرة مغتربة اتاحت لها من الحريات ما أضاعت تفاصيلها وسط (الدخان) مجاملة فتجربة فاستحسان فإدمان.. لفائفها الخضراء والحمراء تتبعها في حلٍ وترحال.. عامان وتركت مقاعد الدراسة، بينما أهلها ينتظرون الشهادة، تأخذ هي في البحث عن شهادة حسن سير وسلوك فقدتها.. غابت وما عاد النصح يؤتي أكله!.