ظلت اعين الناخبين يوم امس تتابع اسدال الستار على نهاية اضخم عملية انتخابية شهدتها البلاد, حيث ظلت الخرطوم خلال ايام الاقتراع الماضية, في حالة من الترقب والنشاط السياسي, والاقبال علي التصويت في اجواء اقل ماتوصف بأنها حميمية, بينما احتفظت شوارع الخرطوم بنفس الملامح القديمة والهادئة, واضفت عليها الاجازة الرسمية المعلنة مزيدا من ابعاد السكون. مراكز الاقتراع..ملامح وداع ملامح الوداع التي كست مراكز الاقتراع في العاصمة خلال اليوم الاخير كانت واضحة بحيث لاتحتاج لكثير من التدقيق للاحساس بذلك, فبعض مراكز الخرطوم يبدو انها قد اكملت واجباتها بصورة طيبة, بينما بقي موظفوها يتبادلون الاحاديث الجانبية ويقتطعون الساعات المتبقية لإسدال الستار على العملية الانتخابية ب(عشرة ونسة), لم تلههم عن استقبال ماتبقي من ناخبين جاءوا لتلك المراكز للادلاء باصواتهم في اليوم الاخير. رجال المرور..البحث عن (حركة) على غير العادة شهدت شوارع الخرطوم في اليوم الاخير انسيابا تاما في حركة المرور, وبقي رجال المرور يتابعون سير الحركة الخفيف دون أي مصاعب تذكر, بينما علق احد سائقي الحافلات علي المشهد قائلا:(والله ياريت شوارع الخرطوم طوالي كدا). موظفو الاقتراع..لن ننسى اياما مضت افرزت عملية الانتخابات الاخيرة عددا من المكاسب الاجتماعية خصوصا بين موظفي الاقتراع والمراقبون حيث سادت بينهم اجواء من الالفة والمحبة, وهم يقضون الايام السابقة مع بعضهم البعض, مما خلق صداقات واسعة بين اولئك الموظفين, وجعلهم يرددون في اليوم الاخير(لن ننسى اياما مضت). الحدائق المفتوحة..عودة الروح سجل اليوم الاخير للانتخابات عودة للروح للكثير من الحدائق المفتوحة, حيث انتهزت الكثير من الاسر فرصة الاجازة واختارت ان تمضي اليوم فيها, وشهدت حدائق السلام بالخرطوم وحدائق الملازمين بام درمان توافد اعداد مقدرة من المواطنين, بعد ان سجلت تلك الحدائق المفتوحة غيابا واضحا في الايام السابقة. مطاعم تنتعش..واستثمارات تتوقف عدد من المطاعم التي شهدت تراجعا ملحوظا في الايام السابقة يبدو انها ستعود للانتعاش من جديد, بينما ابدي عدد كبير من سائقي الكريز والهايسات والامجاد, حزنهم على نهاية العملية الانتخابية, بعد ان مثلت لهم مصدرا اضافيا للرزق, وذلك بعد استعانت الاحزاب بهم لنقل مرشحيهم الى مراكز الاقتراع مقابل اجر مادي مجز. الخرطوم في انتظار النتيجة شهدت العديد من المجالس في العاصمة يوم امس اهتماما متعاظما بالنتيجة النهائية للانتخابات, مما يؤكد ان الخرطوم تنتظر المحصلة النهائية لذلك الماراثون بفارغ الصبر, ولم تمنع اجازة اليوم الاخير الكثيرين من الخروج لبعض المراكز والتداول حول ميعاد اعلان النتائج, ومهما يكن من امر فان الانتخابات الاخيرة شغلت كل المواطنين بمختلف ميولهم السياسية, وكانت استفتاء واضحا لاثبات مقدرة الشعب على الخروج بالانتخابات لبر الامان, واصبحت الخرطوم في آخر يوم اقتراع اشبه بعروس جميلة تنتظر ميعاد زفافها, الذي سيكون بالتأكيد يوم اعلان النتائج واختيار المرشحين الذين سيتولون زمام القيادة بأمر الشعب..