جلس ابو اسحق بن الفضل الهاشمي وإلى جانبه عمارة بن حمزة يريدان الدخول على الخليفة المنصور.. وان يدخلا عليه اقبل عمرو بن عبيد على حماره.. فدفع البساط برجله وجلس ايضاً هنا قال عمارة: لاتزال البصرة ترمينا منها بأحمق وفجاة خرج الربيع من عند الخليفة المنصور يدعو عمراً لمقابلة الخليفة.. فعلق ابو اسحق قائلاً هامساً لرفيقه إن ما استحمقته قد أدخل قبلنا.. ثم طال الانتظار.. فخرج الربيع وعمرو بن عبيد من عند المنصور فأركبه الربيع حماره واستودعه الله.. انكر ذلك عمارة وقال للربيع لقد بالغتم في اكرامه.. قال الربيع: ما حدث له مع الخليفة اعجب فما كاد يسمع بوجوده حتى أمر بمجلس فرش لبود «أي بساط من الصوف» ثم انتقل إليه وابنه المهدي معه.. ثم اذن له. فلما دخل عليه سلم بالخلافة فرد عليه وقربه منه ثم قال له: عظنا يا أبا عثمان.. فقال له عمرو بن عبيد. «يا أبا جعفر إن ربك لبالمرصاد». فبكى الخليفة المنصور.. ثم قال: زدني: فقال عمرو بن عبيد:- لقد اعطاك الله الدنيا بأسرها فاشتر نفسك ببعضها ان الأمر الذي في يدك «الخلافة» كان في يد من قبلك وسيخرج منك إلى من هو بعدك وإني احذرك يوم القيامة. فبكى المنصور. قال سليمان بن مخالد وكان حضر هذا اللقاء: رفقاً بأمير المؤمنين فقد اتعبته. فرح عمرو رأسه وقال لسليمان: يا اخا الشيطان ويلك خزنت نصيحتك عن امير المؤمنين ثم اردت ان تحول بينه وبين من أراد نصحه يا أمير المؤمنين إن هؤلاء اتخذوك سلماً لشهواتهم فاتق الله فإنك ميت وحدك.. ومحاسب وحدك.. ومبعوث وحدك ولن يغني عنك هؤلاء من ربك شيئاً. فقال المنصور: اعني بأصحاب نستعين بهم. قال عمرو بن عبيد: اظهر الحق يتبعك أهله.. قال المنصور: بلغني ان محمد بن عبد الله بن الحسن كتب إليك كتاباً فبماذا اجبته؟ قال: إنك تعرف رأيي في السيف «يعني لا اركن إلى القوة». ولما أمر له بعشرة آلاف درهم رفضها. مع ولي العهد: كان في المجلس المهدي فسأل الخليفة عنه فقال: هذا ابني محمد وهو المهدي ولي العهد.. قال عمرو: والله لقد سميته اسماً ما استحقه بعمل وألبسته لبوساً ما هو من لبوس الابرار.. ولقد مهدت له أمراً أمنع ما يكون به اشتغل ما يكون عنه ولما سأله المنصور عن حاجته قال: لا تبعث إلى حتى آتيك.. ثم ودعه ونهض.. ولما ذهب قال المنصور: كلكم طالب صيد.. كلكم يمشي رويداً غير عمرو بن عبيد. وحكاية اخرى هذه حكاية تراثية اخرى مضحكة للخليفة المنصور مع رجل آخر يختلف كثيراً عن عمرو بن عبيد العالم الزاهد ، بل هو ذلك الضرب من الناس الذين يمقتهم عمرو بن عبيد وهي حكاية جرت بين المنصور ومَعْن بن زائدة.. ونصها جاء كالآتي: دخل معن بن زائدة الشيباني علي المنصور وقد أسن «أي اصابته الشيخوخة» وتقاربت خطواته في مشيه فقال له المنصور: لقد كبرت سنك يا معن.. فقال: في طاعتك يا أمير المؤمنين قال المنصور: وإنك لجلد «أي قوى»، فقال معن: على اعدائك يا أمير المؤمنين قال له المنصور: وإن فيك لبقية فقال معن: هي لك يا أمير المؤمنين وسأله المنصور: فأي الدولتين أحب؟ هذه أم دولة بني أمية؟فقال معن: ذلك إليك يا أمير المؤمنين إن زاد برك على برهم كانت دولتك أحب إلى. تراثيات