بحديث لا يخلو من السخرية قال احد الصحافيين معلقا: ان الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل هو من اقل الاحزاب السياسية صرفا على الحملات الاعلانية خلال الانتخابات، واقلها صخبا وزخما، ولكنه سيكون اكثر الاحزاب- بعد الوطني- جنيا لفوائد السباق الانتخابي، عملا بنظرية تحقيق اهداف كثيرة بمجهود قليل. اذا صحت هذه النبوءة وهي اقرب الى الصحة من واقع المعطيات الماثلة، فإن حزب الميرغني يكون قد راوح مكانه ولم ينزف كثيرا من النقاط، لأن المقعد الثاني الذي سيحل فيه الحزب الاتحادي انتخابيا هو ذات المقعد الذي جلس عليه الاتحاديون في آخر انتخابات تعددية. الحجة التي قد يوردها المعارضون في شأن التقليل من المرتبة التي سيتبوأها حزب الميرغني هو شرط النزاهة والعدالة الذي تقول الاحزاب المنسحبة انه منعدم في الانتخابات الحالية وبالتالي فإنه من غير الصحيح - حسب منطقهم- الحكم لصالح الرجل. لكن الظروف السياسية والحزبية التي خاض بها الميرغني الانتخابات تجعله غير مستفيد- من الحكومة على الاقل - حتى يتم اتهامه بالتمتع بعدم النزاهة والعدالة التي تقول المعارضة انها شابت الانتخابات. دخل الميرغني السباق الانتخابي بانقسامات عديدة في الاتحادي الى مجموعة احزاب اتحادية(واحد برئاسة الدقير، وثاني بزعامة جلاء الازهري، وثالث لازرق طيبة تحت مسمى الوطني الاتحادي)، وبانسلاخات غير قليلة لبعض قادته مثل الاستاذ فتح الرحمن شيلا وهشام البرير وعبدالحكم طيفور، وبمواقف داخلية حادة قادها الاستاذ علي محمود حسنين ضد المشاركة في الانتخابات، ولكن مع كل ذلك سجل الميرغني موقفا متقدما. ذات الحجة التي يوردها الخصوم حول اجواء الانتخابات يمكن ان يسوقها الميرغني، فهو قد يظن انه لولا الحكومة لما تشظى الحزب الاتحادي، ولولاها ايضا لما خرج عليه من خرج..لذلك يبدو ان رئيس الحزب الاتحادي ومرشد الطريقة الختمية لم يستفد من الحكومة بقدر ما استفاد من منطقة الظل التي يجلس فيها، فهو قريب من الحكومة وليس بعيدا عن المعارضة، وبناء على ذلك يصعب معرفة الى اين يتحرك. الميرغني رجل صبور فهو يبدو باردا تجاه الكثير من الاحداث الساخنة، ولا يستنزف كل طاقته ضد الخصم، هذه الخصال كانت الوقاية له من ان يدمي انفه بمعارضة الحكومة اكثر مما فعل رفاقه الآخرون، كما انها جللته بوقار ما زال يحتفظ به رغم انه اكثر زعماء الختمية اقتحاماً للشأن السياسي.