قرار الإنسحابات و/ أو العودة من الإنسحاب عن صندوق إنتخابات الرئاسة وحيثياته وتوقيته وطريقة إعلانه بالمقاييس (السينمائيّة) ضعيفة الإنتاج والسيناريو والإخراج… وقبل ذلك ضعيفة الحبكة الدراميّة! ضعيفة أولاً لأنّ جمهور المشاهدين كانوا فى حالة من التشوّق لما ستُقْدِمُ عليه كتلة جوبا بعد أن وصلت فى مواجهتها الإستفزازيّة للمفوضيّة نقطة المصارعة الحرّة... وأعلنت بأنّه إذا لم يُستجب لمطالبها فإنّ لديها حُزْمَة من الخيارات… فإذا بالخيارات هى الإنسحاب من إنتخابات الرئاسة والاستمرار فى خوض بقيّة المستويات الإنتخابيّة! ضعيفة ثانياً لأنّ رفض التعاطى مع المفوضيّة التى وُصفت بأنّها أمانة من أمانات المؤتمر الوطنى جاء على مستوى الرئاسة... والقبول بذات المفوضيّة على مستوى إنتخابات الولاة والمجلس الوطنى والمجالس التشريعيّة! ضعيفة ثالثاً لأنّ الحركة الشعبيّة أعلنت انّها انسحبت قبل بقيّة عناصر جوبا وأعلنت موقفها ذاك قبل أن يعلن مرشّحها ذلك مع انّ مسئوليّة الترشيح تقع على المرشّح لا الحزب... بل انّ رئيس الحركة السيّد سلفاكير دعا (شعبه) للتصويت للبشير قبل أن ينسحب بعض مرشحى الرئاسة الآخرين.. كان رئيس حكومة الجنوب يعمل لإنتخابات رئاسيّة هادئة وبدون (شوشرة)! ضعيفة رابعاً لأنّ النّاطقين بإسم مؤتمر جوبا قالوا إنّهم سيسائلون الحركة الشعبيّة ومرشّحها للرئاسة فى اجتماع الخميس عن ملابسات الإنسحاب يوم الأربعاء ولماذا لم يخبروهم بذلك قبل الإعلان… فإذا بهم يوم الخميس يعلنون إنسحابهم هم وليس مساءلة الحركة الشعبيّة! ضعيفة خامساً لأنّ كتلة جوبا تحدّثت عن تنسيق فى الجولة الثانية ثمّ فى الجولة الأولى فإذا بالتنسيق يسفر عن عدم تنسيق فى الجولة صفر! ضعيفة سادساً لأنّ الأسلاك بين القيادة العليا لأحزاب جوبا وقياداتها الوسيطة وقواعدها مقطوعة! ضعيفة سابعاً لأنّ التحوّل الديمقراطى يحتاج إلى قيادات تقدّم التضحيات ولو كانت هذه التضحيات سقوطاً فى الإنتخابات! ضعيفة ثامناً لأنّ من يظنّ أنّه أمل الأمّة ومعقد رجاء المجتمع الدولى عليه الجاهزيّة ليكون البديل لرئيس اذا انهزم لن يعود إلى بيته فى كوبر لأنّه مطلوب فى لاهاى! وضعيفة أخيراً لأنّ نظرية التشتيت انتهت إلى نظرية الإنسحاب... وبئس المصير!!