تظل الشائعات دائماً تتحين الأوقات المناسبة للظهور والتبرج دونما حياء، ويعتبر البعض من أفراد مجتمعنا الأكثر تصديقاً للشائعات ربما لطبيعة ودواخل السودانيين التلقائية والعفوية التي عززت ووطنت لتقنين مفهوم الشائعة.. كذبة ابريل ايضاً مثلت حضوراً لافتاً هذا العام خصوصاً والساحة السياسية تضج بأحداث ملتهبة تمثلت في عملية الانتخابات القادمة التي انتهزها البعض من مروجى الشائعات وروجوا لها بطريقة غير «آمنة» حيث وضعوا شائعة اضطراب للأوضاع الأمنية بمنطقة الحاج يوسف و ما حولها منتهزين فرصة انتشار قوات الشرطة خلال الأيام الماضية لتأمين العملية الانتخابية لتدعيم حجم الشائعة.. ولم تكن الساحة الفنية كذلك بعيدة عن كذبة ابريل فقد اصطادت الفنان الشاب طه سليمان واصابت معجبيه بالقلق والخوف بعد ان نعى الناعى الفنان الشاب اثر حادث حركة مؤسف بضواحي بحري وفي اتصال هاتفي للصحيفة بالمطرب اكد خلاله تمتعه بالصحة والعافية وشن طه هجوماً عنيفاً على من وصفهم باعداء النجاح وقال ان مثل تلك الشائعات لن تزيده الا قوة ومنعة ودافعاً لمواصلة مشواره الفني وابدى دهشته الشديدة من مقدرة البعض على صياغة الشائعات المرتبطة بالموت ووصفهم بأنهم مرضى ليس إلا.. وهذا ما اكد عليه الباحث الاجتماعي محمد الخليل أحمد الذى قال ان الشائعة هي جزء لا يتجزأ من شخصية مريضة لم تتح لها الفرصة الكافية لفهم دورها الأساسي تجاه المجتمع في العديد من النواحي أهمها الجوانب المتعلقة بالتوعية المجتمعية.. واضاف الخليل ان مروجى الشائعات في الغالب الأعم يعانون من تفكك أسرى وفراغ لا متناهي يقودهم لإبتكار تلك الشائعات كوسيلة للانغماس في الواقع ولكن بصورة «سادية» ربما تسبب العديد من الكوارث.. ويرى بعض المهتمين بعلم الاجتماع ان هنالك بعض الشائعات التي توظف لخدمة اجندة خفية وان البعض يلجأ لذلك الاسلوب الرخيص للانتفاع من افرازاته وان جاءت وبالاً على رؤوس كثير من الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى انهم يتعاملون بحسن النية وطيب الخاطر..